كثيرةٌ هي الصور الفوتغرافية التي لعبت دوراً كبيراً في تغيير الصورة الذهنية عن مجتمع ما أو بلد ٍما، كما أنها كثيرة ٌهي الصور الفوتغرافية التي نقلت صوت وهموم ومعاناة وآلام الشعوب! وفي المملكة برز في السنوات الأخيرة عدد من المصورين المبدعين ساهموا عبر عدساتهم ولا يزالون في التعريف ببلادنا وما تمتلكه من مقومات طبيعية وسياحية، وما تكتنزه من موروث ثقافي، ومن بين أولئك المصورين المتميزين المصور عبدالله الشيخ. (الرياض) تلتقيه عبر هذا الحوار: * بداية كيف ترى الأدوار التي تؤديها الصورة بمفهومها الثقافي الحديث؟ * الصورة كما يقال عنها: تغني عن ألف كلمة، وقد تجاوزت أهمية الصورة المجال الإعلامي والسياسي لتصبح مهمة في حفظ الذاكرة المجتمعية والمكانية فأصبحت الصورة من أهم العناصر الرئيسية التي تساهم في الارتقاء بالمنظومة السياحية، وكذلك باتت تستخدم في العلاج النفسي والسلوكي، كما أن للصورة دوراً ثقافياً مهماً عبر إيصال ثقافة وموروث الشعوب، وفي وقتنا الحالي وعبر توفر وسائل التواصل الاجتماعي وسرعة انتقال الصورة والمعلومة بات انتشار الصورة عبر أرجاء العالم بشكل سريع وواسع، ومعه باتت الصورة تلعب دوراً ثقافياً كبيراً للتعريف ببلادنا وثقافتنا المختلفة وما نمتلكه من إرث ثقافي واجتماعي. البساطة! * كيف للمصور أن يسهم في رفع ذائقة المشاهد لتصبح مشاهدته للصورة مختلفة؟ * يتم ذلك من خلال التخطيط المناسب لكل الجزئيات التي ستجدها أمامك خلال التصوير ومن خلال الإعدادات المناسبة لكل صورة، وكذلك اختيار العدسة القادرة على إعطائك فرصة الحصول على صور راقية والحرص على اختيار الوقت المناسب والمثالي للتصوير وكذلك الزاوية المناسبة للحصول على أفضل تكوين لمشهد الصورة وكل ما كانت البساطة في أعمالك الفوتوغرافية، فهذا سيجعلك محبوباً عند المشاهد. ترويج للسياحة * إلى أي مدى يمكن أن تلعب الصورة دوراً للتعريف والترويج للوطن سياحياً؟ - إيماناً واستكمالاً لرؤية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني سابقاً المتعلقة بأهمية فن التصوير في تعزيز صورة المملكة تراثيًا وحضاريًا وسياحيًا، بناءً عليه كنت أسعى لكي أحقق هذه الرؤية من خلال عدستي بإبراز طبيعة الأحساء، وتاريخها، وتراثها على أعلى المستويات، وذلك بصور وزوايا جديدة وخاصة باستخدام التصوير الجوي. الأحساء ملهمة * هل واحة الأحساء بما تمتلكه من ثراء في مفردات الطبيعة وعبق التاريخ ملهمة للفوتغرافيين وأنت منهم ؟ تعد الأحساء من أهم مواطن الاستيطان والاستقرار البشري في المملكة والتي تعود إلى الألفية الخامسة قبل الميلاد، وتعد من أشهر واحات النخيل التي تزخر بعيون المياه العذبة، وهي أكبر واحة نخيل محاطة بالرمال في العالم فأي مصور فوتوغرافي سوف تبهره طبيعة الأحساء وعيونها والقصور والأبراج والمساجد التاريخية الأثرية الموجودة بها إلى جانب الأحياء والمدن التاريخية الموجودة بها. طائرة الدرون * «طائرة الدرون» دخلت إلى قاموس المصورين على نطاق واسع، ما الذي توفره هذه التقنية للمصور من الجانب الفني للصورة؟ * سمحت لنا هذه الطائرة الصغيرة بالتقاط صور ومقاطع مرئية متحركة لم نكن نحلم بها في السابق، حيث لم يكن التصوير الجوي أمراً ممكناً إلا عبر استئجار المروحيات الخاصة، أو عبر الرافعات المخصصة «Crane» المكلفة في السعر، أما اليوم فقد اختلف الأمر. فطائرات ال(درون) تقدم لنا الكثير من الخصائص والمميزات بهدف تسهيل التصوير الجوي والسماح للمصورين والمخرجين بأن يلتقطوا صوراً ومقاطع مرئية رائعة. الوطن يستحق أكثر *ما الذي على المصورين السعوديين الاهتمام به خلال المرحلة القادمة؟ * وطننا الغالي له حق على كل مصور فوتوغرافي فعلينا نحن المصورين مسؤولية الاهتمام بإظهار جمال جميع الأماكن السياحية والتراثية والطبيعية في وطننا الغالي، وأن نقدم أجمل ما يمكن أن نقدمه لإخراج جمال الوطن من خلال عدسة الكاميرا التي تلتقط كل ما تراه جميلاً. أمنيات من الثقافة والإعلام * لا يزال عرض إبداعات عدسات فوتغرافيي المملكة متواضعاً ويقتصر على المبادرات الذاتية من بعض الجهات، ما الذي يتمناه الفوتغرافيون من وزارتي الثقافة والإعلام في هذا الجانب؟ * الذي نتمناه هو إقامة الأنشطة والفعاليات والمعارض الخاصة بالتصوير الفوتوغرافي والأفلام السياحية، والبرامج المتخصصة في فنون التصوير، وإقامة مسابقات للتصوير الضوئي، والأفلام السياحية يكون الهدف منها إبراز البعد الحضاري لوطننا الغالي، وما يتمتع به من مقومات ثقافية وتراثية وطبيعية، كذلك اكتشاف المواهب الواعدة في عالم صناعة الصورة، ودعمها وتشجيعها، وتحفيز المصورين المحترفين المبدعين والهواة على إبراز ما تتمتع به المملكة من مواقع سياحية، وتراث وآثار وبيئة طبيعية متنوعة وتقدم حضاري. عدسة الشيخ تروج للسياحة المحلية عبدالله الشيخ