شهدت دورة العام الحالي من معرض سوق السفر العربي زيادة عدد الزوار القادمين من الصين بنسبة 106%، في حين سجل الزوار الدوليون للمعرض الذي أُقيم في مركز دبي التجاري العالمي من 29 أبريل إلى 1 مايو 2019 ارتفاعاً قدره 20%. وقد أثبت سوق السفر العربي أنه الحدث الأضخم من نوعه في المنطقة، وبات واحداً من أبرز معارض السياحة والسفر في العالم بعدما تمكن من استقطاب أكثر من 28 ألف زائر للعام الثالث على التوالي. كما شهد تسجيل أكبر مشاركة آسيوية على الإطلاق بزيادة نسبتها 8% على أساس سنوي من إجمالي مساحة المعرض، مع حضور واسع لكل من إندونيسيا وماليزيا وتايلاند وسري لانكا على مستوى الشركات العارضة. وفي هذا الإطار، قالت دانييل كورتيس، مديرة معرض سوق السفر العربي في الشرق الأوسط: «إن النمو المستمر الذي يشهده معرض سوق السفر العربي ما هو إلا دليل واضح على استمرار نمو وانتعاش صناعة السفر والسياحة في الشرق الأوسط. «وفي الحقيقة، لا يقتصر دور المعرض على استقطاب أبرز الخبراء والمتخصصين في قطاع السفر والسياحة من كافة أنحاء العالم لمناقشة الإمكانات المتاحة في الأسواق الدولية والإقليمية لا سيما وأن معدلات إنفاق السياح الخليجيين يفوق معدلات الإنفاق العالمية بنحو ستة أضعاف، بل إنه يسهم أيضاً في جذب الجهات الرئيسية التي تبحث عن الاستفادة من فرص الاستثمار الهائلة في البنى التحتية لقطاع السياحة في المنطقة بما فيها شركات الطيران والمعالم والمرافق السياحية». هذا وتطرق المشاركون في جلسة «المنتدى السياحي العربي- الصيني» التي أُقيمت في المسرح العالمي «جلوبال سيتج» خلال معرض سوق السفر العربي 2019 إلى الفرص المتاحة لدول الخليج لزيادة أعداد الزوار القادمين إليها من الصين وتلبية احتياجات المسافرين الأصغر سناً من فئة الشباب والقادمين من الشرق الأقصى، خصوصاً في ظل التوقعات الصادرة عن كوليرز إنترناشونال والتي تشير إلى ارتفاع إجمالي عدد السياح الصينيين المسافرين على الخارج إلى 224 مليون سائح بحلول عام 2022. وفي هذا السياق، تم التطرق خلال ندوة حوارية أقيمت تحت عنوان «الصورة الكبيرة- من سيكون الأفضل في قطاع السفر في المستقبل؟» إلى أن شركات السفر والضيافة في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي التي تستخدم التقنيات الجديدة لتعزيز التخصص وإزالة العراقيل مع العملاء ستستحوذ على السوق في المستقبل. وفي الوقت الذي ستساهم فيه بعض التقنيات الحديثة مثل إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وتكنولوجيا التخصص في تعزيز الكفاءة في جميع مجالات قطاع السياحة والضيافة، أكد المشاركون في هذه الندوة أنه يتعين على المشغلين أن يفكروا في كيفية الاستفادة من هذه التقنيات وترجمتها على أرض الواقع بما يحسن من تجارب العملاء. وتعليقاً على ذلك، قال فؤاد طلعت، المدير الإقليمي للخدمات الشريكة لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لدى بوكينج دوت كوم: «يعتقد البعض أننا نمر في مرحلة من عدم التوازن، ولكننا في حقيقة الأمر قد تجاوزنا تلك المرحلة لنصل إلى عصر العملاء الأكثر خبرة. «نحن نفكر في أنفسنا على أننا شركة رائدة تركز على مفهوم العميل أولاً باستخدام الذكاء الاصطناعي، وهو ما يعني الانفتاح على تطبيق أي تقنية جديدة من شأنها أن تحسن من تجارب عملائنا». وشهد معرض سوق السفر العربي للمرة الأولى إقامة جلسة حوارية استضافها المسرح العالمي من بين عدة جلسات أخرى بعنوان «لماذا ستصبح السياحة بديلاً عن النفط في السعودية»، في ظل النمو الملحوظ لقطاع السياحة في المملكة والذي من المتوقع أن يسهم في تحقيق إيرادات تقدر بنحو 25 مليار دولار أمريكي هذا العام. حيث ناقش الخبراء أبرز الفرص الاستثمارية المستقبلية في السعودية والتعديلات الجديدة المرتبطة بمنح التأشيرات للمستثمرين والسياح على حد سواء. هذا ومن المنتظر أن تسهم الوجهات السياحية الجديدة على غرار مشروع البحر الأحمر ومشروع «القدية» وإنشاء مناطق جذب سياحية محلية ضمن برنامج «جودة الحياة» والجهود الكبيرة التي تبذلها «الهيئة العامة للترفيه» في إقامة الفعاليات والأنشطة الترفيهية التي تستقطب السياح، وكذلك برنامج «عمرة بلس» الذي يمنح تأشيرات لمدة 30 يوماً، فضلاً عن التسهيلات الجديدة بشأن استخراج تأشيرات إلكترونية وتأشيرات مخصصة لحضور الفعاليات، في وضع المملكة على الخارطة السياحية من جديد لجذب المزيد من السياح الدوليين أكثر من أي وقتٍ مضى. وفي تعليقه على ذلك، قال الدكتور بدر البدر، الرئيس التنفيذي في شركة دور للضيافة: «ما نشهده اليوم هو طفرة في قطاع الضيافة لم يسبق لنا أن شهدناه منذ 42 عاماً. تستقطب المملكة العربية السعودية اليوم الزوار من مختلف أنحاء العام سواء للسياحة الدينية أو العامة، وهذا بالتأكيد إنجاز تاريخي علينا جميعاً أن نفتخر ونحتفل به».