يوصف وادي العقيق في المدينةالمنورة بالوادي المبارك، وكان قديماً أشبه بالنهر دائم الجريان، ويعد من أشهر أودية الحجاز، تتجمع مياهه من منطقة النقيع التي تبعد عن المدينة أكثر من 100 كلم جنوباً، ويسير إلى مشارف طيبة الطيبة حتى يصل إلى جبل عير، ويسمى هذا الجزء منه العقيق الأقصى، ثم يسير إلى غرب جبل عير، ويمر بذي الحليفة حتى يبلغ أقصى عير، فينعطف شرقاً حتى يلتقي بوادي بطحان قرب منطقة القبلتين، ثم يسير باتجاه الشمال الشرقي قليلاً ثم شمالاً فيلتقي بوادي قناة القادم شرقاً عند منطقة زغابة. وعلى مشارفه أطلال عتيقة حظيت بعناية الدولة كقصر عروة بن الزبير - رحمه الله - وهو أحد الفقهاء السبعة، الذي شيد بناء ذاع صيته حسناً على الشاطئ الشرقي للوادي قرب الثنية التي تواجه جبل جماء تضارع في الطرف الغربي من الحرة الغربية، وكان عروة عند بناء القصر قد بدأ في استصلاح الأرض وتسويتها تمهيداً لزراعتها، فحدد الأحواض وحفر السواقي، وشق خليجاً من وادي العقيق إلى أرضه للاستفادة من مائه، واليوم استعاد المعلم المهم مكانته التاريخية كمتحف مفتوح وبات مهيئاً عقب إعادة ترميمه من قبل هيئة السياحة والتراث الوطني لأن يؤمّه السياح وهواة التصوير. ويشكل العقيق امتداداً وجدانياً وروحياً مقاوماً للزمن يجمع الأدباء والشعراء مع تباعد العصور على الحنين لأرضه وقصوره ومياهه، وقد تزاحمت في تلك الحقبة الدور والقصور والمزارع حوله لنقاء مائه وديمومته خلال العصرين الأموي والعباسي على وجه الخصوص، ومن أشهر من ابتنى قصراً على شواطئه: سعيد بن العاص، مروان بن الحكم، سكينة بنت الحسين، وأما الآبار فمنها: عروة، رومة، سقاية، الشمردلية، العسيلة، الواسطية، الهجير، القصر. كان العقيق في الماضي نهراً دائم الجريان