أصبحت في كل يوم تسجل وزارة الخارجية السعودية موقفاً إنسانياً ووطنياً جديداً، تثبت به المعنى الحقيقي لرعاية الوطن لمواطنيه أينما كانوا، معنى لا يقتصر على المواطنين الموجدين على أرض المملكة، بل يصاحبهم أينما ذهبوا أو حلوا، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، ومن أطراف بحر الصين حتى نهاية الشواطئ الغربية للأميركيتين، فيكفي أن تتابع تحركات الوزارة للاطمئنان على المواطنين السعوديين في أي كارثة قد تقع بأي بلد في العالم، لتعرف كيف تدير الخارجية ملف أبناء المملكة في الخارج، وبحسب ماقرأت أنها في السنتين الأخيرتين أصبحت من أسرع الوزارات في العالم التي تتفقد حال مواطنيها، بل إني أجد في بعض الأحيان تحرك وزارة الخارجية السعودية وسفاراتها المختلفة أسرع وأقوى من سلطات البلد نفسها التي شهدت الأزمة، فإذا ما وقع زلزال هنا أو حادث هناك، تجد منسوبي الوزارة يتابعون ويبحثون بين المتضررين للتأكد من عدم وجود سعوديين بينهم، ولو شاء الله أن يكون هناك ضحايا من أبناء المملكة، فإنها تتدخل سريعاً لتقديم التعامل الواجب معهم والاطمئنان عليهم، وطمأنة ذويهم، هذا التعامل وهذا الحرص من الوزارة، خلق لدى المواطنين السعوديين، الشعور بالاطمئنان والإحساس بالراحة وأن هناك يداً حنونة تتابعهم وعيناً وطنية تسهر على راحتهم أينما سافروا ومهما ابتعدوا، وباتت مع الوقت ثقة المواطن السعودي في موظفي بلاده في السفارات والقنصليات بمختلف بلدان العالم أكبر من مجرد علاقة رسمية، بل علاقة إنسانية تتخطى حدود البيروقراطية والإجراءات. مما يؤكد هذا المسعى من قبل الوزارة، ويثبت أنها تقوم به على وجه يحقق الغاية العليا من العمل الدبلوماسي، هي حالة الشفافية المتناهية التي تلتزمها الوزارة تجاه الكشف عن أوضاع السعوديين في الخارج والصراحة الكبيرة في الحديث عن حالتهم، والتعامل مع أي ظرف أو تقصير قد يتعرضون له من قبل موظف لم يقم بواجبه على الوجه الأكمل، أضف إلى ذلك أن الخارجية السعودية لا تتخل عن أبناء المملكة أبدًا، وعندما تصل أزمة شخص ما إلى مرحلة تورطه في قضية أو وجوب مثوله أمام القضاء، فإنها تكون أول من يقف إلى جواره للتأكد من حصوله على جميع الحقوق التي كفلها القانون الدولي، والتأكد من أنه يحظى بالمعاملة اللائقة بمواطن تقف خلفه دولة بحجم المملكة العربية السعودية، الدور البارع لوزارة خارجيتنا جعل بعض مواطني الخليج يلجأون لها عندما تتأزم أمورهم ولايجدون حلاً، يحق لنا أن نشيد ونفخر بكل جهة وطنية تقوم بدورها على أكمل وجه. *إعلامي