قررت شركة "سابك" أخيراً تنفيذ واحد من أكبر مشاريع الدمج لشركاتها في تاريخها حيث تعكف حالياً على دمج العمليات التشغيلية في اثنتين من أكبر وأربح شركاتها للبتروكيميائيات المملوكة لها بنسبة 100 % في الجبيل الصناعية تضم الشركة السعودية للبتروكيميائيات "صدف" والشركة العربية للبتروكيميائيات "بتروكيميا" مستهدفة فضلاً عن الانخفاض الطبيعي لتكاليف التشغيل جراء الدمج فرض منافسة أقوى وتحقيق أعلى فائدة استثمارية وقيمة مضافة للقيم الواردة من شركة أرامكو السعودية وتطويع المنتجات وتطويرها بما يواكب تطورات الطلب العالمي، وتحقق أعلى تكامل وتجانس للمنتجات العطرية والكيميائية المنتجة في الشركتين ضمن سلسلة لقيم متشابكة مولدة لمنتجات متخصصة مبتكرة حيث تساهم هذه المشروعات في خفض التكاليف في التشغيل وإمدادات الخام وسهولة التوسعات المستقبلية، في وقت توقعت الشركة انتهاء مراحل الدمج في النصف الثاني من العام الجاري 2019م. في وقت يعد مجمع "صدف" من أكبر المجمعات البتروكيميائية في منطقة الشرق الأوسط، ويضم ستة مصانع عالمية للبتروكيميائيات تتجاوز طاقتها الإنتاجية السنوية أربعة ملايين طن متري. ونجحت "سابك" في أحكام السيطرة والهيمنة على كامل مجمع "صدف" باستحواذها على حصة شركة "شل" البالغة نسبتها 50% بقيمة ثلاث مليارات ريال (820 مليون دولار) ما يتيح المجال أمام "سابك" لتحقيق الاستفادة المثلى من عمليات مصانع "صدف" وزيادة الاستثمار في منشآتها، والاندماج بشكل أوثق مع الشركات التابعة الأخرى للاستفادة من فرص التكامل. وقبيل فض الشراكة بين "صدف" و"شل" طرحت دراسة إقامة عدة مشروعات جديدة في "صدف" ومنها التخطيط لإنشاء مشروع متكامل لإنتاج مواد "البولي يول" أحد المكونات الأساسية للبولي يوريثين و"أكسيد بروبيلين مونومر الستايرين"، وذلك في الموقع الحالي للشركة في الجبيل الصناعية، وسيلبي هذا الاستثمار احتياجات الطلب العالمي من التطبيقات والحلول في قطاعات البناء والتشييد، والسيارات والنقل، والأثاث والمفروشات، والرياضة، وتغليف الأغذية، والتبريد والتجميد، والأجهزة المنزلية حيث ستوفر منتجاتنا من "البولي يوريثين" ميزات عديدة، منها المتانة، والمرونة، ودرجات خشونة وصلابة متباينة، وخصائص عزلٍ يمكن استخدامها في نطاقٍ عريض من التطبيقات. عمليات "سابك" للستايرين على إنتاج شركة "صدف" بصفتها أكبر منتج مفرد في العالم لإنتاج الستايرين بطاقة أكثر من مليون طن متري سنوياً تمثل حصة ضخمة من إجمالي الإنتاج العالمي المقدر بحوالي 35 مليون طن عام 2018 ينتج نصفها من آسيا حيث الاستهلاك الأكبر في استخداماته. وبدأ تشغيل مصانع شركة "صدف" عام 1986بتكلفة إجمالية بلغت 12,4 مليار ريال، وتحصل الشركة على موادها الخام الأولية من شركة أرامكو السعودية التي تمدها بالإثين والبيوتن، وتحصل على الميثانول من شركة ابن سيناء التابعة لسابك، وتحصل على البنزين من شركة مصفاة أرامكو السعودية شل. وتعد "صدف" أكبر مجمع منتج للبتروكيميائيات في موقع واحد في العالم بعد إنجاز جملة من المشروعات التوسعية العملاقة وتشمل توسعات "صدف"2 و3 التي نفذتها الشركة حيث تمكنت من خلال مشروعات "صدف2" من زيادة ثاني كلوريد الإيثيلين بنسبة 50 % لتصل طاقته الإنتاجية إلى 840.000 إضافة إلى بناء مصنع "ام تي بي أي" بطاقة 700 ألف طن وتصديره لمختلف دول العالم قبل دعم شركة أرامكو السعودية بملايين الأطنان المترية لإضافتها لبنزين السيارات عوضاً عن الرصاص، وقد فاقت تكاليف الإنشاء 1.6 مليار ريال، إضافة إلى توسعة إنتاج الإيثيلين الى 1.1 مليون طن والتوسعة الأولى لمصنع الستايرين1. فيما تحتل شركة "بتروكيميا" التابعة لسابك بالجبيل المرتبة الرابعة في قائمة أكبر 10 مجمعات للإيثيلين في العالم بطاقة 2.250 مليون طن متري سنوياً، وتنفذ توسعة لزيادة الطاقة الإنتاجية لمصنع الأوليفينات الأول للإيثيلين إلى 180 % من الطاقة الأصلية التي أنشئ عليها عام 1981 إضافة لمشروع توسعة محطة استخراج البيوتاديين بنسبة 60 % لتصل إلى طاقة إنتاجية 197 ألف طن سنوياً. فيما فرغت الشركة اخيراً من تدشين مشروع "الأكرونايترايل بيوتادايين ستايرين" بتكلفة 2.1 مليار ريال، وبطاقة سنوية تبلغ 140 ألف طن متري، ويسهم هذا المشروع في تلبية متطلبات الصناعات التحويلية في مجالات صناعات السيارات، والأجهزة الكهربائية المنزلية، وغيرها.