يرفع المنتخب السوداني لكرة القدم راية "التحدي" في محاولة للتفوق على نفسه في بداية مسيرته ببطولة كأس الأمم الأفريقية الثامنة والعشرين حيث يلتقي نظيره الإيفواري الأحد 22 يناير 2012 في افتتاح مباريات المجموعة الثانية بالبطولة المقامة حاليا في غينيا الاستوائية والجابون. ورغم نجاح كل من الفريقين في الفوز بلقب البطولة مرة واحدة سابقة ، تباين مستوى وظروف الفريقين كثيرا في السنوات الماضية وخاصة في العقدين الماضيين لتكون المباراة بينهما بمثابة مواجهة غير متكافئة من الناحية النظرية وإن كان كل شيء ممكنا من الناحية العملية. ولم يكن المنتخب السوداني (صقور الجديان) يتمنى بالطبع أن تكون بداية مسيرته في البطولة أمام أفيال كوت ديفوار المرشحة بقوة لإحراز اللقب. ورغم صعوبة المواجهة والفارق الهائل في الإمكانيات بين كتيبة الأفيال التي تعتمد على مجموعة من المحترفين في أكبر الأندية الأوروبية وقافلة صقور الجديان التي تعتمد على مجموعة لاعبين جميعهم من الناشطين بالدوري المحلي ، يدرك كل من الفريقين أنه من الصعب التسليم بأن النتيجة محسومة خاصة وأن الحماس والرغبة في تحقيق الفوز يجب أن تكون في أعلى درجاتها مع بداية مسيرة كل من الفريقين في هذه المجموعة الصعبة. وربما يكون المنتخب الايفواري لكرة القدم من بين المنتخبات صاحبة الحظوة والسمعة الرائعة على الساحة الأفريقية ولكن مشكلة الفريق تكمن دائما في أن الإنجازات لا ترتقي دائما إلى حجم التوقعات التي تصاحب مشاركته في البطولات ومن ثم لم يحرز المنتخب الإيفواري المعروف بلقب "الأفيال" لقب كأس الأمم الأفريقية سوى مرة واحدة على مدار 18 مشاركة سابقة له في النهائيات. وتوج الأفيال بلقب البطولة الأفريقية عام 1992 بالسنغال بينما فازوا بالمركز الثاني في بطولة 2006 بمصر بعد الهزيمة أمام أصحاب الأرض بضربات الجزاء الترجيحية في المباراة النهائية للبطولة. وشهد المنتخب الإيفواري في السنوات الأخيرة الجيل الذهبي الثالث له بعد جيل الستينيات وجيل أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات من القرن الماضي وأصبح هدف الفريق الحالي هو تتويج تألقه على الساحة الأفريقية وفي رحلة احترافه بالأندية الأوروبية الكبيرة بلقب أفريقي ثان للأفيال. ويضاعف من رغبة هذا الجيل في إحراز اللقب أن بعض عناصره وفي مقدمتهم المهاجم الشهير والخطير ديدييه دروجبا قائد الفريق قد لا تتاح لهم فرصة جديدة للمشاركة في الكأس الأفريقية مع اقترابهم من سن الاعتزال. ومع غياب عدد من المنتخبات الكبيرة عن نهائيات البطولة القادمة، تبدو الفرصة سانحة أمام الأفيال للمنافسة بقوة على اللقب بل إن الفريق الإيفواري سيكون مع نظيره الغاني وصيف بطل النسخة السابقة هما أقوى المرشحين للفوز باللقب. ويضاعف من قوة الفريق الحالي أن كل نجومه من اللاعبين المحترفين في أوروبا مثل دروجبا وسالومون كالو وكولو توريه ويايا توريه وديدييه زوكورا باستثناء لاعب واحد فقط هو عبد القادر كيتا المحترف في السد القطري حامل لقب دوري أبطال آسيا وصاحب الميدالية البرونزية في كأس العالم للأندية 2011 . وبالتالي ، يخوض الفريق البطولة بعقلية المحترفين ويستطيع لاعبوه مساعدة مديرهم الفني الوطني فرانسوا زاهوي. وتبدو الفرصة سانحة أمام كتيبة المحترفين للاستفادة من فارق الخبرة في مواجهة نجوم الدوري السوداني الذين يشكلون قائمة صقور الجديان. ولكن الأفيال يدركون تماما أن المفاجآت واردة خاصة في ضربة البداية لاسيما وأن لاعبي المنتخب السوداني يمتلكون المهارات الفنية الكبيرة كما يتميزون بالتماسك الشديد والانسجام في ظل اعتماد الفريق بشكل كبير في تشكيلته على نجوم المريخ والهلال السودانيين. وكان المنتخب السوداني هو آخر المتأهلين للبطولة حيث صعد للنهائيات من الباب الضيق وبعدما احتل المركز الثاني في مجموعته ووقف الحظ بجواره ليصبح ثاني أفضل الفرق التي احتلت المركز الثاني في جميع المجموعات بالتصفيات علما بأنه فاز في جميع مبارياته بالتصفيات ما عدا مباراتيه أمام المنتخب الغاني العنيد حيث تعادل معه سلبيا في لقاء الذهاب وخسر صفر/2 إيابا. ويدرك صقور الجديان أن استعادة هيبتهم الأفريقية يتطلب بداية قوية في البطولة وهو ما لم يتحقق إلا بنتيجة إيجابية في لقاء الغد الذي يمثل عنق الزجاجة للفريق. ويضم منتخب السودان مجموعة رائعة من اللاعبين هم الأفضل في تاريخ الكرة السودانية منذ جيل عام 1970 ومنهم هيثم مصطفي قائد الفريق ولاعب خط وسط الهلال وأحد أكثر اللاعبين خبرة نظرا لمشاركاته مع الفريق في دوري أبطال أفريقيا واستمراره مع المنتخب السوداني منذ سنوات طويلة. ويقود الفريق المدرب محمد عبد الله مازدا الذي تولى مسئولية الفريق في عام 2008 قبل أن يتولى المدرب ستيفان كونستانتين القيادة في مطلع العام التالي ولكنه لم يستمر مع الفريق سوى عام واحد ليعود مازدا إلى تولي المسئولية مرة أخرى .