وصلت فرق الإغاثة إلى موقع الدمار الذي خلفه الإعصار "مايكل" بالولايات المتحدة في أكتوبر الماضي للبحث عن ناجين، ولكن بعد انقضاء أسبوع، كان ما زال هناك أكثر من ألف شخص في عداد المفقودين رغم الجهود المضنية التي بذلها رجال الإنقاذ. ولا شك أن الاستعانة بالطائرات المسيرة في جهود الإغاثة في حالات الكوارث الطبيعية قد ساهم في التغلب على العديد من العقبات والعراقيل، ولكن فريقا بحثيا من جامعة بوردو بالولايات المتحدة يعكف حاليا على محاولة تطوير سبل الإغاثة عن طريق استخدام منظومات الذكاء الاصطناعي والمعادلات الخوارزمية الخاصة بتقنيات التعلم الاصطناعي من أجل ابتكار نظام يسمح للطائرات المسيرة بالتواصل فيما بينها أثناء عمليات الإنقاذ، والتعاطي بأفضل شكل ممكن مع المتغيرات المختلفة في مسرح عمليات الإغاثة. وقال رئيس فريق الدراسة الباحثان شاوشواي مو: "فيما يتعلق بهذه المنظومة، ينصب تركيزنا على وجود شبكة ذات وحدات متعددة ومتنوعة بحيث يمكن تنسيق جهودها أثناء عملية الإغاثة"، مضيفا أن "مثل هذا التنسيق سيسمح للشبكة بالعمل ككل متكامل من أجل تنفيذ مهام معقدة في مجال البحث والإنقاذ". وأضاف مو في تصريحات أوردها الموقع الإلكتروني "فيز دوت أورج" المتخصص في التكنولوجيا أن "هناك أيضا تحديات تتعلق بمسرح عمليات الإنقاذ حيث إن البيئة المحيطة قد تتسم بالديناميكية في ظل التغيرات الجوية"، موضحا أن "الطائرات المسيرة لا بد أن تكون قادرة على إبداء رد الفعل واتخاذ قرارات مستقلة تتناسب مع بيئات العمل المختلفة". وفي إطار الدراسة، يتم تطويع تقنيات الذكاء الاصطناعي لمساعدة أنظمة الإنقاذ بشتى السبل الممكنة عن طريق التعرف على الأجسام والتواصل بين الإنسان والآلة وتحسين أداء المنظومة بمرور الوقت. ويؤكد مو أن "المواقف المعقدة تتطلب وجود العنصر البشري بغرض الدمج وإحداث التناغم فيما يتعلق باستقلالية اتخاذ القرار لدى البشر والآلة". وفي سيناريوهات عمليات الإغاثة وفق المنظومة الجديدة، يتم استخدام عربة معالجة إلكترونية قوية، لتفعيل التواصل بين وسائل الإنقاذ البرية والجوية والبحرية المختلفة، من أجل تغطية مساحة أكبر في عمليات البحث.