حققت مع الأهلي ثلاث بطولات.. وأعضاء شرف الهلال مميزون ماجد والثنيان ودابو لن يتكرروا.. وسانتانا كان داهية منذ نشأة الحركة الرياضية في المملكة وحتى يومنا هذا هناك أسماء غادرت الساحة الرياضية بعد أن كان لها صيت، وكما يقال بالعامية «حنة ورنة»، وجاءت مغادرتها ميدان الرياضة طبيعية، وكسنة من سنن الحياة، إذ إن دوام الحال من المحال، لذا تعاقبت أجيال وأجيال، هناك من غادر، وهناك من أقبل، وحضر من مسؤولين في قطاع الرياضة ورؤساء أندية وإداريين ونجوم كرة ومدربين وأعضاء الشرف تحتفظ بهم ذاكرة الرياضة، ويحفظ لهم التاريخ ما قدموه لرياضة الوطن، و»الرياض» من باب واجبها تجاه هؤلاء ومهنيتها الإعلامية سلطت عليهم الأضواء من جديد رغبة في معرفة أحوالهم وذكرياتهم وانطباعاتهم عن الرياضة بين الماضي والحاضر، وضيفنا لهذا اليوم لاعب منتصف ميدان الأهلي الأسبق خالد أبو راس. * أين خالد أبو رأس؟ * موجود وأعمل في أحد البنوك. * هل مازلت تمارس الرياضة أو تتابعها؟ * ليس بانتظام. * هل هناك اختلاف كبير حالياً في الرياضة عن السابق؟ * بالتأكيد، هناك اختلاف شاسع وكبير، إذ نرى اليوم توجّه الحكومة بالتركيز على الرياضة للجميع، ووفرت المنشآت والمقرات والمرافق العامة والأندية، لتشجيع المجتمع على ممارسة الرياضة، أما سابقاً فكان مفهوم الرياضة محصوراً على الأنشطة الرياضية ومشاركات الأندية، وكان التركيز فقط على الكفاءات المميزة واللاعبين ذوي الموهبة لتحقيق إنجازات للنادي، فكان اللاعبون لحبهم للرياضة يقومون بتضحيات كبيرة للاستمرار في ممارسة الرياضة على حساب وقتهم، وعدم وجود عمل أو دخل مادي للاعب أو عدم استكمال الدراسة، وعلى الرغم من ذلك كانت النتائج أفضل من الآن. * برز نجمك في ناديك والمنتخب الوطني وفجأة تبتعد في سن مبكرة، ما أسباب هذا الابتعاد؟ * نعم، تركت ممارسة كرة القدم في وقت باكر بعد حصولي على درجة البكالوريوس في الإعلام من جامعة الملك عبدالعزيز، وبدأت أفكر فعلياً في المستقبل واستكمال الدراسات العليا، وسافرت للولايات المتحدة الأميركية وحصلت على درجة الماجستير في الإدارة العامة، وبعد عودتي كان تركيزي في الحصول على عمل يليق بدرجتي العلمية ودخلت في القطاع البنكي. * المدرب البرازيلي تيلي سانتانا كان يعتمد عليك كثيراً في تغيير النتائج، كيف تصف تعامله معك ومع باقي زملائك؟ * سنتانا اسم كبير في عالم التدريب، وكنت محظوظاً بالتدرب تحت إشرافه، لأنه كان داهية في التدريب وطريقته في التعامل مع اللاعبين، وفي ذلك الوقت كانت بداية التحاقي بالفريق الأول وكان التركيز على اللاعبين الشباب لدعم الفريق الأول، وأعتقد أنه اقتنع بمستواي، وكان هناك تشابه كبير بين أدائي وأداء أحد لاعبي المنتخب البرازيلي في ذلك الوقت اسمه باولو أزدور، فكان يدخلني في الأوقات التي يحتاج الفريق إلى تنشيط وكنت إلى حدٍ ما موفقاً في ذلك. * ما أبرز المباريات التي لا تزال عالقة في ذهنك حتى الآن؟ وكذلك الأهداف الحاسمة؟ o هناك مباريات كثيرة على جميع المستويات سواء في النادي أو المنتخبات السنية ودورات كأس ليون سيتي بسنغافورة الأعوام 1981م و 1982م أو مع منتخب الشباب في كأس فلسطين بالمغرب العام 1983م والمنتخب الأول الذي شارك في دورة الخليج الثامنة مع المدرب زاغالو قبل إقالته العام 1984م أو مع النادي في بطولة كأس الخليج وتحقيق الدوري والكأس العام 1983م و1984م ومباراة الأهلي مع الاتحاد وتسجيلي الهدف الثاني في بطولة الدوري الممتاز العام 1984م. * من أبرز النجوم الذين لعبت معهم في النادي أو الأندية المنافسة؟ * لاعبون كثر موهوبون ومميزون أمثال أمين دابو، أحمد الصغير - رحمه الله -، معتمد خوجلى، حيد جوهر، صمدو، عبدالله الرشود، حسام وباسم أبوداود، فيصل عتيق الله، بندر سرور، يوسف عنبر، طلال صبحي، محمد عبدالجواد، ومحمد المترو. * لعبت تحت عدة إدارات في النادي الأهلي كيف تقيم عمل تلك الإدارات؟ * إدارات الأهلي دائماً مميزة وراقية في تعاملها مع اللاعبين مثل إدارة الأمير محمد العبدالله الفيصل، إدارة الأمير خالد بن عبدالله، إدارة الدكتور عبدالرزاق أبو داود، وإدارة أحمد عيد، وكثير غيرهم، إذ كانت جميع الإدارات السابقة حريصة على اللاعبين وتقدم جميع الوسائل والإمكانات المتاحة لمساعدتهم على تقديم أفضل مستوياتهم بصورة مستمرة. * لماذا لا نشاهدك مجدداً بالنادي إدارياً أو في الأجهزة الفنية؟ * الوقت لا يسمح، بسبب العمل الوظيفي في القطاع الخاص. * من أبرز النجوم في الفترة الحالية برأيك، سواء في الأهلي أو الأندية الأخرى؟ * عمر السومة، دجانيني، عبد الفتاح عسيري، عبدالرحمن غريب، عبدالباسط الهندي، فهد المولد، عبدالعزيز البيشي، سالم الدوسري، ياسر الشهراني، محمد البريك، ومحمد الكويكبي وكثير غيرهم. * فترتكم لم يكن فيها احتراف كما هو حاصل الآن، ما تقييمك للمستوى الفني في الفترتين؟ * الاحتراف يعتبر عاملاً مهماً للتطوير في كل المجالات ومن ضمنها الرياضة، وكما تعلم فالاحتراف هو منظومة متكاملة تشمل جميع النواحي الخاصة باحتراف الأندية، ويجب أن يكون رئيس النادي، مدير الفريق، إداري الفريق، وجميع اللاعبين والأجهزة الفنية والكوادر الطبية والعاملون في النادي محترفين أيضاً، ولابد أن تكون كيانات الأندية تجارية، ويجب وجود قوانين ولوائح وأنظمة بالتنسيق بين الهيئة العامة للرياضة ووزارة التجارة، لتحديد الغرض من تحويل الأندية إلى منشآت تجارية، لتتماشى مع الغرض من وجود النادي وأن يكون هناك مداخيل ومصروفات وربحية للنادي، أما في وقتنا فلم يكن هناك احتراف ومداخيل ثابتة للاعب تساعده على الاستمرار في ممارسة كرة القدم إذ إنها هواية بحتة، واللاعب يمكنه ترك الملاعب في أي لحظة من دون النظر إلى اعتبارات أخرى إذا وُجد لديه مصدر آخر لكسب الرزق. * بوجهة نظرك من النجم الذي لن يتكرر في الملاعب السعودية؟ * ماجد عبدالله، أمين دابو، ويوسف الثنيان. * ما الفريق الذي كنت تحسب له حساباً قبل المواجهة وتكون له استعدادات مختلفة عن بقية الفرق؟ * في بداية الثمانينات كانت جميع الفرق تخشى الأهلي، لأن الفريق مرصع بالنجوم في كل خطوطه. * ما أغلى هدية تلقيتها أثناء فترتك في النادي؟ * أغلى هدية عينية كانت سيارة فاخرة تلقيتها من الأمير محمد العبدالله الفيصل رحمه الله. * من أبرز اللاعبين الذين زاملتهم؟ * محيسن الجمعان، حسين الحبشي، مساعد السويلم، أحمد البيشي، فيصل البدين، ومبارك الدوسري وكثيرون. o من المدرب الذي اكتشف موهبتك ومنحك الفرصة؟ * عمر عبدالرزاق - شفاه الله - عندما كنت في فئة البراعم، والمدرب البرازيلي كارلوس ألبرتو في فئة الشباب. * ما أهم البطولات التي حققتها مع الأهلي؟ * الدوري الممتاز العام 1983م، كأس خادم الحرمين الشريفين 1984م، وبطولة الخليج 1984م. * هل صحيح أنك تلقيت عروضاً للانتقال من الأهلي في ذلك الوقت؟ * ليس عرضاً بالمعنى المفهوم في عالم الاحتراف اليوم، إنما كان عرضاً شفهياً من الأمير تركي بن سلطان - رحمه الله - للانتقال إلى الهلال. * كيف ترى الأهلي منذ ابتعادك إلى اليوم؟ * الأهلي في الموسم الحالي فريق مميز لكن لم تخدمه الظروف، مثل عدم ثبات الإدارة وتغير المدربين. * في ظل تعاقب العديد من الرؤساء واللاعبين، إلا أن الهلال لا يزال يسيطر ويحقق الألقاب، ما السر في ذلك؟ * الهلال فريق كبير ويملك قاعدة جماهيرية كبيرة ويتميز بوجود أعضاء شرف تهمهم دائماً مصلحة النادي وتحقيق البطولات وتدعيم الفريق بشكل مستمر، الأمر الذي نتج عنه الاستقرار الإداري والفني، وأيضاً يملكون مواهب محلية ولاعبين أجانب مهاريين ومميزين، ما جعل الهلال حاضراً دائماً في النهائيات ويحقق الكثير من الإنجازات. * كيف تقيم أداء المنتخب السعودي في المشاركات الماضية، سواء كأس العالم أو آسيا؟ * المنتخب يوجد به عناصر مميزة، ولكن ينقصه رأس حربة هداف، ما سبب تقلص النتائج في كأس آسيا السابقة. * هل ترى أن وجود ثمانية أجانب في دوري المحترفين لكل فريق أمر إيجابي؟ * نعم، لأنه رفع مستوى الدوري وجعل خانة اللاعب المحلي صعبة إذا ما أثبت مستواه. * كيف تقيم أداء الرياضة السعودية وتطورها؟ * يجب أن يتغير مفهوم الرياضة في المملكة وعدم حصر ممارستها على الرياضيين فقط، ويتم التعامل معها على أنها أسلوب حياة، لتساعد على تحقيق أهداف وطننا الغالي وبناء مجتمع صحي وقوي يساهم بشكل فاعل في استمرار نهضة بلادنا، وأن تكون راية التوحيد خفاقة في المحافل الدولية دائماً بإذن الله. * كيف ترى حظوظ الفريق الأهلي في دوري أبطال آسيا؟ * يحتاج الفريق إلى نوعية عالية المستوى في الوسط وصانع الألعاب ومتوسط الدفاع، إضافةً إلى مدرب خبير وشجاع، للاستمرار في المنافسة القارية. * كلمة أخيرة؟ * أشكر جريدتكم الموقرة لإتاحة الفرصة لي بهذا اللقاء والالتقاء مع الجماهير الرياضية مرة أخرى، وأتمنى لكم مزيداً من التقدم والنجاح، وأن نرى الرياضة السعودية في تقدم مستمر يعكس مدى التطور الذي نعيشه في المملكة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين. الأمير محمد العبدالله الفيصل رحمه الله يوسف الثنيان أمين دابو أكد على أن الأهلي يحتاج إلى لاعبين مميزين للاستمرار في دوري أبطال آسيا