خمس سنوات من الحرب والحصار الحوثي لتعز وسط صمت أممي صعدت ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران حربها الوحشية على الأطفال في مدينة تعز اليمنية، وكثفت عمليات القنص على نحو غير مسبوق خلال شهر رمضان وأيام عيد الفطر، مخلفة عشرات القتلى والجرحى في صفوف الأطفال وحولت عيد الفطر إلى كابوس مرعب أحالت معه فرح الأطفال إلى مأتم. وقالت جهات محلية في تعز إن فرق القناصة وقذائف المدفعية والصواريخ الحوثية قتلت 20 طفلا وأصابت 30 آخرين كما قتلت خمسة أطفال خلال أيام العيد وجرحت أكثر من 15 طفلا، فضلا عن قتل وإصابة العشرات من النساء وكبار السن. وفي أول أيام عيد الفطر قتلت وأصابت صواريخ المليشيا المدعومة من إيران خمسة أطفال في قرية المسراخ المطلة على مدينة تعز، وفي اليوم نفسه سقط ثلاث أطفال على يد قناص حوثي، استهدفهم وهم يمارسون طقوس العيد بالمدينة، بينهم الطفلة" بسمة رزاز" التي لم تكمل العام الرابع من عمرها. قنص متعمّد وقال سكان في مدينة تعز ل"الرياض" إن قناصة الحوثي تستهدف الأطفال بطريقة ممنهجة ومتعمدة، إذ يصوبون بنادقهم على مناطق الرأس والصدر بشكل مباشر لحصد أكبر قدر ممكن من الأطفال، والهدف الأساسي هو الترويع والتخويف ومحاولة إجبار وإخضاع سكان مدينة تعز. وبلغ مستوى الإجرام لدى ميليشيات الحوثي الإيرانية إلى استهداف الأحياء السكنية المكتظة بالسكان في المدينة، بصواريخ إيرانية، نوع زلزال 1 حيث سقط أحدها على منزل في حي عصيفرة شمالي المدينة، وأصاب أما وأطفالها الخمسة إصابات بالغة، وخلف دمارا واسعا في المنازل المحيطة، إذ تتسم البنايات في مدينة تعز بالتقارب وتتميز أغلبها بالبناء الشعبي غير المسّلح، الأمر الذي يجعل سقوط صاروخ من هذا النوع تهديدا كبيرا لحياة السكان وإحداث دمار كبير. وكدليل صريح على جريمة استهداف منزل سكني بصاروخ إيراني من نوع (زلزال 1) نشرت ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران عبر قناة "المسيرة" الناطقة باسمها خبرا عاجلا على شاشتها عقب إطلاق الصاروخ وقالت إنها استهدفت منطقة عُصيفرة السكنية الواقعة تحت سيطرة المقاومة والجيش اليمني بمدينة تعز. تبادل منافع ويرى سكان مدينة تعز -التي تحتوي على أكبر تكتل سكاني في اليمن- إن تصعيد ميليشيات الحوثي واستخدام صواريخ (زلزال 1) إيرانية الصنع لضرب المدنيين، يدل على تواطؤ المنظمات الدولية والأممالمتحدة ومبعوث الأمين العام إلى اليمن، مارتن غريفيث، كما يؤشر على حصول الميليشيات الحوثية على ضوء أخضر في ارتكاب مزيد من الجرائم بحق المدنيين في تعز في سياق تبادل خدمات ومنافع بين موظفي الأممالمتحدة والحوثيين في صنعاء والحديدة. وقال يحيى الحميدي أحد القانطين في مدينة تعز ل"الرياض" إن الأممالمتحدة والمنظمات الدولية والأممية تتجاهل جرائم المليشيات الانقلابية المدعومة من إيران بحق المدنيين من النساء والأطفال والشيوخ في تعز، وترفض حتى عمل بيانات الإدانة الباردة المعتادة، في حين تسارع بإدانة واستنكار ومهاجمة التحالف العربي متبنية روايات الحوثيين عقب كل مجزرة تحدث في صنعاء أو الحديدة بساعات فقط، وتكتشف لاحقا أن الميليشيا من تقف وراءها كما حدث مؤخرا في انفجار معمل الألغام في جوار مدرسة للبناء في صنعاء وكذلك مجزرة سوق السمك في الحديدة التي اتضح للأمم المتحدة فيما بعد أنها حدث بفعل قذائف هاون وليست ضربات جوية وغيرها . وأضاف أن منظمات الأممالمتحدة ترى أنها لن تحصل على أي امتيازات من وراء إدانة جرائم ومجازر ميليشيات الحوثي الإنقلابية، وفي المقابل تعتقد أن ابتزاز التحالف العربي سلوك مربح وتتوقع الحصول على امتيازات من وراء الضغط عليه على هذا الشكل الذي تصمت معه عن جرائم ومذابح الميليشيا بحق أطفال ونساء تعز وتتاجر في الوقت نفسه بمعاناة المدنيين اليمنيين عبر محاولة إلصاقها بالتحالف وتبرئة الحوثيين الذين أشعلوا الحرب ويرفضون إيقافها. إلى ذلك أعرب مكتب حقوق الإنسان بمحافظة تعز، عن استغرابه، من صمت المجتمع الدولي إزاء الانتهاكات وجرائم الحرب التي ترتكبها ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران بحق المدنيين في تعز، لافتا إلى أنها تواصل حصار المدينة وارتكاب الجرائم منذ خمس سنوات وتسببت بسقوط أعداد كبيرة من المدنيين أغلبهم من الأطفال والنساء والشيوخ. ودعا جميع المنظمات المحلية والدولية لتوثيق كل الجرائم بحق أبناء تعز وإدانتها، ومن ثم إيصالها إلى جميع المحافل الدولية لكي ينال المجرمون العقاب الرادع بما يتناسب مع جرائمهم، تحقيقاً لمبدأ الانتصاف للضحايا. بقايا صاروخ زلزال 1 استهدف منزلاً لإحدى الأسر في مدينة تعز وأصاب أماً وأطفالها الخمسة