انطلاق مهرجان الحنيذ الأول بمحايل عسير الجمعة القادم    «الأونروا» : النهب يفاقم مأساة غزة مع اقتراب شبح المجاعة    «طرد مشبوه» يثير الفزع في أحد أكبر مطارات بريطانيا    م. الرميح رئيساً لبلدية الخرج    شقيقة صالح كامل.. زوجة الوزير يماني في ذمة الله    فيتنامي أسلم «عن بُعد» وأصبح ضيفاً على المليك لأداء العمرة    «الزكاة والضريبة والجمارك» تُحبط 5 محاولات لتهريب أكثر من 313 ألف حبة كبتاجون في منفذ الحديثة    باص الحرفي يحط في جازان ويشعل ليالي الشتاء    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    الرعاية الصحية السعودية.. بُعد إنساني يتخطى الحدود    فريق صناع التميز التطوعي ٢٠٣٠ يشارك في جناح جمعية التوعية بأضرار المخدرات    المنتخب السعودي من دون لاعبو الهلال في بطولة الكونكاكاف    الذهب يتجه نحو أفضل أسبوع في عام مع تصاعد الصراع الروسي الأوكراني    الكشافة تعقد دراسة لمساعدي مفوضي تنمية المراحل    الملافظ سعد والسعادة كرم    استنهاض العزم والايجابية    المصارعة والسياسة: من الحلبة إلى المنابر    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    حلف الأطلسي: الصاروخ الروسي الجديد لن يغيّر مسار الحرب في أوكرانيا    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    «السقوط المفاجئ»    حقن التنحيف ضارة أم نافعة.. الجواب لدى الأطباء؟    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    «الأنسنة» في تطوير الرياض رؤية حضارية    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    إطلالة على الزمن القديم    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    صرخة طفلة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    فعل لا رد فعل    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    ترمب المنتصر الكبير    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بحائل يفعّل مبادرة "الموظف الصغير" احتفالاً بيوم الطفل العالمي    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    استضافة 25 معتمراً ماليزياً في المدينة.. وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة    «المسيار» والوجبات السريعة    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وعد ترمب.. ماذا بقي من السلام؟!

قال سعادة سفير فلسطين في المملكة الأستاذ باسم الأغا: «هناك من يقول إن إسرائيل أمر واقع.. أقول له: إن الأمر الواقع في عقل المتحدث!! وليس في عقل ابن القضية»، وخلال ندوة «الرياض» عن تداعيات قرار ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل استدعى السفير الأغا ملحمة التوحيد السعودية للملك المؤسس –طيب الله ثراه- قائلاً «هناك مثل واضح في عقل ابن القضية، وهو الملك عبدالعزيز آل سعود الذي جمع شتات هذه الأرض التي عانت من الحروب، ولكنه بالحلم والأمل والعمل استطعنا أن نرى هذه المملكة العربية السعودية منذ بداياتها إلى الآن، ونحن سنعيش ونموذجنا هو الملك عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه - وهناك كذلك نماذج كثيرة في هذا العالم.. ولا يخفى عليكم أن الفرنسيون احتلوا الجزائر «133» سنة ولم يكن أحد يستطيع أن يجرؤ ويقول: «إن الجزائر ليست فرنسية وإلا سيقتل فوراً.. ونذكر هنا ما قاله الجنرال ديغول عندما التقى غلاة الجنرالات الفرنسيين، وهذه القناعة ربما يكون رابين قد وصل إليها حيث يقول ديغول: «نحن دولة عظمى نستطيع أن نقتل وننسف وندمر ونسحق ونسجن وقد فعلنا كل ذلك.. ونحن دولة عظمى ونووية، ولكن لا حيلة لنا أمام شعب قرر أن يعيش على أرضه وامتلك إرادته، ويريد أن يعيش على أرضه بحرية وكرامة وأنا قررت أن أنسحب من الجزائر».. وقد حاول المعارضون له أن يقتلوه.. ورابين تم قتله لأنه يبدو قد وصل إلى هذه القناعة، وفهم أن هذا الشعب الفلسطيني يريد أن يعيش على أرضه ولا بد من وضع حد فاصل بيننا وبينهم!! وما دام هناك نتنياهو وحكومات يمينية فالسلام والاستقرار لن يتحقق، ونحن لن نفرط في أرضنا».
في البداية تقدم سعادة السفير الفلسطيني بالشكر لصحيفة «الرياض» على هذه المبادرة المتواصلة مع المبادرات السابقة تجاه قضية فلسطين قضية وشعباً، منوهاً بافتتاحية «الرياض» التي عبرت وفقاً للسفير عن موقف سعودي واضح وصريح وقوي بشأن القضية الفلسطينية وقضية الجولان وهو موقف اعتدنا إليه على الدوام من المملكة العربية السعودية.
وأضاف «لا شك ان صحيفة «الرياض» هي حاملة الهم الفلسطيني العربي لمواجهة كل محاولات التآمر على القضية الفلسطينية قضية وشعباً وفي نصرة كل من هو في حاجة إلى ذلك».
السفير الأغا: المملكة قلعة الحق الفلسطيني.. وملحمة التوحيد ملهمة للفلسطينيين
وتابع السفير الأغا: «حاول الشعب الفلسطيني اجتراح المستحيل عبر مراحل نضاله التحررية الطويلة بالرغم من جرح النكبة الغائر.. النكبة التي تركت آثارها العميقة في الروح الفلسطينية وبالرغم من كل محاولات سحق الشعب الفلسطيني وإنهاء القضية الفلسطينية إلا أن الشعب العربي الفلسطيني اجتاز الكثير من محطات العبور الصعبة».
واستطرد «هناك تصريح لجون فوستر دلاس في العام 1952م تقريباً وهو وزير خارجية أميركا في ذلك الزمن عندما سئل عن القضية الفلسطينية وقال بالنص: «مسكين الشعب الفلسطيني وقع تحت أقدام الفيلة الكبار يموتون والصغار ينسون».. وأقدام الفيلة هي الدول العظمى والكبرى في هذا العالم.. وأنا لي إضافة إلى ذلك وأقول: «إنه صحيح أن بعضنا قد مات، وصحيح أن بعضنا مازال حياً ولكن معظمنا لم يولد بعد».
جرح النكبة الغائر
وتحدث السفير الفلسطيني واصفا بدايات المأساة الفلسطينية حين كان السياح الأجانب يقولون لبعضهم: اسرع واستعجل لالتقاط صور مع اللاجئين الفلسطينيين قبل أن ينقرضوا.. هذا هو حال الشعب الفلسطيني في ذلك الزمن.. والشعب الفلسطيني استطاع أن يفرض هويته على الخارطة السياسية وحافظ على ثوابته الوطنية بصموده وصبره ومصابرته وتضحياته.. وبفعل المواقف المخلصة والدعم العربي القيم الذي أفشل كل محاولات دق الأسافين بينه وبين أمته العربية، يقف الشعب الفلسطيني في طليعة الشعوب والقوى المقاومة للإرهاب وليس أعتى وأكثر وحشية من إرهاب دولة الاحتلال المنظم.
وعد بلفور
ويضيف الأغا أن الحال الفلسطيني منذ وعد بلفور إلى وعد ترامب شابه العديد من المحاولات وهناك على الأقل ومن دون مبالغة مخططاً تآمرياً دولياً لإنهاء قضية فلسطين وكل ذلك فشل بالرغم من أن الشعب الفلسطيني دفع الثمن غالياً بمجازر وضغوط وبتهديد ووعيد ولكن هذا الفصل الأخير المتعلق بوعد ترامب شكل مفصلاً مهما في تاريخ القضية الفلسطينية.. وأن هذا الوعد وهذا الإعلان يحدد جغرافية وهوية الدولة اليهودية ويستكمل بناءها من منظور روايتها التاريخية محاولاً إضفاء الشرعية الدولية عليها من خلال الاعتراف ونقل السفارات إلى القدس عاصمة لإسرائيل اليهودية.. وتابع «إن وعد ترامب لم يستغرق وقتاً طويلاً لمباشرة تحقيقه وتجسيده سياسياً ودبلوماسياً حيث قامت الإدارة الأميركية في تاريخ 2018/5/15م في ذكرى قيام دولة إسرائيل ينقل سفارتها إلى القدس.. الذكرى السبعون التي تتزامن مع نكبة الشعب الفلسطيني في وضع عربي وإقليمي في غاية الضعف والتفكك وقوة الحضور السياسي والعسكري الأجنبي مماثل لذلك الذي كان سائدا عام 1948م».
مؤكداً أن مواقف الإدارات الأميركية المتعاقبة وسياساتها إزاء قضية القدس اتصفت دوما بالانسجام مع السياسات الإسرائيلية إلى حد كبير ومنحازة بوضوح إلى إسرائيل مع محاولات خجولة لإظهار شيء من بعض الموضوعية مع تفاوت بسيط بينهم وبين بعضهم البعض كرؤساء لغايات سياسية أخرى في بعض الأمور مشيراً إلى أنه يصعب العثور على فروقات جدية بين الرؤساء الأميركيين العشرة الجمهوريين والديموقراطيين الذين حكموا الولايات المتحدة منذ عام 1945م تجاه قضية فلسطين فقد ظلت إسرائيل تمثل حجر الزاوية في السياسة الأميركية في المنطقة، وبقى الانحياز إلى إسرائيل وتغطية احتلالها وممارساتها وصادق الكونغرس الأميركي في 26 أكتوبر 1995م على قانون يسمح بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل معطياً الحرية للرئيس بالتوقيع عليه وإقراره وقد أعطى القانون الرئيس الأميركي سلطة تأجيل التنفيذ لمدة 6 أشهر أخرى مع إحاطة الكونغرس بهذا التأجيل وهذا ما دأب عليه الرؤساء الأميركيون المتعاقبون منذ عام 1998م وعادة الرؤساء عندما يؤجلون يقولون لمصلحة الأمن القومي الأميركي يستدعي هذا التأجيل والتقدير للرئيس.
وذكر السفير الأغا أن الجانب الإسرائيلي ذهب في السنوات السابقة إلى هيكلة الطبيعة الديمغرافية للقدس من خلال سياسات التهويد والتي دعمها تيار اليمين عبر خطوات استباقية لإعلان إسرائيل تعتمد مخططاً كاملاً لتهويد القدس للاستيلاء على كامل المدينة من خلال إجراءات كثيرة.
وأشار الى أن ما تشهده خريطة المنطقة العربية من توترات على مختلف أبعادها المتداخلة والمتشابكة كان بمثابة نافذة لدى واشنطن لتمرير قضية القدس خصوصاً في حالة الضعف العربي غير المسبوق في ظل انشغال الأقليم بإعادة هيكلة الثوابت الداخلية للدول الوطنية بعد ما سمي بالربيع العربي.
الوسيط المنحاز
وحول تداعيات قرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل قال الدكتور إبراهيم النحاس عضو مجلس الشورى والكاتب والمحلل سياسي أن هناك تداعيات قوية على عملية السلام خصوصاً أن من المنطلقات التي بني عليها السلام أن يكون هناك عمل وفق الشرعية والقرارات الدولية.. وأن انتهاك مثل هذه القرارات الدولية لتصبح بعد ذلك قرارات أحادية من قبل دولة معينة خصوصاً أن أميركا هي الوسيط وهي الدولة التي
د. النحاس: فلسطين قضية شعوب لا دول.. والانحياز الأميركي يبدد فرص السلام
صادقت على هذه القرارات الدولية سوف تنهي عملية السلام وتنسفها تماماً وعلى أقل تقدير ستعيقها إعاقة كبيرة وليس من الممكن مستقبلاً أن تقبل بها جميع الأطراف ولن تقبل بها الشعوب.. وهذا يعيدنا إلى المربع الأول وأضاف د. النحاس «لعلكم تعلمون أن القضية الفلسطينية ليست قضية دول وإنما هي قضية شعوب كذلك هي قضية الأمة الإسلامية لذا فإن التداعيات ستكون سلبية وعلى شكل كبير جداً».
مؤكداً على أن الموقف السعودي كان واضحاً جداً في هذا الجانب، وأن الملك سلمان عندما انتقد هذا القرار ذكر أنه ستكون هناك نتائج سلبية على جهود السلام في المستقبل.. وبالتالي ستؤدي هذه القرارات لاضطرابات، وأن فلسطينيي 48 في الأراضي المحتلة حتما ستكون لهم ردة فعل سلبية لأن هذه القرارات ستعزلهم عن محيطهم الحقيقي داخل تلك الأراضي المحتلة.
وتابع «أما في الأراضي التي من المفترض أن تكون دولة فلسطينية فهي أقرب لأن تكون فيها انتفاضة جديدة وهنا سنقع في مشكلة جديدة من خلال تأليب الجانب الثوري من الشعب الفلسطيني على حساب الجانب المعتدل الذي كان يرى في المفاوضات طريقا إلى إقامة دولة وبالتالي ستؤدي هذه الاضطرابات لإضعاف السلطة الفلسطينية بجانبها منظمة فتح الجانب الذي يطالب بوجود مفاوضات سياسية على طاولات بخلاف الجانب الآخر الذي يريد استغلال الفرصة لنقل الأوضاع إلى مواجهات ميدانية وسيكون ضحية هذه الأحداث هو الشعب الفلسطيني ولعلكم تعلمون مدى إجرام الكيان الصهيوني في ممارسة واستخدام الآليات العسكرية وهناك تجار انتهازيون لمثل هذه القضية وتحديداً بعض الدول غير العربية لاستغلال هذه الأزمات لتحقيق أكبر قدر من المكاسب».
خطة أميركية قديمة
وحول سبل مواجهة هذا القرار الخطير وهل بالإمكان دفع الولايات المتحدة الأميركية للتراجع عنه قال الدكتور شاهر النهاري الكاتب والمحلل السياسي: إن سعادة السفير باسم الأغا كشخصية مسؤولة وقريب من أصحاب القرار في المملكة العربية السعودية مطلع على دور المملكة الواضح والصريح حيال ما يحدث في فلسطين سواء عند بدايات الأزمة عام 1948م أو عند تطوراتها أو ما فعله جميع ملوك المملكة حتى هذا اليوم، وقد كان موقف الملك سلمان بن عبدالعزيز في قمة القدس حيث أشعرنا أن هذه القضية ليست قضية الفلسطينيين وحدهم وإنما هي قضيتنا الدامية التي لا نستطيع أن نعبّر عن كل ما يحدث فيها.
د. النهاري: التوحد العربي والفلسطيني شرط لمواجهة خطط تصفية قضيتنا الأولى
وتابع د. النهاري «في الحقيقة رأينا جميعاً ما قام به ترمب حيث سمعناه يتحدث عن القدس في بداية الأمر وللأسف الشديد بعض الدول الطفيلية تحاول أن تمرر كلامه وأن تجعل منه حقيقة وتقتضيه فيما يفعله في هذا العمل.. كذلك رأينا في الأمس القريب ما فعله بشأن مرتفعات الجولان وتوقيعه على السيادة الإسرائيلية عليها.. ولا يجب أن نأخذ ما فعله بأنه أمر سطحي ونقف أمامه مندهشين بل يجب أن نعرف ماذا يحدث.. إذ إن هناك خطة أميركية قديمة متجددة وتتجدد مع الرؤساء الذين يأتون إلى كرسي الرئاسة الأميركية ومهما اختلفت صور حكمهم واختلفت رؤاهم إلا إنهم ينفذون الخطة الرئيسية التي يسيرون عليها منذ 1948م إلى يومنا هذا!!.
القدس ليست للبيع
وعن جوهرية القدس في القضسة الفلسطينية يقول السفير الأغا: «عندما أعلن ترمب أن القدس عاصمة لدولة الاحتلال إسرائيل ألقى الرئيس محمود عباس خطاباً بأن إعلان ترمب لن يعطي الشرعية لإسرائيل في القدس الشرقية كون القدس مدينة فلسطينية عربية مسيحية إسلامية عاصمة لدولة فلسطين الإبدية كما أن قرار أميريكا بشأن القدس يشكل تقويضاً متعمداً لكل جهود السلام.. وقع الرئيس على 22 اتفاقية مع منظمة دولية وكان الأميركيون يقولون لنا لا توقعوا بل أجلوا التوقيع عليها إلى أن تصلوا إلى حل إلا أن الدبلوماسية الفلسطينية تابعت حراكها وهناك تقدم في تعزيز شخصية دولة فلسطيني وصولاً لانتخاب فلسطين رئيساً لمجموعة ال 77 + الصين لعام 2019م».
وحذّر السفير باسم الأغا من أن قرار ترمب حول القدس يصب في مصلحة الجماعات المتطرفة.. كما أعلن الرئيس محمود عباس في عدة مناسبات من هو الذي يستطيع أن يتنازل عن القدس وعن حق اللاجئين في العودة، مشدداً على أنه لم ولن يولد الفلسطيني العربي والمسلم والمسيحي الذي سيوقع التنازل عن القدس وحق اللاجئين في العودة.. وأعلن كذلك أن القدس ليست للبيع وحق اللاجئين في العودة ليس للمساومة».
تلغيم السلام
وتابع السفير الأغا «أيضاً مواقف الدول العربية هي مواقف إيجابية وكلمات القادة العرب والجامعة العربية ومنظمة التعاون إوالبرلمان العربي والهيئات الإسلامية والمسيحية ومفوضية الاتحاد الأفريقي في قمة القدس أكد الجميع أن قضية فلسطين كانت ومازالت مستمرة قضية العرب الكبرى وأيضاً أكدوا أن إعلان ترامب ليس قانونيا.
وأضاف «كذلك أؤكد لكم أن الموقف الأوروبي منسجم مع الموقف العربي وأن قيام دولة الاحتلال في 1948/5/15م مبني على شرط قبولها قرار الجمعية العامة الذي نص صراحة على أن للقدس مركزاً قانونياً خاصاً.. حيث هناك حوالي 722 قراراً للجمعية العامة للأمم المتحدة منذ عام 1947م كذلك هناك 86 قراراً من مجلس الأمن بشأن القضية الفلسطينية ونحن نريد تنفيذ قرار واحد فقط.. وللأسف إلى الآن لم يتق تنفيذ قرار واحد أبداً وأنه بإعلان ترمب تحولت القدس مدينة السلام إلى قنبلة موقوتة وهي قنبلة دينية مذهبية ووضعها خارج مفاوضات سلام حقيقية يدفع الشعب الفسطيني إلى فقدان الأمل في حل الدولتين ولا مجال لدولة فلسطينية دون القدس فهي أساس حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والعربي الإسرائيلي وهو ما يؤدي إلى طرح سؤال المصير حول جدوى ما يسمى بصفقة القرن المزعومة الذي سيطلقها الرئيس الأميركي لحل نهائي بشكل نهائي حسب ادعائهم».
واعتبر السفير الأغا إن قرار القدس يطرح تحديات بالغة أمام الفلسطينيين والأشقاء العرب وأن الإدارات الأميركية في إدارة الرئيس ترامب تعتمد على الضغوط في سبيل تمرير صفقاتها وهو ما يعني فعلياً أن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل البداية وليست النهاية بالنسبة لحق العودة للاجئين والاستيطان إلى ما هو أبعد وأخطر.. مشدداً على أن الصمود والصبر وحالة التحدي والتمسك بالسلام والشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية كاستراتيجية.. والثوابت الوطنية والوحدة الوطنية الفلسطينية والوحدة الوطنية الصلبة هي السبيل الوحيد لمواجهة هذه الإدارات وإفشال مخططاتها.
ماذا بوسع العرب فعله؟
يجيب الدكتور شاهر «هذا سؤال يحتاج إلى وقت طويل وتفكير عميق حتى نستطيع الإجابة عليه، وأرى أن البدايات تبدأ من إصلاح ذات البين، فإذا كان الفلسطينيون بذاتهم منقسمين إلى قسمين مختلفين فنحن نشعر أن هناك عجزاً في المضي قدماً طالما أن أهل القضية يعطوننا شعوراً أنهم ليسوا مع بعض.. الأمر الآخر أن العالم العربي في الوقت الحالي يعاني من عدة مشكلات.. حيث أصبح الشرق الأوسط يعاني من الإرهاب وتم إدخال الإرهاب من أجل زعزعة ثقة الدول في بعضها البعض حتى تصبح متقبلة لبعض ما يحدث من السياسات الخارجية.. وأعتقد أن جزءاً من الدول العربية مازال يحاول ولكن الكثير منها فشلت، وللأسف أن بعض الدول العربية أصبحت مع الجهة الأخرى وليست مع القضية الفلسطينية.. وأن جمع الدول العربية هي خطوة ثانية بعد جمع الكلمة الفلسطينية، وبعد ذلك أتوقع أن تستمر عملية المطالبة والوقوف أمام ترمب ويجب ألا نستخف بأفعاله، وأن ما يفعله ويقوم بالتوقيع عليه في نهاية المطاف سيجر دولاً أخرى لتقوم بنفس الفعل» وطالب د. النهاري بدور أكبر لروسيا في عملية السلام باعتبارها دولة عظمى وقطب آخر في هذا العالم، كما أكد أن أدوار الصين، والاتحاد الأوروبي يجب أن تكون أقوى، مضيفاً «أرى أن ما يمكن فعله هو وضع خطة دبلوماسية سياسية تبدأ من غزة وتنتهي إلى الولايات المتحدة الأميركية، أما كيف سيتم ذلك فأعتقد أن هناك عقبات كثيرة لأننا سنجد بعض الدول التي لن تسمح لهذا الشيء أن يحدث، حيث ستحاول أن تدخل من المداخل الخلفية، وستحاول كذلك إفساد ما يحصل»
انقلاب لا انقسام
ردًا على قضية الانقسام الفلسطيني التي طرحها د. شاهر علق السفير باسم الأغا بقوله: «لدي توضيح مختصر عن المشكلة الفلسطينية وتحديداً ما يسمى بالمصالحة الفلسطينية، حيث أرى أن الإعلام الغربي وضع صياغة انطلت على كثير من الناس وأن المشكلة بين فتح وحماس.. بينما الأمر عملياً المشكلة ليست بين فتح وحماس بل هناك من انقلب على الشرعية بانقلاب دموي، وقد سئلت قبل ذلك في قناة تلفزيونية وأجبت كالتالي: فإذا عاد الحوثيون إلى حضن الشرعية اليمنية فحماس ستعود إلى حضن الشرعية الفلسطينية، والعكس، فإذا عادت حركة حماس إلى حضن الشرعية الفلسطينية فالحوثيون سيعودون إلى حضن الشرعية اليمنية!! وسئلت كذلك لماذا؟ فقلت: لأن المعلم واحد!!»
وأضاف السفير الفلسطيني «يجب التعاطي إعلامياً أن هناك انقلاباً على الشرعية، واللعب في الساحة الفلسطينية ليس جديداً، فالعراقيون صنعوا أبو نضال، وسورية صنعت أبو موسى، وخالد العملة، وإسرائيل صنعت روابط القرى.. وعلى العموم نؤكد أن الأبواب حتى الآن مفتوحة على مصراعيها في السلطة الفلسطينية لعودة حماس إلى حضن الشرعية، أما فيما يتعلق بالموقف العربي فإن الموقف الذي خرجت به قمة الظهران هو موقف مشرف بالنسبة لنا، وسيكون الموقف موحداً بإذن الله في شأن القضية الفلسطينية، وموضوع القدس وقضية الجولان، لأن الجولان هي أرض عربية قبل أن تكون سورية.. حيث إن أي ذرة تراب على امتداد وطننا العربي هي أرض عربية قبل أن تسمى باسم هذه الدولة أو تلك».
مخطط طويل لإنهاء الدولة الفلسطينية
يتابع السفير الأغا مؤكداً أن الوهن العربي ينعكس على الأوضاع العربية الكلية، وإلا ما الذي جعل الرئيس ترمب يتجرأ ويتخذ مثل هذه القرارات.. مشدداً على أنه في العالم العربي يبرز الدور المؤثر لبلدين هما المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، وتابع «الحملة على المملكة هي حملة شرسة وعنيفة.. وهذه الحملة تقصد مفاصل هذه المملكة الفتية.. لكي يستطيعون أيضاً أن يمرروا قرارات أخرى قادمة.. وأنهم كما مرروا قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ومروراً قرار ضم الجولان للسيادة الإسرائيلية فإنهم ربما يمررون سيادة إسرائيل على الضفة الغربية.. ماذا يعني ذلك؟ يعني ذلك أنه لم يتبق شيء للفلسطينيين سوى إمارة غزة ولعلكم تشاهدون تجاوب حركة حماس مع الإسرائيليين والأميركيين في هذا الموضوع وهو مشروع له حوالي 15 سنة «مشروع الجنرال غيولا آيلاند» مكون من قطاع غزة و750 كيلومتراً مربعاً من سيناء، وتعطي مصر جزءاً من النقب كتعويض وفتح ممر للصلاة في القدس ثم الخروج منها.. وممر آخر إلى الأردن وهذا هو الوطن الذي سيعطيه للفلسطينيين المجتمع الدولي..!! أما كوشنر وغيره سيعطوننا العديد من الوعود المتعلقة بالمليارات التي ستأتي إلى الفلسطينيين حتى يعيشوا في بحبوحة وسعادة»..
ويستطرد سفير فلسطين في المملكة «جوابي على هذا الكلام هو أننا أشخاص نقبل أن نعيش فقراء ولكن بحرية وكرامة على أرضنا وعليهم أن يحتفظوا بملياراتهم لأولادهم.. إن مشروع الجنرال آيلاند قد يتم فرضه ويتم كذلك توجيه اللاجئين إلى السكن في هذا المشروع المقترح ونقل عرب 48 إلى سيناء.. وبالتالي ننسى حق اللاجئين في العودة، وننسى القدس وننسى وطننا الذي يسمى فلسطين. هذا جانب، والجانب الآخر إذا فرض ذلك الأمر وتم تمرير جيل أو جيلين من الفلسطينيين فإن جيل الشباب سيشعرون أن المجتمع الدولي أعطاهم هذا الوطن.. وإسرائيل والأميركان سيعمدون على ضخ الأسلحة والأموال لهذا الجيل، ويضخون كذلك الأموال والأسلحة إلى مصر بالتالي تشتعل الحرب بين الطرفين لأن ليس هناك مصري يرضى أن يستقطع ذرة من ترابه.. إذن كلنا نعرف الإغواء وبالتالي تستمر الاشتباكات مثلما حدث في السودان وجنوب السودان حيث دارت حرب أكثر من 50 عاماً وظن الجنوبيون أن أنابيب النفط ستضخ في جيوبهم دولارات!! وأخيراً اكتشفوا أنهم وقعوا فريسة لخدعة كبيرة أدت إلى دمار آخر وسالت الدماء فيما بينهم وضاع منهم كل شيء بل حطموا السودان.. هذا السيناريو سيحدث لنا مستقبلاً!! لهذا فإن ما يقرره الرئيس ترمب ليست قدراً، فالجولان والقدس ستبقيان عربيتين مهما اتخذوا من قرارات.. ولكن هؤلاء مشكلتهم ليست مع الأنظمة وإنما مشكلتهم مع الشعب.. ستظل قضية فلسطين متجذرة في وجدان كل عربي ومسلم»
وتابع السفير الأغا «هناك موضوع آخر يعملون على تأجيجه هو التطرف والمزايدة في قضية فلسطين من أجل أن يتم إشعال المنطقة من جديد وضرب عقل الاعتدال.. وضرب عقل السلام لأن عقل السلام هو الذي يوصل الفلسطيني إلى وطنه وهذا هو المخطط الذي يعملون على تفعيله والمتمثل في مشروع الجنرال إيلان، وهناك من يعمل على تحقيق بسط السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية».
لا أحد سيوقع الصفقة
وحول مبادرة السلام العربية التي أعلنتها المملكة عام 2002، وماذا يمكن أن يتم لتفعيلها مرة أخرى رداً على المبادرة الأميركية المرتقبة، يجيب الدكتور شاهر «تعقيباً على موضوع صفقة القرن فأرى أنه ليس هناك «دخان من غير نار» فهذه الصفقة موجودة في عقول معينة وفي دستور معين، وما يحدث الآن عن صفقة القرن فإن أي صفقة في العالم لها 4 شروط:
الطرف الأول: الإسرائيليون
الطرف الثاني: هذه هي المشكلة الأساسية فمن الذي يستطيع أن يقف أمام الإسرائيليين ليكون الطرف الذي يوقع لهم على ذلك..
الوسيط: كلنا نعلم أن الولايات المتحدة الأميركية وأعوانها هم الوسطاء لمثل هذه الصفقة..
الثمن: أي صفقة تحتاج إلى ثمن.. من الذي يعطي الثمن، وما هو الثمن.. هل سيعطيهم أرضاً بدل أرض.. هل سيعطيهم سلاماً فنحن لا نعرف ثمن هذه الصفقة..
نعود إلى الطرف الثاني وهي المشكلة.. لهذا فإن الطرف الفلسطيني لا يمكن أن يقف ويوقع على هذه الصفقة ولا يمكن أن يرضى بها.. إذن أكاد أجزم أن لا السعودية ولا جمهورية مصر العربية يحتضن مثل هذه الصفقة.. إذن هناك محاولات دبلوماسية سياسية تتم في عدة أماكن للضغط على بعض الجهات أن يكون هناك تطبيع، وفي ذات الوقت أن يختلق طرف ثانٍ آخر ليس له علاقة بالطرف الحقيقي الفلسطيني.. والشعب الفلسطيني لن يكون هو الجهة الموقعة على هذه الصفقة» وحول مبادرة السلام العربية الذي طرحه الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - يقول د. النهاري «هي مبادرة قائمة على خطة كاملة، مرضية لعدة جهات، ولو استطاع الفلسطينيون والعرب العمل عليها من جديد، وإحياؤها أعتقد أنها ستكون بديلاً جيداً لما يحدث هذه الأيام من تردٍ، ونرجو أن يقوم أحدهم بإحيائها، وأعتقد أن ظروف المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مهيئة لأن تقوم بإعادة هذه المبادرة»
من جانبه اعتبر سعادة السفير الفلسطيني أن مبادرة السلام العربية تعد رؤية استراتيجية بالنسبة للجانب الفلسطيني مع الشرعية الدولية ونعمل على التمسك بها، مضيفاً» بذلت محاولات كثيرة أن تقبل إسرائيل بمبادرة السلام العربية وليس من الألف إلى الياء بل من الياء إلى الألف بأن نبدأ بالتطبيع ثم تتم مناقشة بقية القضايا.. وكان إصرار المملكة العربية السعودية ومازال وسيستمر أن الحقوق الفلسطينية أولاً، وأن ما تحدث به سمو ولي العهد محمد بن سلمان في لقاء مع عدد كبير من الأجانب حيث سئل عن مبادرة السلام العربية وقال: هي من الألف إلى الياء وليس من الياء إلى الألف».
عندما قال الملك: أنا سفير فلسطين في السعودية
روى سفير دولة فلسطين في المملكة الأستاذ باسم الاغا هذه الواقعة «اسمحوا لي أن أذكر لكم حكاية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وهي حكاية محببة إلى قلبي وأحب أن أذكرها دائما عندما كان أميرا لمنطقة الرياض، وكانت أحداثها في الجزائر عندما تم افتتاح السفارة السعودية فيها حيث ذهب المهنئون إلى السفارة وكان في استقبالهم الملك سلمان -حفظه الله- عندما كان أميرا لمنطقة الرياض وكان كل سفير يتقدم ويقدم نفسه ودولته إلى أن جاء دور سفير دولة فلسطين وقدم نفسه قائلا: «أنا سفير فلسطين في الجزائر» وأجابه الأمير سلمان «أنا الأمير سلمان سفير فلسطين في المملكة العربية السعودية».
"نحن معكم فيما ترتضون لأنفسكم، ولم ولن نفرض أو نسعى في يوم من الأيام إلى أن يفرض على الشعب الفلسطيني وقيادته أي شروط أو رغبات أو أوامر، ونحن نأبى ذلك على أنفسنا، وعلى الشعب الفلسطيني فنحن معكم في السراء والضراء وفي الحرب والمقاومة والسلم".
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في كلمة تاريخية بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لانطلاقة الثورة الفلسطينية يوم 23 من جمادى الأولى 1409ه
كذلك موقف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الذي قال: «إنني على قناعة أنه لا سلام في المنطقة من دون حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية ومن دون دولة فلسطينية عاصمتها القدس وحسب الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية لكي يكون السلام في المنطقة».
يهود يعترفون: لا أساس لنا في فلسطين
حول الحق التاريخي الأصيل للفلسطينيين في أرضهم قال سعادة السفير الفلسطيني «أيا كانت المبررات للرئيس الأميركي فإن أخطر ما في ذلك الإعلان أنه يمثل انحيازا للرواية والاسطورة الاسرائيلية ضاربا عرض الحائط بالحقوق الطبيعية والتاريخية للشعب الفلسطيني منكرا بذلك حق الشعب الفلسطيني في أرضه وأسس بقائه رغم أن كتب التاريخ والآثار تثبت بالأدلة والبراهين أن العرب هم أول من حكم القدس وأن اليبوسيين حكموا القدس قبل مولد أجداد اليهود بثلاثة آلاف سنة.. وهناك عدة أساتذة يهود إسرائيليين لهم كتابات في ذلك قالوا: لا أساس لنا هنا وقالوا: ليس صحيحا أن الهيكل هنا.. وحاولوا ثم حاولوا ولكن هناك إصرار على موضوع الهيكل.. الموقف الفلسطيني قبل إعلان الرئيس ترمب كان محذرا.. عندما اتصل الرئيس ترمب بالملك سلمان -حفظه الله- وبالرئيس عباس وبالرئيس السيسي والملك عبدالله الثاني ملك الأردن وكل له تحذيراته قبل الإعلان من هذه الخطوة الخطيرة.
صفقة القرن.. للإسرائيليين
حول المبادرة الأميركية عن السلام وما اصطلح عليها بمبادرة القرن.. يقول الدكتور إبراهيم النحاس «في الحقيقة ليس هناك مصطلح رسمي إلى الآن يسمى بصفقة القرن لا في الولايات المتحدة الأميركية ولا في المجتمع الدولي، وجميع الإعلانات الأميركية لم تتضمن هذا المصطلح.. وهذا المصطلح «صفقة القرن» تم ترديده في الإعلام العربي فقط..
ومهما كانت التبريرات فإن هذا المصطلح يهدف إلى إلغاء جميع مبادرات السلام السابقة التي تم الاتفاق عليه سواء المبادرات الدولية أو المبادرات الثنائية سواء من مدريد أو من أوسلو وما تم بعدهما»، ويضيف د. النحاس «وما نراه الآن من ترمب وما يتخذه من قرارات يبدو أنه يعمل على فرض الأمر الواقع ونخشى أن تمتد هذه القرارات إلى الضفة الغربية بشكل مباشر؛ وهذه ستكون هي منفعة القرن للإسرائيليين وليس للأميركان فقط!!، أما بالنسبة للدول العربية فهناك جانبان مهمان في مثل هذا الجانب، وهذا التعامل فالمواقف الرسمية يجب أن تكون سياسية مثل المفاوضات والمطالبة بالحل السلمي، وهنا نجد أن أبواب الأمم المتحدة مفتوحة والدول العربية تطالب بالجمعية العامة للأمم المتحدة نتيجة لانتفاء الفيتو، وسيحصل تصويت كبير ضد هذا القرار، وهذا الموقف سيكون موقفاً تاريخياً، والجانب الآخر هو ما ذكرته سلفاً وهو ما يتعلق بالجوانب الشعبية.. وعلى سبيل المثال مصر التي لديها اتفاقية كام ديفيد التي تزيد عمرها على 40 عاماً، ولكن لا يستطيع أي إسرائيلي أن يعلن عن نفسه في الشوارع المصرية أو الشوارع العربية حيث لا يوجد قبول شعبي لهم».
فلسطين قضية داخلية للمملكة
قال السفير الاغا إن المملكة هي قلعة فلسطين والعرب والمسلمين وموقفها موقف صلب شامخ وحامية للقدس وللحقوق الفلسطينية، إذ أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للرئيس الأميركي أن أي إعلان بشأن وضع القدس يسبق الوصول إلى تسوية نهائية سيضر بمفاوضات السلام ويزيد التوتر في المنطقة، موضحا أن سياسة المملكة كانت وما زالت داعمة للشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية، وأشار الاغا إلى أن ذلك جاء ذلك في الاتصال الهاتفي الذي تلقاه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان من الرئيس ترمب يوم الثلاثاء الموافق 2018/6/5م بعد الإعلان المشؤوم شؤم وعد بلفور.. متابعاً «لا شك أن المملكة العربية السعودية تعد القضية الفلسطينية قضية داخلية وخارجية وفي صلب السياسة السعودية إذ أعلن الديوان الملكي بياناً يؤكد فيه عروبة القدس وبطلان إعلان الرئيس ترامب المخالف للشرعية الدولية وللقانون الدولي ولكل القرارات الدولية وماذا يعني أن يصدر بيان من الديوان الملكي؟ وكلنا يعلم أن البيانات التي تصدر عن الديوان الملكي السعودي تصدر للشأن الداخلي وأن يصدر بيان بشأن القدس ذلك يعني أن فلسطين وعاصمتها القدس في صلب السياسة السعودية وشأن داخلي أيضا، ثم بيان وزارة الخارجية وبيان مجلس الوزراء السعودي، ثم توج بالموقف السياسي عندما أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- في قمة الظهران قمة القادة العرب، قمة القدس رداً على إعلان ترمب أن القدس واللاجئين لم يعودوا على الطاولة.. حيث أكد الملك سلمان -حفظه الله- قائلا: ليعلم القاصي والداني أن فلسطين وشعبها في وجدان العرب والمسلمين وأن القضية الفلسطينية هي قضيتنا الأولى وستظل كذلك حتى حصول الشعب الفلسطيني على كل حقوقه المشروعة وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف».
وأضاف «الكلمة القوية للملك سلمان رداً على ترمب كانت بلسماً لجراحنا وبلسماً للذي نحن فيه.. حيث أكد الملك سلمان أن القدس واللاجئين على الطاولة وأعلن أن القمة قمة القدس وتبرع بمبلغ 150 مليون دولار للأوقاف الإسلامية بالقدس و50 مليون دولار للأونوروا».
وشدد السفير الفلسطيني على استمرار المملكة في سياستها الثابتة تجاه القضية الفلسطينية وعاصمتها القدس في المحافل الدولية دعماً لفلسطين، وما يؤكده دائماً الملك سلمان للسيد الرئيس محمود عباس «كنا ومازلنا وسنستمر معكم ونقبل ما تقبلون ونرفض ما ترفضون وهذا موقفنا منذ عهد الملك عبد العزيز وحتى يومنا هذا وسيستمر».
أميركا خرجت من السلام
اعتبر سعادة سفير فلسطين في المملكة الأستاذ باسم الأغا أن إعلان الرئيس ترامب في 2017/12/6م والذي اعترف فيه بالقدس عاصمة لإسرائيل وبدء نقل السفارة إلى مدينة القدس شكل تغييراً حاسماً في السياسة الأميركية والمعلنة في قضية الصراع العربي الإسرائيلي.. متوقعاً تداعيات على مستقبل عملية السلام وخصوصاً أن إدارة ترامب تدعي العمل على حل دائم للصراع من خلال ما يتم ترويجه حول صفقة القرن حيث أوهموا الجميع أن الصفقة قادمة والحل قادم.
وأضاف «في حقيقة الأمر إن هذا الإعلان انتهاك صارخ لكل القوانين والشرعية الدولية وتحد لإرادة المجتمع الدولي بما في ذلك الموقف العربي ومبادرة السلام العربية.. هذا إنحياز مطلق للرواية والأسطورة الإسرائيلية باعتبار القدس العاصمة التاريخية للشعب اليهودي ولم تكن يوماً عاصمة لسواه منكراً بذلك الرواية والحق التاريخي بل وجود الشعب الفلسطيني كما يأتي بخلفية أيديولوجية عقائدية للرئيس ترامب بوصفه إنجيلي وضمن القصائد والأساطير الإنجيلية إلى جانب ذلك فهو يؤسس لمقاربة جديدة لعملية السلام المزعومة (صفقة القرن) وإخراج القدس من الحل واللاجئين من موضوع التفاوض وهذا حسم سبق.. إذن ماذا بقي عن القضية الفلسطينية؟ القدس خرجت واللاجئون خرجوا!»
وقال السفير الفلسطيني: إن الرئيس ترامب لا ينكر الحقوق الفلسطينية فحسب بل ويصادر حقوق الشعب الفلسطيني ووجوده بصورة مباشرة عبر الانحياز إلى إسرائيل «ويمكن رؤية ذلك في قرارات وخطوات أميركية مستمرة في استبعاد وتقويض حل الدولتين والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ودعم الاستيطان واعتباره قانونية وفرض عقوبات مالية ضد دولة فلسطين وإغلاق مكتب منظمة التحرير واعتبارها إرهابية ووقف التمويل للأنوروا وتصفية قضية اللاجئين ووقف تمويل مستشفيات القدس.. وبالمناسبة فإن مبلغ ال 10 ملايين دولار التي كانت تدفع لمستشفيات القدس كانت تدفع لعلاج مرضى السرطان إضافة إلى الضغوط والتهديد والوعيد على الدول لتفكيك الكتلة التصويتية بالأمم المتحدة تحت طائلة وقف المساعدات.. وكذلك الانسحاب من المنظمات الدولية بذريعة دخول فلسطين إليها مثل اليونسكو ومجلس حقوق الإنسان ومحكمة الجنايات الدولية وأخيراً إلغاء القنصلية الأميركية في القدس ودمجها في السفارة الأميركية.. في حين أن القنصلية الأميركية في القدس افتتحت عام 1844م.
حضور «الرياض»
المشاركون في الندوة
د. إبراهيم النحاس عضو مجلس الشورى ومحلل سياسي
د. شاهر النهاري كاتب ومحلل سياسي
باسم الأغا سفير دولة فلسطين في المملكة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.