مفهوم الإدارة يقوم أساساً على الخدمة، ولكن للأسف في عالمنا النامي مفهوم الإدارة يقوم على التحكم والإجراء وربما البحث عن التعطيل والتعقيد والتسويف لإطالة أمد الروتين وإعاقة تحقيق المطلوب، ولهذا فالإدارة الحقيقية هي خدمة الوطن والنَّاس والمرؤوسين، ولن ينجح قائد في العمل أو مدير لجهاز معين دون أن يكون عاشقاً عمله، محباً لتحقيق الأهداف، حريصاً على العطاء والإنجاز والإنتاج. وعندما ننظر إلى قادة الإدارة بالحب نجد قلوبهم مفتوحة وأبوابهم مشرعة حيويين متفاعلين متواضعين منتجين مبدعين، يرحبون بالأفكار الجديدة، يحترمون المراجع، ويعملون على إرضائه وتسهيل مهمته. أما العاملون معه، فإن القائد الذي يطبق مبدأ الإدارة بالحب يحب موظفيه ويشجعهم ويدربهم ويسأل عنهم، ويقف معهم في ظروفهم ومشكلاتهم، وهو كذلك يبتسم في وجوههم، ويكون أباً حنوناً وأخاً رحيماً، فينشط الجميع معه، ويقبلون على بيئة العمل بحماسة وإخلاص وود، وتجده أيضاً مستمعاً بعمق، ومتحدثاً باختصار، يقبل بالمقترحات، ويتقبل النقد بصدر رحب، ويحسّن من العمل ويطوره فيتطور العمل؛ لأنه عادل نبيل شهم، شعاره الحب والثقة بالناس واحترامهم، وله أسلوبه المتزن مع المقصر والمخفق، فيحن عليه ويبحث عن أسباب قصوره، ثم يصنع منه موظفاً منتجاً باذلاً مخلصاً بعد أن كان متردداً كسولاً مهملاً. وهذا هو المدير بالحب وما يفعل لأنه محب للخير ليس متمسكاً بالكرسي، وربما ليس ساعياً للمنصب، ولكنه عندما يقبل به يبدع وينجز ويعطي العمل حقه. والليلة تكرم وتحتفي الأسرة الإعلامية بالأستاذ فهد العبدالكريم رئيس تحرير جريدة "الرياض" بعد عودته من رحلته العلاجية ولله الحمد، وهو أحد قادة الإدارة بالحب، وكان خبر مرضه مؤلماً لكل من عرفه، فتوجه الناس بالدعاء له بالشفاء العاجل، وحرصوا على متابعة أخباره، وحظي باهتمام وزيارة القيادة وكبار المسؤولين وأعيان المجتمع، ولهذا فهي رسالة لكل من أوكلت له مسؤولية ومنصب أن يتقي الله في عمله، وينجز معاملات الناس، ويعاملهم باحترام وتواضع، وأن يكون عطوفاً على مرؤوسيه، يحقق معهم مبادئ الرحمة والعطف والدعم والحب فيسود بيئةَ العمل التعاونُ والتآلف والتواد، وتحقق المنشأة الأهداف المرجوة التي تحقق الصالح العام. ويُشكر الأستاذ فهد بن نومه والمنظمون لهذا الحفل على هذا الوفاء والنبل.