خسر الهلال المباراة التي جمعته بنظيره الاستقلال الإيراني في الجولة الثالثة من منافسات دور المجموعات لدوري أبطال آسيا بهدفين لهدف وحيد، في ليلة من سلسلة ليالي فقد فيها الفريق «الأزرق» هويته التي اعتاد أن يظهر بها في أصعب الظروف، وذلك في ظل التخبطات الفنية الذي يظهر بها الفريق مع الجهاز الفني الذي يقوده المدرب الكرواتي زوران ماميتش. وظهر الهلال في أغلب المباريات التي أشرف عليها زوران بشكل فني هزيل لا يمت للهلال بأي صلة، كون «الزعيم» اعتاد على أن يدخل كل لقاء بشخصية قوية وعينه على الانتصار مهما كانت الظروف التي يمر بها ولا ينافسه سوى نفسه إذا بات متعافيا، إلا أن هذه الأمور باتت تتلاشى شيئا فشيئا بعد أن أدار المدرب الكرواتي الدفة الفنية. ويبدو أن رئيس النادي محمد بن فيصل استعجل بإنهائه التعاقد مع البرتغالي خيسوس في شهر يناير الماضي بحجة أن المدرب لا يعمل تدويرا بين اللاعبين و»يكتب في غرف الملابس»، في مبررات غير منطقية في ظل أن الفريق يسير بشكل جيّد على جميع البطولات التي ينافس فيها، إذ أن المدرب أقيل والفريق متصدر للدوري بفارق ست نقاط ومتأهل إلى دور نصف نهائي البطولة العربية وربع نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، إضافة إلى أنه حقق بطولة السوبر السعودي في بداية الموسم من الاتحاد.الأمير محمد بن فيصل، الذي ترأس الهلال في فترة سابقة، كانت له وجهة نظر أخرى في المنافسة على لقب الدوري، إذ ظهر في أول تصريح له بعد تعيينه رئيسا للنادي خلفا للمقال سامي الجابر، بالتأكيد على أن الإثارة خارج الملعب أهم من تحقيق لقب الدوري، في تصريح غريب لا يتماشى مع أدبيات الهلال التي عُرفت عنه منذ الأزل، الذي لا يجيد الحديث والإثارة خارج الملعب إنما الحديث يكون مُنصبّاً داخل المستطيل الأخضر وعلى تحقيق الانتصارات والألقاب. مع تلك الأحداث المتسلسلة بدايةً من إقالة الرئيس سامي الجابر، الذي جهّز فريقا متكاملا من جميع النواحي ونجاحه في التعاقد مع مدرب يعتبر من أفضل عشرة مدربين في العالم لعام 2018م، وإبرام نخبة من الصفقات التي كان لها مردودا واضحا داخل الملعب، إلى أن بدأت الأوراق تتبعثر بعد تكليف الأمير محمد بن فيصل رئيسا للنادي، ومن ثم الاستعانة بالمدرب زوران، إذ عانا الهلال كثيرا على المستوى الفني وفقد صدارته للدوري لصالح غريمه التقليدي النصر. شكل الهلال في ظل تواجد الجهاز الفني والإداري الحالي أصبح لا يسر الجماهير الهلالية التي تُمنّي النفس برحيلهم نهاية الموسم على أقل تقدير، بعد أن تفاءلت بداية الموسم بفريق قوي لا يقهر، إلا أن هناك عوامل دخلت على الخط أفسدت كل طموحات الفريق وجماهيره.