بعد زوال دولة القرامطة في القرن الرابع من الهجرة، عادت للظهور من جديد طغمةُ قرامطةً أشد طغياناً من سالفيهم تتمثل في الحوثي وأتباعه تحت سلطة وأوامر ملالي الإيرانيين. فالجميع يشاهد أن التاريخ يعيد نفسه في العصر الراهن، فالقرامطة تلك الفترة وتحديدا عام (317 ه - 908م) وجهوا جيشهم إلى مكةالمكرمة في موسم الحج واستباحوا حرمات المشاعر المقدسة، وعطلوا لأول مرة في تاريخ أمة الإسلام منسك الحج وأراقوا دماء عشرات الآلاف من المسلمين وقتلوا كل من يمنعهم من تنفيذ جريمتهم النكراء ومخططهم لهدم الكعبة، وتقدموا حتى أصبحت فلول جيشهم أمام بيت الله العتيق وعمدوا إلى سرقة باب الكعبة المذهب وما بداخلها ونزع الحجر الأسود عن مكانه ثم هدمها وتدميرها بالكامل والعودة لإدراجهم بالحجر الأسود لا يردعهم خوف من الله ولا رسوله. وفي العصر الراهن من بعد ظهور الحوثيين في أرض اليمن الغالية على العرب جميعاً، اتضح للعالم من مجريات الأحداث أنها تنبئ بما لا يدع مجالاً للشك عن عودة القرامطة من خلالهم وبدعم لا محدود من إيران لاستكمال النفوذ الإيراني الصفوي على كامل الوطن العربي وبسط سيطرتها على مقاليد الحكم في كل دولة عربية تحت إمرة مرجعيات أصحاب العمائم ممن يقدسون ويعظمون روح مرشدهم الأعظم الخميني ويتعبدونه عند ضريح قبره ويطوفون حوله مثل ما يحصل حول الكعبة. ويمهدون في قادم الأيام ما أمكنهم السبيل إلى ذلك لإجبار شعوب العالم العربي والإسلامي إلى تحويل القبلة لجميع شعائر العبادات من الكعبة إلى ضريح إلههم الخميني في مدينة قم الفارسية، وإن الحوثيين أنسب زمرة والأكثر فسقاً وفجوراً لتنفيذ مخطط هدم الكعبة وتحقيق هذا المراد. وقوات الدفاع بالمملكة العربية السعودية مع قوات التحالف الإسلامي جعل الله في أيديهم التمكين والمنعة والتفوق على كل فعل عدواني حوثي، ويتم الرد من قوات التحالف الإسلامية في اللحظة ذاتها وتدمير معداتهم الحربية ومخازن تسليحهم والقضاء على رموزهم من الطغاة، وتوأد دولة القرامطة الحوثية في مهدها إلى الأبد. بما يؤكد دوام علو راية التوحيد «لا إله إلا الله محمد رسول الله» وإنها بالعز خفاقة بحول الله وقدرته، ثم حكمة وفطنة قائدها الملك سلمان بن عبدالعزيز، وفداء الشعب السعودي بروحه وكل ما يملكه للدين ثم المليك والوطن.