«التغيير» هو اللغة الأصعب في الحياة السياسية.. هو رهان لا يتحمله إلا العظماء الباحثون عن بصمة النجاح ممن يملكون الهدف والشغف والطموح وذلك منبعه أن قادة التغيير على مر العصور يتعاملون معه بمراحل تدريجية لخوفهم من ردود الفعل من المجتمع وأثر تلك الردود على الجانب الشخصي لقائد التغيير. كان بإمكان «الأمير محمد بن سلمان» أن يعيش «رفاهية وأضواء» المنصب فيحضر المناسبات الرسمية ويشارك في الفعاليات المجتمعية مبتعداً عن الجهد الذهني والبدني وضغوط التفكير ومن ثم ترقب النجاح، بدلاً من أن يعمل على مدار الساعة ويواجه رياح التغيير وتعارض المصالح الخارجية المحيطة بنا لهذه النقلة التي يُدرك العالم بأكمله بأنها ستضع المملكة العربية السعودية في المكان الذي تستحقه عبر إعادة صياغة حضورها السياسي على الوجه الذي تستحقه. آمن «الأمير محمد بن سلمان» بفكرة التغيير حاملاً لواء جيله كاسراً الجمود والرتابة فانطلق بتكوين فريق يسعى من خلاله إلى إدارة أزمة التغيير مدركاً ما سيُصاحبها من ردود أفعال ممن اعتادوا على نمط حياة سياسية معينة لا تميل كثيراً إلى التعامل بما أطلق عليه الأمير محمد «العلاج بالصدمة». لم يكن المجتمع أيضاً ولا جيل الشباب كذلك يؤمن بروح التغيير السريعة متعللاً بالخصوصية المجتمعية تارةً وبخطورة هذا الحراك الداخلي تارة أخرى، مرددين بأنه من الصعب أن تقود القيادة وكذلك صناع القرار التغيير بشكل مباشر، ولعل هذا التخوف هو أيضاً من العقبات التي كان يُدرك من يقود مرحلة التغيير بأنها معضلة قد تقف في وجه هذا المشروع الطموح. كان وما يزال «الأمير محمد بن سلمان» يتعامل مع الملفات جميعها في وقت واحد سياسية كانت أو مجتمعية، يتحدث عن اليوم أو الغد بذات القوة والحماس بنظرة أمل ممزوجة بالتحدي، منطلقاً بالمشروعات العملاقة التي تليق بمكانة المملكة، منفتحاً على من يؤمن برسالتنا من العالم ليشاركنا مرحلة التطوير دون أن تطغى مرحلة على مرحلة واقفاً بقوة وصرامة في وجه من يظن بأنه يستطيع أن يعيق سفينة التطوير العملاقة من الوصول إلى شاطئ الأمل، أو من يسعى لاستثمارها لمصالح شخصية تضر بالمجتمع وحقوقه. ستصل ونحن معك.. ترافقنا في رحلتنا آمالنا وحبنا لهذا الوطن العظيم واضعين أمامنا طموح الأجيال، مستقبلهم، حياتهم الكريمة والحزم والعزم تحت قيادة «خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله».