تصدرت الدبلوماسية الاقتصاد السعودية قمة ال20 في أوساكا بقيادة مهندس رؤية 2030 الأمير محمد بن سلمان، الذي خطف الأضواء بتصدره الصورة المشتركة لقادة ال20، وعلى يمينه رئيس أكبر اقتصاد بالعالم، وشماله رئيس الدولة المضيفة، مما يعتبر مؤشراً واضحاً على قوة الدبلوماسية الاقتصادية، وما تمتلكه من أدوات متنوعة يمكن استخدامها للتأثير على سياسات الدول الأخرى الاقتصادية، لتحقيق أهداف رؤية المملكة، وهذا يؤكد على أهمية السعودية على المستوى الدولي بميزها النسبية وحسن إدارتها لمواردها، كيف لا وهي أكبر مصدر للنفط في العالم، وتمتلك أكبر ثاني احتياط نفطي بالعالم، وتسعى دائماً إلى ضمان إمدادات النفط العالمية واستقرار الأسعار، وتتمتع بملاءة مالية عالية لامتلاكها أكبر ثالث احتياطي نقد أجنبي في العالم، وتوفيرها لفرص استثمارية هائلة تساهم في نمو الاقتصاد العالمي. وما زالت طموحاتها الدبلوماسية الاقتصادية تتجاوز الحدود إلى أقوى الاقتصاديات العالمية في مجموعة ال20، بدعمها المستمر لاستقرار الاقتصاد العالمي في ظل بيئة آمنة ومستقرة، وبتكثيف دبلوماسيتها الاقتصادية التي بدأها الأمير محمد بزياراته الدولية المستمرة، وآخرها جنوب كوريا الأسبوع الماضي لتسويق رؤية 2030 وتطلعاتها نحو اقتصاد حديث داخل المملكة والشرق الأوسط والعالم؛ وهنا تتشكل أهمية الدبلوماسية الاقتصادية التي تضع مصالحنا الاقتصادية والسياسية في المقدمة، ولكنها داعمة لنمو الاقتصاد العالمي من خلال جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتعزيز الاستثمارات المشتركة الاستراتيجية. فكان لقاء ترمب رئيس أكبر اقتصاد في العالم بالأمير محمد على هامش قمة ال20 وترحيبه وتشرفه بلقاء الأمير، مؤشراً حاسماً على ثقته في الدبلوماسية الاقتصادية السعودية التي تعكس مكانتها في منظومة الاقتصاد العالمية، ودورها في صياغة القرارات الاقتصادية العالمية التي تعزز التنمية والرخاء العالمي وتحافظ على استقرار أسواق النفط ومكافحة الإرهاب، رغم التهديدات الإيرانية للأمن وحرية الملاحة الدولية والخلاف التجاري بين أميركا والصين، الذي انعكس سلباً على أسواق المال واستقرار أسعار النفط. إن دور السعودية الكبير في دعم نمو الاقتصادي العالمي وحرية التجارة كأكبر اقتصاد في الشرق الأوسط، وسعيها من خلال رؤيتها 2030 إلى تنويع اقتصادها وفتح سوقها المالي للاستثمارات الأجنبية، وتركيزها على توطين التقنية والذكاء الصناعي في اتجاه الثورة الصناعية الرابعة بهدف التنمية المستدامة، مكنها من استضافة قمة مجموعة ال20 في 2020 نحو اقتصاد أكثر ازدهاراً لها، وجميع دول العالم. كما جاء في كلمة الأمير محمد الختامية "لتكون الرياض منصة للحراك العالمي لمواجهة التحديات وتحقيق الغايات، وتمكين المرأة والشباب، والعمل لأجل التنمية الشاملة المستدامة".