في كل مرة يراهن فيها الحاقدون، ومروجو الشائعات، والمغرضون، على التشكيك بمتانة وقوة النظام السياسي في السعودية؛ يأتي الرد قاصما وقاسيا عليهم.. ولعل السلاسة في انتقال ولاية العهد، من الأمير محمد بن نايف إلى الأمير محمد بن سلمان آخر الوقائع على مراهناتهم. إن مشهد مبايعة ولي العهد السابق، لولي العهد الجديد، خلال ساعة تقريبا، من الإعلان الرسمي، بمثابة الرسالة التي تثبت الاستقرار في بيت الحكم السعودي، وتقفل الباب في وجه التكهنات، والتحليلات الرخيصة، والآراء التي زايدت -ولا تزال- على السعودية وأمنها واستقرارها. منذ تولي خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، لمقاليد الحكم، وهو مسكون بأهمية دعم الشباب، وتقديمهم بشكل كامل والاعتماد عليهم، من خلال إدراكه العميق لمتطلبات التغيير، والاحتياج الحالي، وضرورة أن تكون الدولة شابة وديناميكية وسريعة، تستجيب للأغلبية العظمى من شعبها من الشباب، وتواكب ظروف وسياقات المرحلة. إن اختيار الأمير محمد بن سلمان، وليا للعهد، من قبل 31 عضوا من أصل 34 عضوا من أعضاء هيئة البيعة؛ لهو تعبير واضح على الرغبة الجادة لدى الدولة لتمكين الشباب من الحكومة، والذي يأتي تزامنا مع تعيين الكثير من الأمراء الشباب في أمارات المناطق، ومعظم الوزارات والهيئات، وهو ما أستطيع وصفه بأنه بداية فعلية للدولة السعودية الرابعة، حكومة الشباب والأحفاد. من أهم الملفات، الذي يفترض أن نتطرق إليها أولا، هو ملف الشباب، فنحن نتحدث عن ولي عهد في منتصف الثلاثينيات من العمر، يعرف جيدا ماذا يريد أبناء جيله، ويشاركهم الطموح والمخاوف والتحديات. تدرج في فهم الاحتياج عبر محطات مختلفة، منذ كان في أمارة الرياض مع والده الملك، وصولا إلى ولاية العهد. القارئ بعمق لملف "رؤية السعودية 2030" يعي جيدا اهتمام الأمير محمد بن سلمان باحتياج هذه الشريحة، أعني الشباب بالتأكيد، والتركيز على ما يمكن أن ينعكس إيجابا على تطوير قدراتهم، وإشباع احتياجاتهم، والمشاريع الكبيرة التي وضعت الأجيال المستقبلية أولا. يمكنني القول بأن اختيار الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد هو بمثابة تدشين مرحلة جديدة من الحكم في السعودية.. تأتي وفق ظروف صعبة في المنطقة، ومتغيرات كبيرة في العالم، ما يعني أن التحديات مضاعفة، لكن طموحنا سيبتلع مشاكلنا، تماما كما قال الأمير محمد بن سلمان.. والسلام.