في صفحة الرأي وفي هذه الجريدة المميزة وفي تاريخ 25 من جمادى الأولى في عام 1436ه كتبت مقالاً يبين ماهية (الحرامية الجدد) وكيف في تلك الفترة الزمنية انقلبت الموازين لتعريف الفاسد أو اللص من التصنيف السلبي إلى الإيجابي للأسف. لعلي أولاً أقول وبكل أمانة سمو سيدي الملك سلمان وسمو سيدي ولي عهده الأمير محمد بن سلمان تعجز الحروف والكلمات والمشاعر عن وصف سعادتنا وفرحتنا وكيف أرواحنا رُدت إلينا نحن يا معشر الشباب خاصة وغالبية المجتمع عامة بتلك الضربات الموجعة للفساد. لقد مررنا في مرحلة محبطة نفسية فتشوهت أفكارنا وأصبحنا على وشك ان نؤمن بأن الذكي هو من يستفيد من منصبه أو مكانه الوظيفي، وتلك المرحلة لا تكون إلا بمشاركة أفكار الفساد مع تلك المافيات الكبيرة والصغيرة المنتشرة في مجتمعنا وأوساطنا الوظيفية والتجارية. كان المجتمع يتندر على من يتقاعد من منصب مهم دون أدنى فائدة مالية أو اجتماعية بقول ما (حرك عمره) واستفاد، بل يعطف عليه تارة ويتهكم تارة بأنه (مسكين). كاد المجتمع ان ينزلق الى منزلق خطير بتغيير مفهوم الفساد الى ذكاء وحق شرعي لا يحاسب فاعله اجتماعيا وقانونياً. وللأسف اصبحت الكثير من العلاقات الاجتماعية مشوهة، فلا ترتكز على الود والصدق بل أصبحت المصالح والوساطات والعصابات الوظيفية والتجارية و(شدَ لي واقطع لك) أحد ركائز المعرفة. إلى أن بارك الله ما فعلتموه بإيقاظ المجتمع من غفوته، بل كأن احدًا قام برش الماء البارد على وجهه وجسده وافاق من كابوس كاد ان يأخذنا إلى نتائج لا تحمد عقباها. والآن آن لنا أن نطمئن على مستقبلنا الواعد ومستقبل أبنائنا واحفادنا دام ان الوطن في يد الملك سلمان وولي عهده الأمين. ملكي وسمو ولي عهده نحمد الله على تسخيره وجودكم ونحمد الله ان بعث الأمل والفرح والسعادة لشعبكم الوفي وحمى بكما هذا الوطن الغالي على قلوبنا.