يقال إن الحظ ما هو إلا نجاح أو فشل سببه الصدفة! وهذا وإن كان نادرًا في حال كون الحظ برقًا خاطفًا، إلا أنه –أيضًا- يخالف كون رياح الحظ قابلة للتهيئة، وأن كل ما يحتاج إليه لاحقًا هو الاستعداد لاقتناصها. الدكتورة تينا سيليج أستاذ الممارسة في قسم الإدارة والهندسة بجامعة ستانفورد، والمهتمة بما يطلق عليه "خلق القيمة"، درست ما الذي يجعل أناسًا أكثر حظًا من آخرين؟ وكيف يقتنص البعض الفرص لتأخذه نحو عنان السماء، بينما يبقى كثيرون على قارعة الانتظار دون تغيير. تقول سيليج إننا حتى نفوز بالحظ لا بد أن نغير من نظرتنا لثلاثة أمور؛ الأول: أن نغيّر من علاقتنا مع أنفسنا، فنصبح أكثر استعدادًا لخوض المغامرات الصغيرة، ثم تلك المفصليّة التي تخرجنا من مناطق الراحة، وألا نفقد حس الاكتشاف كما كنا أطفالًا حينما كنا نحاول أن نكتشف أي شيء مهما كلف الأمر، ناهيك عن أن مناطق التعلم الجديدة هي التي تزيد الفرص وتوسع الآفاق، هذه المغامرات حتمًا ستفسح المجال لهبوب رياح الحظ، التي ما إن تلتقي بروح الاستعداد حتى تقفز بك نحو الأمام. الثاني: أن نغيّر من أسلوب علاقتنا مع الآخرين؛ إذ لا بد أن نكون ممتنين لكل من يساعدنا ويلعب دورًا - مهما كان - في وصولنا إلى أهدافنا، فهذا التقدير يصنع مزيدًا من الفرص، ناهيك عن توسيع دائرة المعارف، مثل التشجع لبدء محادثة عابرة مع غريب قد تفتح منجم فرص هائلة لم تكن في الحسبان، ودومًا تستشهد سيليج بأن نشرها لأهم كتبها بدأ عبر محادثة عابرة مع الراكب بجوارها في الطائرة، تبين أنه أحد الناشرين، فاستغلت ذلك بدعوته إلى إلقاء محاضرة على طلابها، ليتطور الأمر لاحقًا أن أضحى ناشر كتابها الأكثر مبيعًا. الثالث: أن تغيّر علاقتك مع الأفكار، عبر تجنب الحكم السريع عليها، فليست هناك أفكار سيئة تمامًا، بل غالبًا ما توجد في بذور الأفكار التي تبدو سيئة فرص نجاح رائعة عبر تطوير وتحوير تلك الأفكار والنظر إليها بزاوية مختلفة، ومن نافلة القول إن أغلب نجاحات الشركات الكبيرة جاء من أفكار كان كثيرون يرون أنها مجنونة، أو غير مناسبة التطبيق. كنت مؤمنًا بأن الاستعداد هو الطريق الصحيح لاستقبال الحظ، كون رياح الحظ دائمًا ما تهب، لكنني اليوم أؤمن أيضًا بأنك في حاجة إلى شراع أوسع حتى تقتنصها، ولتوسع من شراعك وفرص تلقيك لتلك الرياح؛ لا بد أن تفكر بمنظور مختلف، ينطلق من تطوير نظرتنا لعلاقتنا وكيفية فهمنا للأفكار والآمال. أنت من يصنع حظه، وكما المزارع حينما يبذر ويعتني بزرعه يحصد محصولًا وافرًا، ثق تمامًا بأن الحظ آتٍ.. فقط غيّر لتبذر حظك، وحتمًا سيعصف بك.