أكد غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكيا وسائر الشرق، أن زيارة وفد مجلس الشورى السعودي إلى لبنان امتداد للعلاقة التاريخية بين البلدين الشقيقين. وأوضح البطريرك الراعي في بيان صحافي زود ال "الرياض" بنسخة منه، بأنه استقبل أول أمس وفد مجلس الشورى السعودي برئاسة صالح بن منيع الخليوي، وعضوية محمد راشد الحميضي، ومحمد مدني العلي، وناصر بن عبداللطيف النعيم، ود. نورة فرج المساعد، وعدد من المسؤولين الإداريين في المجلس، يرافقهم سفير خادم الحرمين الشريفين في لبنان وليد البخاري. ونقل رئيس وفد مجلس الشورى إلى غبطة البطريك تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله-، مشدداً على ضرورة استمرار تعزيز ودعم العلاقات التاريخية والعريقة بين البلدين. وأضاف البيان أن اللقاء تخلله الحديث حول الزيارة التي قام بها البطريرك الراعي إلى المملكة، والتي وصفها الوفد بالتاريخية لأنها جاءت للتأكيد على العلاقة الوطيدة بين السعودية والمسيحيين، وهذه العلاقة التي تعود إلى سنين طويلة أبرز ترجمة لها كانت تعيين المملكة للسفير اللبناني المسيحي جميل مراد بارودي سفيراً لها لدى واشنطن 1963-1979، كذلك الزيارات التاريخية التي قام بها ولي العهد السعودي إلى المقرات البطريركية في بكركي والديمان في خمسينيات القرن الماضي. وحمل البطريك الوفد السعودي نقل تحياته إلى خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، مثمناً علاقة الصداقة التي تجمع بين المملكة ولبنان، كما أشاد غبطة البطريك بالقرار الذي اتخذته المملكة برفع الحظر عن مجيء رعاياها إلى لبنان، آملا أن يعم السلام المنطقة كلها، ويعود أبناؤها إلى التلاقي فيما بينهم فيتبادلون ما يغتنون به من ثقافة وحضارة وإرث تاريخي، وينبذون لغة الحرب والدمار والعنف التي قضت على جزء من تراثنا المشترك، إلا أن علاقاتنا الوطيدة والأخوية على مر التاريخ هي تماماً كطائر فينيق لا يموت أبداً، يقع ولكنه يعاود التحليق عالياً، لافتاً بأن الوفد السعودي أطلع على متحف البطريركية المارونية متجولين على أقسامه. فيما أكد الخليوي أن الوفد سعيد بزيارة غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، وكان لقاء مثمراً دار الحديث من خلاله عن العلاقات التاريخية التي تربط بين المملكة والجمهورية اللبنانية وتنميتها على كافة المستويات سواء الحكومي أو البرلماني أو الشعبي، مشيراً إلى أنه بحسب ما ذكر السفير البخاري فلقد وصل عدد السعوديين الذين سيزورون لبنان هذا الصيف نحو 40 ألف سعودي، وهو رقم جيد في البداية، متوقعاً أن يتضاعف مع استقرار الوضع الآمن في لبنان ومناخ السلام والأمن الذي يخيم عليه. وأعرب الخليوي عن إعجابه بمضمون متحف البطريركية المارونية الذي يروي جزءاً من تاريخ الكنيسة المارونية العريقة ويعبر عن تاريخ لبنان وعروبته مع ما عرض فيه من أيقونات ووثائق تاريخية وهدايا من حول العالم خصصت للبطاركة الموارنة.