تواصل شركات الطيران السعودية فتح وجهات جديدة مع صيف العام الحالي، لمواجهة الطلب المتوقع على فتح وجهات سياحية جديدة ملائمة للسياح السعوديين، خاصة في ظل العزوف عن العديد من الوجهات السياحية التي انتعشت في السنوات الأخيرة في فترة الصيف تحديداً، ومن أبرزها تركيا التي تواجه حاليا انخفاضا في عدد السياح من مختلف دول العالم، ومن الخليجيين والسعوديين على وجه الخصوص لكونها غير آمنة في ظل الظروف السياسية التي تواجهها في الوقت الراهن. فالخطوط السعودية ستدشن وجهات أوروبية وعربية جديدة لمدن جديدة ومنها أثينا وملقا ومراكش، وطيران ناس سيتجه في الصيف لمدن جديدة ومن أبرزها سراييفو وباتومي في جورجيا، ويعتبر السعوديين هذه الوجهات الجديدة خير مثال، للاستغناء عن المدن التركية التي كانت ملائمة لهم في السابق، ولكن أصبحت منفرة بسبب تخبط السياسة والإعلام التركي الموجه ضد المملكة ودول الخليج، ووجود حالات متعددة من المشكلات للسياح عموما، ولسياح الخليج على وجه الخصوص، حيث هناك مئات الأمثلة لمشكلات السياح، ومن أبرزها عدم الإحساس بالأمان، وأخطرها فقدان جوازات السفر، التي قد تستغل للبيع والشراء بقصد التزوير، وتستخدم في جوانب أمنية وعمليات إرهاب تعود بالضرر أحيانا على صاحب الجواز الحقيقي وهو لا ذنب له سوى أنه سافر للسياحية في إحدى المدن التركية، فضلا عن وجود عصابات تستدرج فئات الشباب خاصة لمواقع الملاهي الليلية، ومن ثم حدوث ما لا تحمد عقباه من ابتزاز وسرقة لكل المتعلقات الشخصية. وكانت تركيا، وقبل عقد من الزمن اهتمت بالتسويق للسياحة ووصلت إلى مرحلة من نمو النشاط السياحي، حتى أصبحت في المرتبة الثامنة عالميا في العام 2017 كوجهة مفضلة لسياح العالم، ورغم ارتفاع مستويات التضخم وانخفاض سعر الليرة التركية والتدخلات السياسية في قرارات البنك المركزي، التي ألقت بظلالها حادة على الحياة العامة في تركيا مما انعكس بشدة على قطاع السياحة سلبا، مما جعلها مطمعا لبعض الدول التي تصدر السياح بعروض منخفضة جداً وليس لديهم عائد في التحفيز السياحي مقارنة بالسائح الخليجي الذي يدفع الواحد منهم بمتوسط يزيد على خمسة أفراد من سياح أرووبا ودول شرق آسيا، وذلك لكون غالبية سياح هذه الدول يأتون في مجموعات سياحية كبيرة، وأحيانا عبر رحلات الطيران العارض» شارتر» وهذه الرحلات منخفضة التكلفة بحيث يكون متوسطها لسياح أوروبا الشرقية وروسيا ل 100 دولار في اليوم الواحد شاملة تذاكر الطيران والسكن. وبالمقابل فإن السائح الخليجي يبقى مطمعا للسياحة التركية ولمختلف دول العالم، أكثر من الجنسيات الأخرى فمتوسط صرفه يصل إلى أكثر من 500 دولار في اليوم الواحد، وذلك لكون الأسر والأفراد من دول الخليج يأتون بشكل فردي ويتنقلون، بشكل دائم بين الوجهات السياحية وإلى المنتجعات ومواقع الترفيه وللمتاحف والشوطئ ومختلف المواقع السياحية، مما يجعل معدل صرفهم عاليا مقارنة بالوفود الكبيرة التي يتحرك فيها سياح أوروبا وآسيا.