أعلن مساء أمس الجمعة رئيس المجلس العسكري الانتقالي وزير الدفاع السوداني ورئيس اللجنة الأمنية العليا، اللواء عوض ابن عوف عن تنحيه، وتعيين عبدالفتاح البرهان رئيسًا للمجلس العسكري الجديد. كما أعلن عن اعفاء رئيس هيئة الأركان كمال عبد المعروف عن منصبه نائبا لرئيس المجلس، مؤكدا «حرص القوات المسلحة على تماسك المنظومة الأمنية في البلاد». وكان الفريق عمر زين العابدين رئيس اللجنة السياسية المكلفة من المجلس العسكري قد قال في وقت سابق الجمعة إن المجلس سيعقد حوارًا مع الكيانات السياسية لتهيئة الأجواء من أجل حوار. وقال الفريق أول عمر زين العابدين إن الأزمة في البلاد كانت تتطلب حلولًا شاملة، والحلول تعتمد على مطالب المحتجين في الشارع، مشددًا: «لسنا طامعين في السلطة» ومؤكدًا أن الرئيس البشير تم التحفظ عليه، وأن القضاء سيحاكم كل المتورطين في قتل المتظاهرين. كما شدد على أن المجلس العسكري الانتقالي لن يسلم البشير للجنائية، كما لن يسلّم المجلس أي سوداني لجهات خارجية. المرحلة الانتقالية وأضاف: «مهمتنا الأساسية الحفاظ على أمن البلاد ولن نسمح بأي محاولة عبث»، مضيفًا: «مستعدون لتقصير المرحلة الانتقالية وفق الظروف الأمنية والسياسية»، مشددًا على أن المجلس سيحاكم «كل فاسد أيًا كان». ودعا زين العابدين إلى الحوار لتنظيم العمل السياسي. وقال إن «هدفنا حماية مطالب المحتجين ونحن جزء من مطالبهم»، مشيرًا إلى أن اللجنة الأمنية تضم قائدي الشرطة والأمن وقائد قوات الدعم السريع. وقال: «ندعم المحتجين لكن نحذر من التعدي على حرية الآخرين»، مؤكدًا أن المجلس يعتزم إجراء حوار مع المحتجين المعتصمين خارج وزارة الدفاع. وأضاف زين العابدين: «لم نأت بحلول ولكن نطلب الحلول من الشعب والقوى السياسية»، مشيرًا إلى أن المجلس العسكري سيبدأ اليوم حواره مع القوى السياسية، كما أن المجلس يدعو إلى الحوار والتوافق لتنظيم العمل السياسي، مؤكدًا أن المجلس لن يتدخل بالحكومة المدنية وتشكيلتها ولن يقصي أي حزب حتى حزب المؤتمر، إلا أنه أكد أنه لم تتم دعوة حزب المؤتمر الوطني لحوار القوى السياسية. وأضاف زين العابدين بأن «وزيرا الدفاع والداخلية سيكونان فقط من مؤسساتنا»، مضيفًا أن الإعلان عن أعضاء المجلس رهن التشاور. وقال إن المجلس العسكري لا يملك الحلول الفورية للوضع الاقتصادي «ولكن سنعمل على ذلك»، بحسب تعبيره، مضيفًا: «نحن أبناء «سوار الذهب.. وسنسلم السلطة لحكومة منتخبة». وأضاف زين العابدين: «ندير حوارًا لإخراج السودان من الأزمة.. نريد خلق مناخ لإدارة الحوار بصورة سليمة». تعطيل الدستور زين العابدين قال إنه إذا «طُلب منا رفع تعطيل الدستور سنفعل ذلك»، وأن إعلان حالة الطوارئ هي التي تسببت بتعطيل الدستور. وقال رئيس اللجنة السياسية إن المجلس سيبدأ اتصالاته الخارجية بلقاء سفراء كافة الدول، مشيرًا إلى أن المجلس سيتواصل خارجيًا لفك الحصار عن السودان. وشدد على أن مدير جهاز الأمن كان من قادة هذا التغيير، مؤكدًا أن قوات الدعم السريع قوى منضبطة، مضيفًا: «الشعب المتظاهر داعم لنا ونستجيب له». من هو عبدالفتاح البرهان جاء اسم عبدالفتاح البرهان ضمن القرارات الرئاسية التي أصدرها الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير في شهر فبراير 2019، وشملت تعيينات وتعديلات في رئاسة الأركان والجيش السوداني. ووقتها قام البشير بترقية البرهان من رتبة الفريق الركن إلى رتبة الفريق أول، وعينه مفتشًا عامًا للقوات المسلحة. وكان عبدالفتاح البرهان قد قام باعتقال البشير.