قبل سنة من الآن، انفصلت الثقافة عن الإعلام، لتصبح وزارة مستقلة تعنى بالقطاع الثقافي والمعرفي، وذلك من خلال قرار ملكي عين فيه الأمير بدر بن عبدالله آل سعود وزيراً للثقافة السعودية، وتوالت أعمال الوزارة ليثبت أميرها أهمية وجود الوزارة لدعم شريحة ضخمة مستهدفة، واستبصرت الوزارة خطواتها من خلال أهداف ورؤية حددتها في هذا العام، وانطلقت على ركائز القيادة والدعم والرعاية والتطوير لتشكل كياناً راقياً يعمل وفق خطط استراتيجية ولم يكتف الأمير ووزارته بذلك، ففي نفس العام أعلن عن 27 مبادرة ودعم 16 قطاعاً، كذلك قادت وزارة الثقافة السعودية القطاع الثقافي وتطويره وصقله، وامتدت أعمال الوزارة حتى كرمت صوت الأرض طلال مداح وأطلق اسمه على مسرح المفتاحة في أبها واستحق طلال ذلك التكريم من وزارة الوفاء بعد سنين على رحيله، من جانب آخر امتدت أعمال الوزارة لتفتح آفاقاً مع دول أخرى، وعلى سبيل المثال، إطلاق «جائزة الأمير محمد بن سلمان للتعاون الثقافي بين السعودية والصين» . ورغم عمر الوزارة القصير إلا أنها استطاعت تسجيل حضور مميز يحضر بين الفينة والأخرى وتذليل العقبات وتجاوز الصعوبات لإرضاء الشريحة الثقافية المتطعشة، وانتظر المجتمع وجود قطاع يعزز من وجود الثقافة السعودية ويسد الفراغ الكبير ويحيي الفن والثقافة في مناطق المملكة العربية السعودية كافة، وذلك لا يعني أن المواطن وصل إلى حد الاكتفاء ثقافياً، بل يظل متعطشاً لمزيد من الإبداع الذي ترعاه وزارة الثقافة ذلك الكيان الملهم، كما ينتظر الكثير من وزيرها الأمير الشاب، لمواصلة العمل الدؤوب في تنويع النشاط الثقافي وتفعيل الاهتمام بالقطاعات التي عانت من قل الاهتمام في الماضي، وذلك على سبيل المثال يأتي المسرح السعودي المهجور منذ نهاية التسعينات وبداية الألفية، وأيضاً المتاحف واللغة، والتراث، والكتب والنشر، والموسيقى، والأفلام والعروض المرئية، والفنون الأدائية واستغلال الثروات الثقافية الوطنية مثل «القصر الأحمر» وإعادة تلك الموروثات والقصور التاريخية إلى الضوء واظهارها للناس، بما يمثل رؤية مشرقة تعكس ثقافة المجتمع السعودي.