في مقال جميل عن ذكرى رحيل الأستاذ تركي السديري –يرحمه الله– تطرق الزميل عماد العباد إلى جانب إداري إنساني في نمط الراحل القيادي. هذا الجانب هو حماية من يعمل معه في حالة وقوع خطأ. يقول الأستاذ عماد (كان بالفعل مصدراً للأمان. عندما يخطئ أحدنا ويتسبب في أزمة مع جهة خارج الجريدة يذهب ليختبئ خلفه، يعلم أنه سيوبخه على الخطأ، لكن يعلم أيضاً أنه سيحميه). هذا السلوك القيادي يتيح الفرصة لفريق العمل كي يعمل بمساحة من الثقة والحرية تعززان روح المبادرة والإبداع، وينطلق من مبدأ أن من لا يخطئ هو من لا يعمل. هذا الأسلوب لا يتجاهل الخطأ، يحاسب عليه بهدف عدم تكراره وليس بهدف إيقاع العقاب. هذا الأسلوب لا يتيح لثقافة اللوم أن تسود في بيئة العمل. ويتعامل مع فريق العمل كأسرة لها مرجعية توجه وتدعم وتحاسب وتوفر الحماية. القائد الناجح في هذه البيئة هو الذي يعزز الجوانب الإيجابية لدى الموظف ولا ينتظر وقوعه في الخطأ كي يقضي عليه. والقائد المميز هو الذي يحظى بالاحترام والحب. الاحترام لأنه صارم في أداء مهام ومسؤوليات العمل، ومحبوب لأنه يوفر الدعم والحماية وفرص التقدم لفريق العمل، والتعامل بعدالة ومهنية وإنسانية مع الجميع. احترام فريق العمل للرئيس يأتي أيضاً من تحمله للمسؤولية، حين تقع الأخطاء لا يضع اللوم على الآخرين ويتحمل المسؤولية بنفسه، أما النجاح فينسبه إلى فريق العمل. ومن أبرز العوامل تأثيراً في تحقيق النجاح قدرة المدير على الجمع بين مصلحة المنظمة ومصلحة الموظفين. المدير الناجح يستقطب فريق عمل أذكى منه. تقول أوبرا وينفري عن تجربتها: أنا أحيط نفسي بأشخاص يفوقونني ذكاء، ولذلك فأنا أشعر بأنه يمكنني تعلم شيء ما. السيد وليام جورج أحد أصحاب الخبرة الطويلة في رئاسة الشركات يرى أن القادة الذين يعول عليهم يمتلكون الشخصية بدلاً من الجاذبية، وهو يحدد خمسة أبعاد للقيادة هي الالتزام بالأهداف، والمصداقية، والقيادة بالقلب، وبناء العلاقات، والانضباط الذاتي. يندرج تحت هذه الأبعاد تفاصيل كثيرة تستحق العودة إليها في وقت لا حق إن شاء الله. الناجحون في القيادة لا يضعون في البداية تصنيفاً لأنماطهم القيادية، هم يترجمون رؤيتهم وثقافتهم وخبراتهم وشخصياتهم ومهاراتهم إلى ممارسات تقود إلى النجاح فيأتي بعدهم النقاد للتحليل والتصنيف والتقييم. فريق العمل الناجح خلفه قيادي ناجح يعمل بصمت ويحقق إنجازات عالية الصوت.