من الواضح أن الخطة الرمضانية في التلفزة الخليجية لم تلتفت إلى وجود أعداد كبيرة من الأطفال في منازلهم، الواضح غياب البرامج المخصصة للأطفال بشكل لافت، إلا أن بعض القنوات بدأت تلفت إلى هذا الجانب، في استعراض الشخصيات الكرتونية المتحركة في بداية كل إعلان ونهايته أو في بعض الفواصل التي تحدث بين توقف الدراما التي تعرض، من المستغرب تجاهل وجود الطفل أمام التلفاز بغياب البرامج المخصصة التي لم نعتد عليها إلا في السنوات الأخيرة الماضية. في الزمن الجميل كان هناك اهتمام كبير بمادة الطفل الرمضانية التي تعرض على شاشة التلفزيون، وبعدها الثقافي والتنوعي والفكري المؤثر الذي لا يستسيغه الطفل وحسب بل يعشقه، كانت أعمال الأطفل في تلك الفترة تجذب الكبار وتؤثّر فيهم أيضاً، فالطفل هو مدار الشهر الكريم، يفتش عن ما يهمه ويلمس وجدانه، لذلك ارتبط رمضان في الماضي بذاكرة بعض المسلسلات الطريفة والمهمة التي كانت تعرض في شهر رمضان وهي موجه للأطفال، فذاكرة الخليجيين زاخرة بمثل تلك المسلسلات التي لا يمكن أن تنسى، فهي مصدر اطمئنان وثقافة وتوعية، حفرت في ذاكرة الجمهور أساطير جميلة تنتهي بفكرة يغلب الخير على الشر. التلفزيون السعودي يزخر في فترة من الفترات ببرامج كان لها أثرها الكبير على الطفل في رمضان لاسيما «فوازير رمضان» والتي قدمت بأناشيد حفظها الصغار في تلك الحقبة الزمنية وتركت بصمة في الذاكرة ليس فقط من خلال الكلمات التي تغنى إنما من خلال أطفال مازال من مر على تلك الذاكرة يذكرهم وكذلك مسلسل «حبابة» والذي أسهم بشكل كبير في تعميق الفضيلة والأخلاق بداخل الأطفال في رمضان ومفهوم الانتماء للجدة الكبيرة والبرنامج التوعوي الثقافي «سلامتك» و»أفتح ياسمسم» وغيرها، حتى لو استثمرت هذه البرامج في غير شهر رمضان. وعلى الرغم من أن هناك بعض المحاولات الناجحة والتي وجدت تفاعلاً كبيراً في عالم الطفل والتي وجهت إليه في رمضان ك»الفريج» و»شعبية الكرتون»، والتي تعرض على قناة دبي وهي من أكثر البرامج التلفزيونية الشقية والمؤثرة والتي تتناسب وأجواء رمضان، وكذلك برنامج «دكان بو نواف» على قناة الكويت والذي عرض في السنوات الماضية وترك بصمة مؤثرة ومازال، إلا أننا بحاجة إلى أن يكون للطفل برامج مخصصة تحفر في ذاكرته التي سيكبر بها ويعود إليها يوما ما بتفاصيل الحقبة الزمنية التي عاشها، مع إضفاء الكثير من الأجواء الحميمة لرائحة شهر رمضان التي لا يجب أن يهمش الطفل على شاشاتها على الرغم من الزخم الكبير لهذا السبق الهائل للمسلسلات والبرامج الموجه للكبار، فالطفل له كيانه الذي يجب أن يلمسه من خلال احترام فكره وتقديم ما يبهجه وقبل كل شيء ما ينمي الذاكرة القديمة التي تعيده إلى أمجاده التراثية والقيم المجتمعية في إطار برامج أو حكايات تصنع من أجله في رمضان. الفريج من أكثر المسلسلات الكارتونية الرمضانية تأثيرًا في عالم الصغار ما زال الجيل يحفظ أغاني فوازير رمضان على القناة السعودية مسلسل «حبابة» ترك ذاكرة حافلة في الأطفال