لم يخطىء الكثير من متابعي دورينا خصوصاً المحللين الفنيين وحتى الجماهير عندما اتفقوا الخمسة أعوام الماضية بأن التعاون أو "السُكري" كما يحلو لعُشاقه بات من الفرق المميزة واللافتة والأكثر امتاعاً وتألقاً في دورينا، وحتى في مسابقاتنا المحلية، وحتى عُشاقه الذين يصنفون فريقهم من كبار الفرق السعودية ولا يختلف معهم من يعرف لغة الأرقام ويدرك جيداً الأمور الفنية عطفاً على ما يقدمه لنا ذلك الفريق الشرس داخل أرض الملعب. التعاون انطلق منذ أعوام في رتم فني تصاعدي لافت، إذ ظهر لنا نداً قوياً أمام أقوى الفرق بدورينا التي تفوق ميزانياتها ميزانية التعاون خمسة أضعاف، ليعكس لنا أن الفكر قبل المال والكيف لا الكم، إذ صنع رجالاته لنا فريقاً مثيرا ينافس بقوة ولا يرضى إلا بالانتصارات وتحقيق الارقام المميزة فها هو ينافس على المراكز المتقدمة ويصارع عليها ومهاجماه الاجنبي لياندر تاوامبا والمحلي ربيع سفياني في قائمة الهدافين وحتى مدربه نال جائزة أفضل المدربين التي تعقب الجولات مرات عدة. "السُكري" ينافس على تحقيق مركز متقدم يكفل له اللعب مرة ثانية في دوري أبطال آسيا على اعتبار انه سبق وان لعب بها وكان أول ممثل من منطقة القصيم، وها هو يتأهل لنصف نهائي البطولة الأغلى مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين، فضلاً عن إنجازات الفئات السنية، وبلا شك ذلك لا يعكس سوى أن هناك عقليات فذة تُدير ذلك الكيان الذي بات يتغنى به البعيد قبل القريب لما يزفه لنا داخل المستطيل الأخضر ويترجمه نجومه بأداء شيق وممتع. يعود ذلك بفضل من الله ثم حرص مسيريه الذين دوماً يرسمونها قبل نهاية كل موسم تأهباً للعام الذي يليه والشواهد كثيرة، اذ في كثير من المواسم يعلن التعاون قبل نهاية اي موسم برنامجه الذي سيسير عليه الموسم المقبل فضلاً عن سرعة ابرامه لعقود التجديد للاعبيه المميزين سعياً للمحافظة عليهم من المزايدات وبحثاً عن خلق الإستقرار الذي يفرز بيئة جاذبه فيما بين اللاعبين الذي أعدت لهم الإدارة ملتقى إسبوعي يتكفل به كل مرة لاعب يخلق من خلاله أجواء الأخوة والمحبة وصفاء النفوس وهو ما يتميز به التعاون عن غيره، وبعض مؤشرات نجاحه أن كثير من اللاعبين المغمورين عندما يمثلون التعاون يبرزون ويصبحون نجوماً مبدعين. التعاون إذا ما استمر على هذا النهج الذي يسير عليه الأعوام الماضية ويتصاعد كل عام فحتماً سيتوج فريقه بذهب الدوري خلال الأعوام القليلة المقبلة؛ فالعمل بمنهجيه حليفهُ دوماً النجاح بعد توفيق الله.