مكة المكرمة.. هذه المدينة الكبيرة والعظيمة، مركز الأرض وقلب العالم النابض، التي شرفها الله بأن تكون قبلة المسلمين ومهبط الوحي، وعلى مدى تاريخها بقيت هذه المدينة مصدر الدهشة والإبهار، الذي يضفي على روحانيتها وجمالها الشيء الكثير، وخلال هذا الشهر الفضيل شهدت المدينة حدثا كبيرا هو استضافة القمم الثلاث "الخليجية والعربية والإسلامية"؛ من أجل مستقبل المنطقة، ووقف التهديدات التي تحاول أن تأخذ السلام بعيداً عنها، فتتصدى لها القمم، ومناقشة شؤون كبرى توضع على طاولة التشاور بين 57 دولة من دول العالم العربي والإسلامي بما فيها السعودية. نفخر وبكل قوة بأننا من هذه الأرض التقية النقية، وأن لدينا قيادة قادرة على إدارة دفة كثير من القضايا بكل قوة واقتدار، والتعامل مع أزمات المنطقة السياسية والعسكرية والاقتصادية؛ لذا فإن القيادة السياسية في هذا الوطن الكبير بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - حفظه الله – سارعت ونظمت واستقبلت كل الدول المشاركة في القمم الثلاث في مكةالمكرمة في فترة وجيزة، وفي وقت تشهد هذه المدينة أكبر تجمع؛ حيث وصل تعداد زائريها خلال شهر رمضان الفضيل إلى قرابة سبعة ملايين زائر وبجهود تنظيمية جبارة؛ حيث جندت السعودية كل الإمكانات لإنجاح هذه القمم الثلاث خلال 48 ساعة في أطهر بقعة وفي أقدس شهر. اطلعت وفود الدول ال56 المشاركين في قمم مكةالمكرمة منذ وصولهم على جرائم الحوثي في استهداف المدينة، من خلال الأسلحة الإيرانية في معرض الصالة الملكية "معرض في دقائق"، وهو المعرض الذي هدف إلى إطلاع كل المشاركين في القمم على جزء من جرائم الإرهابيين على مدينة السلام مكةالمكرمة، هذه المدينة التي هي وجهة المسلمين وروحهم نحو قيم التعايش والسلم، وهذا نقطة من بحر التجاوزات والانتهاكات في المنطقة، وتهديد المصالح العالمية من خلال المضائق البحرية، والعبث بأمن المنطقة، والعمل الدؤوب على زعزعته. لقد نجحت القمم الثلاث في استقطاب كل هذه الدول؛ لتوحيد الصف الخليجي والعربي والإسلامي ضد الإرهاب الإيراني عبر الميليشيا الحوثية وأذرعها الإرهابية، وتحويل الأراضي اليمنية إلى منصة لاستهداف الأمن الخليجي والعربي والإقليمي والدولي؛ لذا قامت المملكة العربية السعودية بالدور القيادي، الذي دائماً تقوم به كدولة كبرى وشقيقة لكل المشاركين في هذه القمم الثلاث، من أجل أهداف سامية خلال المرحلة الصعبة، والظروف الأصعب التي تمر بها المنطقة، وأخذها إلى بر الأمان، من خلال رسالة واضحة وقوية ومهمة أطلقت عبر قمم مكة، وهي: الأمن، والسلام، والاستقرار.