اتجهت أنظار العالم نحو قبلة المسلمين مكةالمكرمة حيث التأم شمل المنظومة الخليجية والعربية والإسلامية على مشارف بيت الله الحرام، ولأول مرة تعقد في ال 30 يونيو قمتان خليجية وعربية طارئة في وقت ومكان واحد، وتجمع حولها قادة وزعماء دول عربية وإسلامية في مكةالمكرمة، بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، وتحت شعار (قمة مكة.. يداً بيد نحو المستقبل) من القمة الإسلامية العادية في دورتها الرابعة عشرة. انعقاد هذه القمم في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك حدث استثنائي ويتضمن رمزية الوحدة التي يحملها شرف الزمان والمكان، ولا يخفى على الجميع المكانة الروحية التي تكتسبها شهر رمضان في أفئدة المسلمين شهر البركة والمغفرة، وشرف مكانة المدينة المقدسة الأولى عند المسلمين، ومناراً ومقصداً للعالم الإسلامي بأسره. ولا ننسى قبل إطلاق وثيقة مكة ضد الكراهية مع السلام تحدث الملك سلمان -حفظه الله- بأروع الكلمات عن ضرورة إحياء القيم الإنسانية المشتركة ونشر ثقافة السلام والتعايش بين الأمم إذ يعد التسامح أحد سمات الدين الإسلامي الحنيف دين التسامح والمحبة والإخاء. فإن هذه القمم تكشف دور الدبلوماسية السعودية المحوري في معالجة العديد من ملفات المنطقة الساخنة التي تُواجه الأمتين الإسلامية والعربية في وقت دقيق وتاريخي، ودور سياستها البارز في قيادة المنطقة والدفاع عن قضايا الأمتين العربية والإسلامية وخدمة الإسلام والمسلمين، ومناصرة قضايا الأمة العربية، وتوحيد شملها. فالممارسات الإيرانية وتدخلاتها السافرة في شؤون الدول العربية والتوترات الأمنية في الخليج بعد الهجمات على 4 سفن وناقلات نفط في المياه الإماراتية، والهجمات التي تعرضت لها السعودية من قبل الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران بالهجوم على محطتي ضخ نفطيتين، والتداعيات المستجدة التي تهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي، ومحاولة العبث على إمدادات واستقرار أسواق النفط العالمية، والحاجة الماسة لمواجهة الأزمات، لتعزيز لحمة التضامن الخليجي والعربي والإسلامي الشامل في وقت تمر المنطقة بمرحلة حساسة ودقيقة للغاية. فإن رسالة قمم مكة تجسد تطلعات الشعوب العربية والإسلامية للوحدة والتضامن لتعزيز الأمن والاستقرار، والمملكة من ثوابتها السياسية تتبنّى كل ما من شأنه تعزيز الروابط بين الشعوب، وإيجاد حلول لقضايا الإقليم، وتحقيق وحدة الكلمة لاسيما أن القمم تعقد في مكة التي تكتسب محبة في قلوب وفي أفئدة المسلمين، في لم شمل ووحدة الكلمة، وتعزيز السلم والأمن الدوليين.