تشكل التنمية الاقتصادية والتنمية الاجتماعية وحماية البيئة الركائز الثلاث للتنمية المستدامة. ولكن يواجه صناع القرار من سياسيين وأكاديميين وقادة رجال الأعمال في الدول تحديًا كبيراً لإنشاء مجتمعات دائمة وفعالة اقتصاديًا واجتماعياً وصحياً في عالم موارده محدودة. وحيث ظل هدف تحقيق التنمية المستدامة، منذ انعقاد مؤتمر الأممالمتحدة للبيئة والتنمية في ريو دي جنيرو بالبرازيل عام 1992، أمراً بعيد المنال بالنسبة للعديد من الدول، وأن الجهود المبذولة بطيئة وهناك الكثير من التحديات لا تزال قائمة لتحقيق تطبيق لأهداف الأممالمتحدة السبعة عشر للتنمية المستدامة عام 2030م، التي أقرتها في 25 سبتمبر 2015م، فلا تزال نسبة الفقر وارتفاع نسبة البطالة لدى الإناث والذكور تشكل عبئاً وتحدياً كبيراً. وأيضاً الوصول إلى خدمات الصرف الصحي لا تزال بعيدة المنال بالنسبة لملايين البشر، ففي عام 2018م، حسب تقارير الأممالمتحدة (لا يزال واحد من كل ستة أشخاص لا يستطيع الوصول إلى مياه الشرب النظيفة، مما يعني أنه في كل دقيقة يموت طفل من المياه الملوثة أو سوء الصرف الصحي) وارتفاع عدد الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية. وخلال المنتدى السياسي رفيع المستوى الذي يعقد سنوياً في المقر الرئيسي للأمم المتحدة بنيويوك بشأن التنمية المستدامة، الذي يشكل قبل أي شيء آخر فرصة للرد على سؤالين أساسيين: هل نحن على الطريق الصحيح لتحقيق أهداف التنمية المستدامة؟ وما الذي يمكن أن نقوم به بشكل أفضل؟ حيث أكد مسؤولون دوليون أن نحو 11 % من سكان العالم لا يزالون يعيشون تحت خط الفقر. وطالب المجتمعون خصيصاً ببذل المزيد من الجهود من أجل أعطاء أهمية لتحقيق أهداف عام 2030م للتنمية المستدامة. وحضَّ الدول الأعضاء على وضع نهج شامل لعدة قطاعات، عن طريق مشاركة المزيد من النساء والشباب والقطاع الخاص والمجتمع المدني والأطراف الإقليمية الفاعلة. والدعوة إلى مشاركة أعمق وأوسع من كل أصحاب المصلحة، ومشددة على أن الأممالمتحدة ينبغي أن تواصل العمل على مستويات عدة لضمان مواءمة السياسات والممارسات التجارية مع الأهداف الأساسية لأجندة 2030م. وتحقيق التنمية المستدامة يتطلب جيلاً ذا معرفة بجدول أعمال التنمية العالمية ويهتم به ويتولى زمام الأمور، وأن هناك حاجةً إلى الاستفادة من الكوادر العلمية ذات الخبرة المتميزة بالإضافة إلى ديناميكية الشباب المبتكرين والنشطاء، ورجال ونساء الأعمال لأن لديهم القدرة على قوة التغيير الإيجابي ودراسة الوضع الراهن. وأكدوا على الأهمية الجوهرية للتعاون الدولي والمشاركات الدولية وعلوم وتقنيات الفضاء وتطبيقاتها حيث تعد وسيلة فعالة من حيث التكلفة للحصول على بيانات أساسية عن العالم المادي. وتلعب دوراً فعالاً في عمليات التنمية المستدامة على الصعيد العالمي والمحلي عند صياغة السياسات وبرامج العمل وتنفيذها بوسائل منها بذل الجهود لتحقيق توصيات وأهداف جميع المؤتمرات والقمم العالمية التي عقدت، وكذلك من أجل تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030م. ويستخدم صناع القرار هذه المعلومات لفهم الاتجاهات وتقييم الاحتياجات وإنشاء سياسات وبرامج التنمية المستدامة بما يحقق مصلحة جميع السكان. وشهدت السنوات الأخيرة ازدهاراً في الأنشطة الفضائية، حيث أصبح تعزيز التطبيقات الفضائية أمراً شديد الأهمية خصوصاً مع اعتماد الخطط العالمية الثلات (خطة التنمية المستدامة لعام 203 وإطار سنداي للحد من مخاطر الكوارث في الفترة 2015-2030م، واتفاق باريس بشأن تغير المناخ)؛ وكما ستلعب دوراً مهماً إلى تحفيز العمل على نحو متكامل في السنوات القليلة المقبلة، مما يؤدي للتوازن بين الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة (الاقتصادية، والاجتماعية، والبيئية).