على الرغم من كل التحديات التي تواجهها السعودية في منطقة تقف في وجه الريح وتعصف بها الاضطرابات والإرهاب والنزاعات والأفكار المزيفة والأطماع البغيضة إلا أن السعودية وبكل اقتدار استطاعت أن تحافظ على منحنى الصعود ولم تنحرف لحظةً بوصلة التطوير والتنمية المستدامة نحو مستقبل أفضل. اليوم تحقق إنجازاً دولياً جديداً بعد أن تكللت جهود رائعة بإعلان حصول السعودية على العضوية الدائمة لمجموعة العمل المالي «فاتف» وهي ما تعد أعلى سلطة تشريعية ورقابية في العالم والمعنية بإصدار المعايير والسياسات وأفضل الممارسات المرتبطة بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وانتشاء التسلح والتي تقوم أيضاً بعملية تقييم دول العالم لمستوى الالتزام بتلك الجوانب المتعلقة بالقطاع المصرفي والمالي وغير المالي وكذلك التعاون الوطني والدولي والذي اكتسب قوة وإلزامية بعد اعتماد صندوق النقد والبنك الدولي والهيئات الدولية الأخرى والدول الصناعية لها. بانضمام السعودية للمجموعة أصبحت أحد المشرعين والمقيمين في جوانب الالتزام بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وانتشار التسلح. وهي شهادة عالمية لكفاءة الإجراءات والجهود التي قامت بها السعودية في السنوات الماضية والتي تفوقت بها على كثير من دول العالم رغم حداثة تجربة التأسيس والتطويل وضخامة التحديات. بحصول السعودية على العضوية الدائمة فقد أصبح لديها الفرصة للمشاركة في صياغة السياسات والقرارات والتوصيات وتنفيذ عملية لتقييم مدى التزام دول العالم وهو ما يعد شهادة لكفاءة وقوة الإجراءات والجهود المبذولة في السنوات الماضية وخصوصاً في القطاع المصرفي الذي لقي ثناء خاصاً من قبل مجموعة العمل المالي بحسب تقرير التقييم المشترك عن السعودية الصادر في سبتمبر 2018م تحت إشراف أفضل بنك مركزي في العالم في إدارة المخاطر بعد منح لجنة البنوك المركزية (Central Banking Awards Committee) مؤسسة النقد العربي السعودي «ساما» جائزة أفضل مدير للمخاطر على مستوى البنوك المركزية للعام 2018م - 2019م. وهو ما يعزز تأثير السعودية على المستويين الإقليمي والعالمي.