قبل أربعة أعوام فقط كسر أفيال كوت ديفوار حاجز النحس والفشل الذي لازم الفريق على مدار مشاركات عديدة متتالية في بطولات كأس الأمم الأفريقية وتحول المنتخب الإيفواري من ضيف شرف منتظم في البطولات الأفريقية إلى بطل متوج على عرش القارة السوداء. ولكن رحلة دفاع الفريق عن لقبه القاري انتهت مبكرا وسقط الأفيال في الدور الأول (دور المجموعات) بالنسخة الماضية، التي استضافتها الجابون في 2017، دون تحقيق أي فوز في المباريات الثلاث التي خاضها الفريق في مجموعته. ويخوض الأفيال فعاليات النسخة الجديدة من البطولة الأفريقية بحلة جديدة في ظل ابتعاد أو اعتزال العديد من النجوم الذين صالوا وجالوا في صفوف الفريق على مدار سنوات في العقدين الأخيرين والذين اشتهروا بجيل "دروجبا" نسبة إلى المهاجم الخطير السابق ديدييه دروجبا. والمؤكد بالفعل أن المنتخب الايفواري من بين المنتخبات صاحبة الحظوة والسمعة الرائعة على الساحة الأفريقية لما قدمه هذا الفريق من عروض متميزة على مدار نحو نصف قرن من الزمان نجح من خلالها نجوم الكرة الإيفوارية في ترك بصمة رائعة في سجلات كرة القدم الأفريقية. ولكن مشكلة كرة القدم الإيفوارية بشكل عام والمنتخب الإيفواري بشكل خاص تمثلت في أن الإنجازات لا ترتقي دائما إلى حجم التوقعات التي تصاحب مشاركته في البطولات ومن ثم لم يحرز المنتخب الإيفواري المعروف بلقب "الأفيال" لقب كأس الأمم الأفريقية سوى مرة واحدة على مدار 20 مشاركة في النهائيات قبل أن تشهد مشاركته الحادية والعشرين اللقب الثاني للفريق. وتوج الأفيال بلقب البطولة الأفريقية عام 1992 بالسنغال بينما فاز بالمركز الثاني في بطولة 2006 بمصر بعد الهزيمة أمام أصحاب الأرض بضربات الجزاء الترجيحية في المباراة النهائية للبطولة كما خسر النهائي في 2012 أمام المنتخب الزامبي ثم استعاد اللقب الغالي في نسخة 2015 بغينيا الاستوائية. ولا يختلف اثنان على أن المنتخب الإيفواري شهد في العقد الماضي وبداية العقد الحالي الجيل الذهبي الثالث له بعد جيل الستينيات وجيل أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات من القرن الماضي وكان هدف الفريق الحالي هو تتويج تألقه على الساحة الأفريقية وفي رحلة احترافه بالأندية الأوروبية الكبيرة إلى لقب أفريقي ثاني للأفيال حتى تحقق هذا الحلم في 2015 ليفتح شهية الأفيال إلى الفوز بلقب ثالث. وعاند الحظ الفيل الإيفواري الشهير ديدييه دروجبا في تتويج مسيرته الرائعة مع منتخب الأفيال باللقب القاري الذي طالما راوده حلم الفوز به قبل أن يعلن اعتزاله اللعب. ورغم اعتزال معظم النجوم الكبار، يمتلك الجيل الحالي من لاعبي المنتخب الإيفواري الإمكانيات التي تساعده على المنافسة بقوة على إحراز اللقب الأفريقي الثالث. ويتمتع لاعبو هذا الجيل بمستويات عالية أيضا سواء من ناحية المهارة أو القدرات البدنية أو الخبرة أو التماسك حيث لعب نجومه لفترات طويلة جنبا إلى جنب. ويضاعف من قوة الفريق الحالي أن معظم نجومه من اللاعبين المحترفين في أوروبا مثل ماكس جاردل (تولوز الفرنسي) وجوناثان كودجا (أستون فيلا الإنجليزي) وسيري داي (نيوشاتل السويسري) وسيرج أورييه (توتنهام الإنجليزي) . وبالتالي، يخوض الفريق البطولة بعقلية المحترفين ويستطيع لاعبوه مساعدة مديرهم الفني الوطني إبراهيم كامارا الذي يفتقد للخبرة الكبيرة في عالم التدريب على عكس المدربين السابقين للفريق مثل الفرنسيين هيرفي رينار وميشيل دوساييه. ويصطدم المنتخب الإيفواري مبكرا بمديره الفني السابق رينار الذي يتولى تدريب المنتخب المغربي أحد منافسي الأفيال في المجموعة الرابعة بالدور الأول للبطولة. ويستهل المنتخب الإيفواري مسيرته في البطولة بلقاء منتخب جنوب أفريقيا ثم يلتقي منتخبي المغرب وناميبيا في المباراتين التاليتين بالمجموعة.