وحل شهر الرحمة والغفران والخيرات علينا، جعله الله مباركاً على وطننا وقيادتنا -أعزها الله- وكل مواطن ومقيم ووافد بيننا، وكل عام والجميع بخير وأمن وصحة وسلام وأكثر تسامحاً ولله أقرب.. رمضان هو شهر عبادة يستعيد فيه المسلمون توازنهم الروحي بالعبادات وأعمال الخير ويراجعون سلوكياتهم وواقعهم مع الله وفيما بينهم وفي مجتمعاتهم.. رمضان بكل روحانيته له أبعاد صحيّة ونفسيّة كثيراً ما نغفل عنها وكل ما نفكر فيه الحرمان من كل شيء ل 12 أو 14 ساعة ومن ثم الانتقام من كل صنف غذائي وعصائر وألبان عند الإفطار للتعويض وهنا تصوّر لا يخدم لصلاحية عمل الجسم البشري لعمره الافتراضي كما نقول.. يا سادة يا كرام كل هذا التجنيد للتبضّع والهجمات غير الطبيعية على اللحوم من الطيور والحواشي والأسماك ما هو معقول حتى اقتصادياً ويروّع حقيقة.. والركض المحموم على الحلويات بكافة أنواعها مرعبة - وراجعوا الأسواق هاليومين لفيلم الزومبي كلاكيت أول مرة وترون بأم أعينكم هذا إذا ما أغرتكم المناورات بالمشاركة - في غزوات لا تتوقف طيلة الشهر الكريم.. رمضان شهر للصيانة لأكون دقيقاً للجسم البشري بأجهزته الحيوية الهضمي والعصبي والتنفسي والتناسلي، وبلغة الجيل الإلكتروني فرمتّة بس طبعاً ما هو إعادة مصنع إعادة لأفضل تحديث كان عليه الجسم.. يعني فترة توظيّب لأجهزة يكسر فيه نظام عملها في الأكل والشرب والنوم والحركة ل 30 يوماً بعد عمل يومي ل 11 شهراً.. حركة عجلة الاقتصاد والإنفاق مسألة تخدم التجارة والإنتاجات الوطنية لكن ما هو بها الشكل غير المرشد، ناهيك عن نسف جيوب ومحافظ المستهلك بالمغالاة في الأسعار والتلاعب في البضائع والخدمات، فالرقابة مع الوضع العام أشك أنها تعمل وستترك الدرعى ترعى فالشعب يريد ذلك.. يذكر لي أستاذ أميركي أن الصيام ل 40 يوماً في العام طبيّاً ثبت مردوده الصحي بشكل كبير من خلال دراسات في جامعات ومراكز بحوث طبية أميركية ويا ليتنا بس ننجز ال 30 بتفكير كهذا..! وصوموا تصحّوا ولله الأمر من قبل ومن بعد.