تجاوز الحوثيون ومن خلفهم إيران، كل الخطوط الحمراء، باستهداف المدنيين المسالمين في المملكة العربية السعودية، وورطوا أنفسهم في تصرف أرعن غير مسؤول، حتماً سيدفعون ثمنه قريباً. وإذا كان الهجوم على مطار أبها يوم الأربعاء الماضي، وإصابة 26 مدنياً، يعكس إفلاساً ويأساً وخيبة أمل من جانب الحوثيين، بعد الحصار الشديد عليهم من قبل تحالف دعم الشرعية في اليمن، الذي تقوده المملكة، فهو بالنسبة للإيرانيين خطوة وثابة نحو الهلاك والاندحار السياسي، لنظام الملالي، الذي بات مكروهاً من قبل دول العالم. وعندما يؤكد التحالف أنه لن يلتزم الصمت تجاه جرائم جماعة الحوثيين الإرهابية، وإيران الداعمة لها، بحق المدنيين، وأنه سيرد بقوة وحزم، على تلك الجرائم الخسيسة، فهو جاد جداً في تهديده ووعيده، والدليل على ذلك، أن رده لم يتأخر كثيراً بضرب أهداف عسكرية نوعية في صنعاء، شملت منظومات دفاع جوي، أهدتها إيران للحوثيين، وقبل ذلك بساعات، نجح التحالف في اعتراض وإسقاط خمس طائرات دون طيار مسيّرة، أطلقها الحوثيون باتجاه مطار أبها الدولي ومحافظة خميس مشيط، وفي هذا تأكيد واضح على جدية التحرك السريع والحاسم، عندما يتعلق الأمر بحماية المدنيين، كما أنه يؤكد قدرة التحالف وما يمتلكه من خبرات عسكرية، وتقنيات حديثة، يضاف إليها الإصرار والعزيمة على مواجهة الأخطار والتعامل معها في حينه، خاصة إذا كانت تستهدف أراضي المملكة. هجمات ميليشيا الحوثي الإيرانية، ضد المدنيين في المملكة، تخالف القانون الدولي الإنساني، وتصطدم بالأعراف الدولية، وتثبت من ناحية أخرى، أن العمليات العسكرية، التي يشارك فيها التحالف بقيادة المملكة، لدعم الحكومة الشرعية، هي حرب ضرورة ومشروعة للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة حالياً ومستقبلاً، لأن ترك الحوثيين ومن خلفهم إيران، بلا مواجهة، يمثل تهديداً صريحاً للاستقرار في المنطقة والعالم، وهي المهمة الشاقة، التي تصدت لها المملكة، وتعهدت بالقيام بها على أكمل وجه. التحالف لا يستمد قوته، من حداثة الأسلحة والمعدات التي يستخدمها في حربه ضد الإرهاب الإيراني والحوثي وحسب، وإنما من حقوقه المشروعة المتماشية مع القوانين والأعراف الدولية، في حماية المدنيين من أي هجمات، وهذه المهمة تقع ضمن مسؤولياته في حماية الأمن القومي لجميع الدول المشاركة فيه.. أن التحالف لن يتردد لحظة واحدة في اتخاذ كافة الإجراءات التي من شأنها تعزيز الأمن والسلامة لكل مواطن ومقيم على أرض المملكة.