بدّلت إدارة التعاون ممثلة في رئيسها محمد القاسم ومن خلفه المجلس التنفيذي للنادي الذي يمثل العقل المدبر ومصنع القرار في مقر أبطال كأس خادم الحرمين الشريفين مفاهيم العمل الإداري، إذ أكدوا بعملهم التميز على أن التخطيط والعمل المدروس يتفوقان على الهدر المالي غير المحسوب. التعاون الذي يقبع في المركز التاسع في سلم ترتيب الفرق من جانب القيمة السوقية للاعبين خلف ثمانية أندية سعودية عجزت عن مجاراة التعاون ومجابهته، إذ خُطف منهم كأس خادم الحرمين الشريفين بجدارة واستحقاق، وسط إجماع كامل من الشارع الرياضي السعودي على أحقيته وحده بهذا الإنجاز التاريخي، وهذا الإجماع نادراً ما يحدث في الأوساط الرياضية التي تختلف فيها الآراء. التعاون الذي تبلغ قيمته السوقية حسب موقع «ترانسفير ماركت» الشهير في تقييم اللاعبين على مستوى العالم 12,78 مليون يورو، وعلى بعد تسع مراتب من متصدر القائمة الأهلي الذي تبلغ قيمته السوقية قرابة 59 مليون يورو، أي بحسبة بسيطة ميزانية الأهلي تعادل خمسة أضعاف ميزانية التعاون ولكن الأخير يملك فكراً إدارياً منظماً تفوق به على جميع الأندية الأخرى وهو ما قاده إلى تحقيق اللقب الأغلى. أندية الوحدة ب18 مليون يورو والهلال ب52 مليون يورو، والشباب ب18 مليون يورو كلها خرجت على يد التعاون حتى الاتحاد الذي لعب النهائي تبلغ قيمة لاعبيه 36 مليون يورو وهذا الرقم هو ثلاثة أضعاف قيمة لاعبي التعاون السوقية. قائمة «سكري القصيم» يتصدرها المهاجم الكاميروني تاوامبا بثلاثة ملايين و200 ألف يورو، وخلفه الجناح الأيسر هيلدون بمليون و900 ألف يورو، وهما اللاعبان اللذان تجاوزت قيمتهما المليون يورو من بين أبطال الكأس. وجاءت الأسماء على التوالي ساندرو مانويل، ريكاردو ماتشادو، جهاد الحسين بأقل من مليون يورو، وعلى جانب اللاعبين المحليين يتصدر المهاجم ربيع سفياني القائمة بنصف مليون يورو ومثله المهاجم المميز عبدالفتاح آدم. القيمة السوقية لعقود لاعبي التعاون لا تقارن أبداً بقيمة لاعبين آخرين، بل إن القيمة السوقية لعقد جناح النصر أحمد موسى أعلى من القيمة السوقية لعقود جميع لاعبي التعاون، وهذا يدل على العقلية الإدارية الناجحة التي تدير التعاون نحو الإنجازات، والتي حققت نجاحاً باهراً في هذا الموسم، وتجاوزت أهدافها التي وضعتها بداية الموسم.