استغلت ميليشيا الحوثي الانقلابية التابعة لإيران الدعوات الدولية للسلام وحرص التحالف العربي على منح فرص لإيصال المساعدات الإغاثية للمدنيين في الحديدة، وقامت بتصعيد عملياتها وقصفها الصاروخي والمدفعي على المناطق والأحياء المحررة الآهلة بالسكان في المدينة ومديرية حيس وفي حيران بمحافظة حجة، وسط انتقادات حقوقية وإنسانية وشعبية يمنية واسعة لصمت المنظمات الإنسانية والإغاثية الدولية والأممية والمجتمع الدولي إزاء تصاعد الجرائم الحوثية وتصعيدها ضد المدنيين. واعتبرت الميليشيا استنفار المنظمات الأممية بمثابة ضوء أخضر لتقوم بإحراق عدد من المدن اليمنية وإبادة السكان المدنيين عبر استهداف التجمعات السكانية بصواريخ بالستية وإطلاق قذائف المدفعية وصواريخ الكاتيوشا بكثافة والقيام بحملة تهجير قسري لسكان عدد من القرى اليمنية كما حدث مع قرية الحقب التي باتت منطقة أشباح عقب تهجير سكانها. وارتفعت أصوات اليمنيين منددة بمواقف المجتمع الدولي وازدواجية المنظمات الأممية وصمتها أمام ارتفاع نسبة جرائم الحرب الحوثية التي تستغل الأصوات المطالبة بمنع استعادة الحديدة والميناء بذريعة الأوضاع الإنسانية، وتوسع جرائمها الانتقامية من المدنيين. وشن الحوثيون هجوماً غير مسبوق على حيس ونفذت قصفا صاروخيا ومدفعيا على الأحياء السكنية في المدينة، ناهيك عن قصف منازل المدنيين في التحيتا بقذائف صاروخية ومدفعية. كما نفّذت طيلة الأيام الماضية قصفاً مدفعياً وصاروخياً طال الأحياء السكنية المحررة في الحديدة استهدف المدنيين معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى حفر شبكة خنادق وأنفاق وإغلاق عدد من الشوارع، ونصبت مدافع وسط الأحياء. وقال مسؤول إغاثي يمني ل "الرياض": "أهالي الحديدة يعيشون معاناة كبيرة جراء ما تقوم به ميليشيا الحوثي الانقلابية من قصف عشوائي للتجمعات السكنية والمنازل"، مشيراً إلى أن سكان الحديدة يتصلون بهم ويوجهون نداءات استغاثة لإنقاذهم من قذائف وصواريخ الحوثيين المتساقطة على منازلهم. ولم يقتصر استغلال الحوثيين لدعوات السلام وفرص إغاثة المدنيين على تصعيد جرائمهم في الحديدة وحسب، بل امتد إلى مدن ومناطق يمنية أخرى شملت مأرب التي تعرضت السبت للاستهداف بثلاثة صواريخ بالستية تمكنت خلالها دفاعات التحالف العربي من التصدي لها ومنع وقوع مجازر إبادة. وفي حيران تسبب القصف الحوثي بمصرع عدد من المدنيين أغلبهم من النساء والأطفال. مشهد القصف والضحايا نفسه تكرر في تعز التي تعرضت أحياؤها الشمالية والشرقية لأعنف قصف مدفعي وصاروخي من قبل الميليشيات الانقلابية المتمركزة في أطراف المدينة، وأدى إلى سقوط عدد من الضحايا في صفوف المدنيين. وأمام مشهد القصف الحوثي وتصعيد جرائم الحرب التي ترتكبها ميليشياته وما يرافقها من صمت مُطبق للمنظمات الدولية والأممية، عبّر اليمنيون عن استغرابهم إزاء ذلك، إذ يتهم الناشط اليمني في مدينة تعز عنتر الفتيحي المنظمات الدولية بالتناقض والازدواجية في تعاطيها مع الشأن اليمني، لافتاً إلى أنه في الوقت الذي تكثف المنظمات الدولية وبعض الدول الضغط على السلطة الشرعية والتحالف العربي لمنع استعادة الحديدة ومينائها بذريعة الوضع الإنساني، نجدها تغض الطرف عن تصعيد جرائم الحرب ضد الإنسانية التي ترتكبها ميليشيات الحوثي مستغلة الانتقائية في سلوك المنظمات الأممية". وتساءل عنتر لماذا لم يتحرك المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية بشأن الحصار المفروض على مدينة تعز واستهداف المدنيين فيها بصواريخ الكاتيوشا وقذائف المدفعية منذ أربع سنوات، وكيف يصمت عن استهداف مدينة مأرب بصواريخ بالستية يصنفها القانون الدولي بجرائم حرب؟ وأشار إلى أن الحديدة التي ارتفعت أصوات المنظمات الدولية للمطالبة بمنع تحريرها بذريعة الأوضاع الإنسانية، لم تسلم من جرائم الحوثيين بل ارتفعت نسبة استهداف الأحياء السكنية فيها وقصفها وتلغيم وتفخيخ الشوارع والمنازل من قبل الميليشيا على نحو يبدو وكأن الأصوات الداعية لمنع تحرير الحديدة تسعى لمنح الحوثيين مزيدا من الفرص لإحراقها على رؤوس ساكنيها. من جهته يقول مسؤول الإعلام في ائتلاف الإغاثة بمحافظة صنعاء محمد صالح ل "الرياض": "الحوثيون كثفوا جرائم قصف الأحياء السكنية واستهداف المدنيين لأنهم واثقون من صمت المنظمات الدولية والأمم المتحدة التي تتغاضى عن وحشيتهم ووصولها إلى حد استهداف مدن سكنية بصواريخ بالستية". وانتقد صالح موقف المنظمات الأممية والأمم المتحدة قائلا: "ترتكب ميليشيا الحوثي جرائم حرب وإبادة وتستهدف المدنيين بالصواريخ البالستية وتقتل أسرا بأكملها وتواصل تفخيخ المنازل وزراعة الألغام وفقاً لتقارير موثقة، ومع ذلك لم نسمع أي تنديد أو تحرك من قبل المنظمات الدولية والأمم المتحدة ولا نراها تتحرك وتصدر مواقف إلا بشأن ما يدور في الحديدة للضغط لمنع استعادة الدولة للمدينة والميناء".