بعد إعلان شركة أرامكو الاستحواذ على 70 في المائة في الشركة السعودية للصناعات الأساسية سابك رابع أكبر منتج للبتروكيماويات في العالم من صندوق الاستثمارات العامة بقيمة 69.1 مليار دولار في واحدة من أكبر الصفقات في صناعة الكيماويات العالمية. حققت أرامكو أرباحا قبل الفائدة والضرائب والإهلاكات بلغت 224 مليار دولار في 2018، ومقارنة فإن أبل التي كانت أكبر الشركات الرابحة في العالم في 2017 بحسب فوربس حققت أرباحا قبل الفائدة والضرائب والإهلاكات بلغت 81.8 مليار دولار. كما أعلنت أرامكو أرباحا في 2018 بقيمة 111.1 مليار دولار أي أعلى من الأرباح الصافية لأكبر خمس شركات نفط عالمية وحققت 355.9 مليار دولار كعائدات، وتلك الشركات النفطية الخمس هي أكسون موبيل، شيفرون، الأمريكيتان، وبريتش بيتروليوم البريطانية، وتوتال الفرنسية، ورويال داتش شيل البريطانية – الهولندية التي أعلنت معا صافي أرباح بقيمة 80 مليار دولار، مما جعل أرامكو تحصل على تصنيف AA+ وهو التصنيف الأعلى، وكذلك تمثل أرباح شركة أرامكو أربعة أضعاف الشركات السعودية المدرجة في 2018. استحواذ أرامكو على 70 في المائة من سابك سيؤدي إلى تقوية القطاع التجاري للشركة، وستحدث تحولا شاملا في القطاع عالميا، وتؤمن أسواقا جديدة لخام أرامكو الذي يشكل له قطاع الكيماويات محورا أساسيا، أي استحواذ شركة أرامكو سيحدث نقلة نوعية وكمية وسيؤسس لشركة وطنية عملاقة متكاملة رأسيا وأفقيا ومتكاملة مع شركة سابك تقود قطاع الطاقة العالمي. هذا الاستحواذ سيعظم الفائدة بسبب تحول جزء كبير من الخام إلى صناعة البتروكيماويات، مما فرض عليها أن تدخل في استثمارات تقنية البتروكيماويات، من أجل تأمين أسواق جديدة لخامها الذي يشكل فيه نمو قطاع البتروكيماويات محورا أساسيا في استراتيجية أرامكو للتوسع. الصفقة تجمع بين التنقيب وإنتاج وتكرير وتصنيع الكيماويات في العالم، من المنبع إلى المصب، خصوصا وأن شركة أرامكو قادرة على جذب الاستثمارات وتوطين التكنولوجيا والصناعات الأجنبية من شأنه أن يعزز الاقتصاد الوطني ويحقق أهداف رؤية المملكة 2030. حيث إن جزءا كبيرا من رؤية المملكة 2030 تركز على التوسع في البتروكيماويات الذي من شأنه أن يعزز إمكانيات نمو سابك والتكامل في المدة الطويلة، لأن التوسع في قطاع التكرير والكيماويات سيكون عاملا مهما في تخفيف أثر تقلبات أسعار النفط على عوائدها من التوسع وزيادة الطاقة التكريرية التي سترفعها من 4.9 مليون برميل يوميا حاليا إلى 8-10 مليون برميل يوميا بحلول عام 2030، منها اثنين إلى ثلاثة ملايين برميل للبتروكيماويات، وكذلك المساهمة في النمو الاقتصادي وتنويع الاقتصاد ونمو صناعات تحويلية جديدة تجاوبا مع متغيرات الصناعة الجديدة وجهود التنمية، التي توفر فرص عمل جديدة. فأرامكو وسابك قوة عالمية في قطاع البتروكيماويات، وإذا كان الكاسب من هذه الصفقة أرامكو وسابك وصندوق الاستثمارات السعودي، لكن الكاسب الأكبر هو الاقتصاد الوطني، وستحدث الصفقة تحولا شاملا والاستفادة من قدرات أرامكو وسابك لفتح آفاق أمام فرص النمو باعتبارهما كيانين عالميين بارزين في أسواق الطاقة. الصفقة هي قفزة نوعية لدفع استراتيجية النمو في الصناعات التحويلية والعمل معا في إنشاء منصة أقوى لتعزيز القدرة التنافسية، واستفادة المنتجات من عملاء كل طرف في جميع أنحاء العالم وتربط بين النفط الخام والمكرر والبتروكيماويات وصناعاته التحويلية. بجانب الاستفادة من قدرات الشركتين في الاستحواذات وتكوين شراكات لتحقيق قيمة طويلة الأجل، والارتقاء بالتقنيات من أجل تحويل النفط الخام إلى منتجات كيماويات الذي يعد النمو الأسرع من حيث الطلب العالمي على النفط.