أدى الفريق أول عبدالفتاح البرهان، أمس اليمين رئيساً للمجلس العسكري الانتقالي في السودان خلفاً لعوض بن عوف. وفي وقت سابق من اليوم أعلن الفريق أول ركن عوض محمد أحمد بن عوف تنحيه عن رئاسة المجلس العسكري الانتقالي في السودان، واختيار الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان عبدالرحمن رئيساً للمجلس العسكري الانتقالي خلفاً له. كما أعلن ابن عوف في بيانه، إعفاء الفريق أول ركن د. كمال عبدالمعروف من منصبه نائباً لرئيس المجلس العسكري الانتقالي. والفريق أول عبدالفتاح البرهان هو المفتّش العام للجيش. وأتت خطوة ابن عوف الذي كان وزير دفاع في ظل حكم البشير، غداة إطاحة الجيش بالرئيس البشير وتشكيل مجلس عسكري انتقالي برئاسته، في خطوة لم تلق ارتياحاً في صفوف المحتجين في شوارع الخرطوم الذين يطالبون بأن تكون الحكومة المقبلة مدنية. وقد أعلن المجلس الانتقالي والذي يدير شؤون البلاد قبل تنحي ابن عوف في وقت مبكر من يوم الجمعة أنه يتوقع أن تستمر الفترة الانتقالية التي أُعلن عنها الخميس عامين كحد أقصى لكنها قد تنتهي خلال فترة أقل بكثير إذا تمت إدارة الأمر دون فوضى. كما أعلن المجلس أنه لن يسلم البشير ليواجه اتهامات بالإبادة الجماعية أمام المحكمة الجنائية الدولية لكنه قال: إن البشير قد يمثل للمحاكمة في السودان. والإعلان عن أن الحكومة الجديدة ستكون مدنية جاء على لسان الفريق عمر زين العابدين رئيس اللجنة السياسية المكلفة من المجلس العسكري، ويهدف على ما يبدو إلى طمأنة المتظاهرين الذين نزلوا إلى الشوارع لرفض فرض حكم الجيش بعد الإطاحة بالبشير. لكن تجمع المهنيين السودانيين، المنظم الرئيس للاحتجاجات ضد البشير، رفض الاقتراح قائلاً: إن «الانقلابيين... ليسوا أهلاً لصنع التغيير». وتعهد زين العابدين بألا يتدخل المجلس العسكري في عمل الحكومة المدنية لكنه قال: إن المجلس سيحتفظ بوزارتي الدفاع والداخلية. وقال زين العابدين: إن المجلس العسكري لا يملك حلولاً لأزمة السودان، وإن الحلول تأتي من المحتجين. وأضاف: «نحن مع مطالب الناس اليوم... نحن غير طامعين في السلطة». وتابع: «لن نملي شيئاً على الناس ونريد خلق مناخ لإدارة الحوار بصورة سلمية، «سندير حواراً مع الكيانات السياسية لتهيئة مناخ الحوار». وقال المجلس العسكري: إن حزب المؤتمر الوطني الحاكم سابقاً غير مدعو للحوار؛ «لأنه مسؤول عما حدث». وتعهد بالعمل مع الحكومة الجديدة لحل مشكلات السودان الاقتصادية لكنه حذر المحتجين من أن الجيش لن يتهاون مع القلاقل. وقال زين العابدين: «الاحتجاج مكفول لكن ممنوع التعدي على حرية الآخرين، كل من يغلق طريقاً أو جسراً سنكون حاسمين جداً». عربة عسكرية لتأمين مقر وزارة الدفاع في الخرطوم (أ ف ب) البرهان مؤدياً اليمين رئيساً للعسكري الانتقالي (أ ف ب)