يتزايد دور الإعلام بشموله ووسائله في حياة الفرد والمجتمع يوماً بعد يوم، وأصبح يؤدي دوراً مؤثّراً في بناء الأمم وتشكيل الحضارات، إذ يسهم الإعلام في التنشئة الاجتماعية وفي تشكيل الرأي العام، ويقوم بدورٍ استراتيجي مهم في توجيه المجتمع وإرشاده وتثقيفه، كما يقوم بحراك فاعل في التنمية المستدامة بمختلف مجالاتها وقطاعاتها، إضافة إلى الدور المألوف الذي يؤديه في تلبية حاجة الإنسان إلى الاتصال بوصفه حاجة إنسانية نشأت مع نشوء المجتمعات البشرية، لكي يتصل الفرد بغيره من الأفراد ويتبادل معهم المعلومات والأفكار. إن تعاظم دور الإعلام تزايدَ مع تعقيد مجالات الحياة بعد أن كثرت وتشعبت ميادينها وتطورت حقولها، لذا أصبح التخصص في كافة المجالات خصوصاً الإعلام أمراً لا غنى عنه، كجزء من متطلبات السعي نحو الإبداع في هذا المجال والإلمام بكل ما يرتبط به، وتطوير آفاقه، والتركيز على جميع تفاصيله وجزئياته. وانطلاقاً من ذلك فإن مجال الإعلام الجماهيري لم يستطع أن يفي بكافة متطلبات الحياة، لذا نشأت الحاجة في مجتمعنا السعودي الفتي إلى وجود الإعلام المتخصص في ميادين ومجالات الحياة المختلفة، وبات أمراً حيوياً لها، وضرورياً لفهم مكوناتها وأقسامها وموضوعاتها وأحداثها بعمق شامل، كالإعلام السياسي والإعلام الاجتماعي والإعلام البيئي والإعلام الأمني والإعلام الاقتصادي والإعلام الرياضي والإعلام الصحي..الخ. وفي نفس الوقت برزت الحاجة الملحة للمتخصص الإعلامي الذي يقوم تخصصه على الدراسة في المقام الأول، فالدراسة المتخصصة شرط ضروري لنجاح الإعلامي اليوم، وهي التي تميّز الإعلامي عن غيره، فكلما زادت معرفته وخبراته في التخصص الذي يعمل فيه، زادت مقدرته على الإبداع والتميّز والاحترافية في عمله، لذا فالإعلام وتخصصاته الفرعية له عدة وظائف وتتجلّى وظيفته الرئيسة في إحاطة الجمهور بالأخبار الصحيحة والمعلومات الصادقة ونقل الحقائق الثابتة والأحداث ومشاهداتها التي تسهم في تشكيل رأي عام صائب في موقعه أو حادثة أو مشكلة مهمة تتعلّق بالمجال الإعلامي وميدانه، ومن هذا المنطلق نجحت جامعة الإمام محمد ن سعود الإسلامية ممثلة بكلية الإعلام والاتصال الذي يدير دفته مهنيا وأكاديميا سمو الأمير الدكتور سعد بن سعود إطلاق برامج (دبلوم عالي) بعد البكالوريوس في الإعلام المتخصص وفق معايير أكاديمية نوعية في أربعة تخصصات هي الإعلام السياسي والإعلام الرياضي والإعلام التربوي والإعلام الصحي وتأتي هذه التخصصات الإعلامية المهمة مواكبة لبرنامج التحول الوطني ضمن رؤية مملكتنا الحبيبة 2030، وانسجاما مع متطلبات سوق العمل الإعلامي في ثوبه الجديد، لاسيما وأن الإعلام المتخصص يشكل علامة من علامات انتقال المجتمعات من المرحلة التقليدية إلى مرحلة أكثر تطوراً، وانتقال (الممارسة الإعلامية) من النمط التقليدي إلى نمط أكثر عصرية وحداثة، تبرز في اتجاهاتها المهنية وتحدياتها.. قيمة وأهمية (التخصص) في مختلف المجالات والأنساق المجتمعية.