تقترب الفصول الأخيرة من دوري محمد بن سلمان من نهايتها، المشاهد تتغير والنتائج متوقعة وتحمل العديد من المفاجآت، أمس للصدارة اسم واليوم لها اسم مختلف، فرق تميزت بقوتها وأدائها تخسر أمام فرق تعاني كثيرا ومهددة بالهبوط، لن نتوسع بالحديث عن كل الأندية والنتائج ولكن سنقتصر الأمر على منافسة الصدارة والمؤثرين على تحقيقها أو سلبها، الهلال والنصر متنافسان وحيدان على بطولة الدوري، فمنذ البداية والهلال متمسك بالصدارة حتى أتت المواجهة الأخيرة بينهما واستطاع النصر انتزاع الصدارة منه وشهدت الجولة الماضية دخول النمر الاتحادي الذي قلب طاولة الصدارة من خلال فوزه المستحق على النصر المتصدر. قبل لقاء النصر والاتحاد الكل كان يتوقع نظرا للنتائج والاستقرار والأوضاع الفنية والمعنوية التي كانت في صالح النصر انه سيكسب اللقاء ولن يفرط في الصدارة التي انتزعها من الهلال، والكل متفق أن الاتحاد يمر بظروف صعبة، ولكن يبقى الاتحاد اتحاداً، وقلتها سابقاً أن الرغبة والإصرار لدى لاعبي الاتحاد في لقائه مع النصر سيكون أولاً الابتعاد عن شبح الهبوط، وثانياً أخذ الفرصة كاملة بتسجيل اسمه وإسهامه في تحديد هوية البطل، وانه وإن كان ليس له فرصة في الفوز باللقب لكنه بالتأكيد يريد الفرصة لكي يحدد من هو البطل. قبل النصر والاتحاد التقى الهلال والأهلي، مباراة كان من الممكن للأهلي فيها لو انتصر أن يزيح الهلال بشكل كبير عن المنافسة، فيما لو لكن مشكلة الأهلي انه دخل المباراة وهو فاقد لأي رغبة في تحديد هوية الصدارة، الأهلي لم يعد مهتما كثيرا بالدوري وإن كان له اهتمام فهو في المشاركات الآسيوية، لهذا دخل الأهلي المباراة وهو ينظر إلى اللقاء القادم مع الهلال في نصف نهائي كأس زايد، الأهلي يريد أن يخرج بإنجاز أو لقب لكن الرياح جرت بما لا يشتهي وحرمه المعيوف المتألق من هذا الحلم. نعم الخاسر الأكبر هو الأهلي الراقي فلا هو تقمص دور الاتحاد في بطولة الدوري لتحديد هوية المتصدر، ولا هو نجح في الوصول الى نهائي بطولة زايد، خسر الأهلي المواجهة الثانية مع الهلال، وخسر النصر الصدارة بتأثير قوة روح الاتحاد العميد، وعاد الهلال الى الصدارة وسيلعب نهائي بطولة زايد وما زالت حظوظه قائمة في كأس خادم الحرمين إضافة الى تصدره مجموعته بالبطولة الآسيوية، والسؤال هنا:هل الهلال قادر على المضي قدما في البطولات الأربعة والاستمرار بها وحصدها أو بعضا منها؟ النصر بموقفه الان انعكست الآية، فهو أخذ الصدارة سابقا بيده، لكن الان ينتظر تعثر الهلال امام ثلاثة فرق قوية التعاون والاتفاق والشباب، مع استمرار النصر بالفوز في بقية مبارياته والتي من المفترض انها سهلة نظرا لمستواه وتميز لاعبيه، والهلال سيلعب كل مباراة متبقية في الدوري على انها مباراة بطولة لان اللقب الان بين يديه، نعم تعثر النصر في مواجهة قادمة سيريح الهلال نوعا ما، وإن حصلت فإن الراحة التي سيحصل عليها الهلال سيوظفها في البطولات المتبقية التي يشارك بها، منطقيا من غير المتوقع ان يستمر الهلال بالعمل على تحصيل البطولات الأربعة، إذ لا بد أن يقرر النادي وجهازه الفني ان يختار بطولتين ليركز عليهما ويضحي ببطولتين، والتضحية ستكون من خلال إراحة لاعبين أساسين لا أكثر. ليست مستحيلة على الهلال ولكنها نوعا ما صعبة، والنصر عليه التركيز على مبارياته المتبقية على أمل تعثر الهلال، في المقابل وهو أيضا امر مهم هو ماذا سيصنع الاتحاد بعد عودته القوية امام النصر؟ لا أعلم ولكن اعتقد ان الاتحاد لعب بروح قوية فقط لان الغريم كان النصر ولأن النتيجة تحدد الصدارة، ولكن ليس من المتوقع ان يتعافى الاتحاد سريعا نظرا لنتيجة مباراة واحدة رغم أهميتها. جدة - د.طلال الحربي