تنعقد اليوم في مكةالمكرمة أطهر بقاع الأرض بجوار الكعبة المشرفة القمة الإسلامية العادية في دورتها الرابعة عشرة، وسبقها يوم أمس قمتان طارئتان خليجية وعربية، كل تلك القمم لها أهميتها في نطاق إقليمها، وإن كانت القمتان الخليجية والعربية تختلفان في خطوطهما العريضة إلا أنهما تلتقيان مع القمة الإسلامية في أهمية إيجاد حلول للعديد من القضايا التي يتداخل فيها الاهتمام العربي والإسلامي. كل تلك القمم ما كانت لتنعقد لولا أن المملكة هي الداعي للقمتين الأوليين، أما القمة الثالثة فإنها ستتسلم فيها رئاسة الدورة المقبلة لمنظمة التعاون الإسلامي، فعندما دعا خادم الحرمين لعقد قمتين طارئتين خليجية وعربية تتزامنان مع انعقاد القمة الإسلامية كانت دعوة في الزمان والمكان المناسبين لوضع الإقليم الخليجي والعربي والإسلامي في بؤرة المسؤولية حول الاعتداءات الإيرانية المباشرة وغير المباشرة والتي وصلت الوقاحة بها لاستهداف بيت الله الحرام أكثر من مرة من خلال ذراعها الحوثي، إضافة إلى الأحداث الأخيرة التي تمثلت في العمليات التخريبية لسفن في المياه الاقتصادية لدولة الإمارات، وأيضا طائرة (درون) التي استهدفت خطوط نفط وسط المملكة، مما بالتأكيد يهدد إمدادات النفط العالمية حال استمر الوضع الإيراني العدواني على ما هو عليه. المملكة تعي مسؤولياتها الخليجية.. العربية والإسلامية وتقوم بأدوار غير منظورة حتى من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار والتنمية في هذه المحافل التي يجمعها العرق والدين والسياسة والاقتصاد، ولكن أيضاً مطلوب من الدول العربية والإسلامية أن تقوم بواجبها بردع إيران في سياساتها العدوانية في تصدير سياساتها العدوانية تجاه دول الخليج والعالمين العربي والإسلامي كما يعرف الجميع، فوحدة الصف ووحدة الكلمة مطلبان أساسيان لمواجهة كل الأخطار المحدقة بنا وعلى رأسها الخطر الإيراني الذي لا بد وأن يتم وقف غيّه وبصورة نهائية.