الشراكة القائمة بين جامعة الملك سعود، وشركة الإلكترونيات المتقدمة -من خلال جائزة أفضل مشروع تخرج بالجامعة التي تقدمها الشركة للعام الحادي والعشرين على التوالي- تشكل تجسيداً حقيقياً لمبدأ أن الرأسمال البشري هو الثروة الأهم والأغلى في مسيرة البناء والتنمية، وتأكيداً لحرص ولاة الأمر -حفظهم الله- ورعايتهم للكوادر السعودية، وتطوير مخرجات التعليم، وجعل ذلك على رأس الأولويات. وخلال واحد عشرين عاماً مضت، ظلت شركة الإلكترونيات المتقدمة تقدم جائزتها السنوية لأفضل مشروع تخرج بجامعة الملك سعود -كلية علوم الحاسب والمعلومات- في تخصصات هندسة الحاسب، نظم المعلومات، علوم الحاسب، وتقنية المعلومات «للطالبات» وكلية الهندسة قسم الهندسة الكهربائية، وستستمر في رعايتها مستقبلاً، بإذن الله، وذلك في إطار التعاون المشترك بين الشركة ومؤسسات التعليم العالي، ومراكز البحث العلمي، وضمن برامج الشركة للمسؤولية الاجتماعية، بهدف تحفيز الطلاب على البحث العلمي، والمشروعات المميزة القابلة للتطبيق على أرض الواقع، وحث الطلاب والطالبات على إثبات ذاتهم وقدراتهم ومواهبهم فضلاً عن كون المبادرة تعزز استراتيجية الشركة في توطين التقنية وتأهيل الكوادر الوطنية وتشجيعها. ويشكل الخريجون والخريجات السواعد الفتية الواعدة، والعقول النيرة المنتظرة، التي تحمل الأفكار المستقبلية لنماء الوطن وتطوره وتقدمه، وهم أهل الإبداع والتميز والموهبة، ورعاية مثل هذه المحافل وتقديم الجوائز للمتميزين أمر يشرف كل مواطن وكل جهة، ونحن نعتبره واجباً وطنياً كونه يصب في مصلحة الوطن والمواطن، ويواكب خطط الدولة ورؤيتها الثاقبة، وبرنامج التحول الوطني، ويتماشى مع رسالة الجامعة التي لم تعد قاصرة على التحصيل العلمي ومنح الشهادات الأكاديمية وإعداد الكوادر إلى سوق العمل وحسب، بل تتعدى ذلك إلى تحفيز المميزين والمميزات ورعاية المتفوقين وتنمية القدرات والمهارات والإسهام في التنمية المعرفية، والشركة تقدم هذه الجائزة بشكل سنوي «للعام الحادي والعشرين على التوالي» حرصاً على تشجيع وتحفيز الخريجين لإبراز تلك المواهب والابداعات. وجامعة الملك سعود صرح تعليمي رائد في تجسيد التعليم النوعي، ولها سجل حافل في تخريج العديد من النوابغ الذين وضعوا بصمات راسخة في بناء الوطن في مختلف المجالات والتخصصات، وتعد الشراكة معها في هذا المجال نوعاً من الإسهام الفعلي في البناء، والتحديق نحو المستقبل بوعي وبصيرة. إن توظيف مخرجات الجامعات ومعاهد الأبحاث ومراكز الدراسات في تحويل البحوث إلى منتجات صناعية وخدمات تقنية تخدم الإنسان، يشكل الرهان الحقيقي والانطلاق الفعلي نحو التنمية المستدامة، وقد ظلت الجامعات السعودية ومراكز الأبحاث المختلفة تلعب دوراً مهماً في دعم خطط التنمية في المملكة العربية السعودية، تجسيداً لتوجهات القيادة الحكيمة نحو استثمار المعرفة وتوظيف البحوث والدراسات، وشركة الإلكترونيات المتقدمة تبنت هذا الجانب منذ وقت مبكر وأقامت شراكات واسعة مع جهات بحثية وعلمية لأجل الوصول إلى مستويات رفيعة في مجال تصنيع وتوطين التقنية وتطويرها، للإسهام بفاعلية في بناء الاقتصاد الوطني، اعتماداً على العلم والمعرفة تحقيقاً للمستقبل، من خلال ثنائية الإنسان والمعرفة. إن ما توليه الدولة من اهتمام بالتعليم ورصد ميزانيات كبيرة له فيه دلالة واضحة على قناعة ولاة الأمر -حفظهم الله- بأن الاستثمار في الانسان هو الركيزة الأساسية للتنمية، كما أن الاهتمام بمخرجات التعليم ومتابعة الخريجين ودعم مشروعاتهم أمر ينسجم مع أفق الرؤية العميقة لقيادتنا الرشيدة، ويواكب روح التحول الوطني، بالارتكاز على الإبداع والموهبة، وتعزيز القدرات الشابة، وتشجيعها على الابتكار. * الرئيس التنفيذي لشركة الإلكترونيات المتقدمة