فوز عوض الخمعلي مذيعة في إذاعة الرياض "حالياً"، فتاة خرجت من عباءة الفن التشكيلي والكاريكاتير والمعارض التشكيلية إلى عالم الإعلام والمايكروفون، من السعوديات الفاعلات في المجتمع في وقت كان لهذا التفاعل النسائي ندرة و"رنة"، انتقلت من بلاط المؤتمرات كمشاركة في التنظيم إلى إعلامية شهيرة تعيش بين الإذاعة والتلفزيون، استقصينا بعض مشوارها الإعلامي.. فإلى الحوار: * أين أنتِ الآن؟ * موجودة! ما زلت أُقدم عدداً من البرامج في إذاعة الرياض. * إذن خرجتي من التلفزيون؟ * ليس بهذا الشكل، أنا أعمل في هيئة الإذاعة والتلفزيون، وأتيحت لي فرصة العودة للإذاعة ليس إلا. * ماذا تقدمين في الإذاعة؟ * لدي حالياً برنامج إذاعي اسمه "نسهر سوا"، يُذاع على أثير إذاعة الرياض مساء كل سبت، من إعداد محمد أحمد عسيري وتقديمي وكذلك مساعدة في الإعداد، وإخراج عبدالسلام المحيميد، ويساعده في الإخراج محمد الرويس، نقدم فيه نخبة من نجوم الصف الأول؛ حيث يوجد معنا في الاستديو أربعة نجوم، ويتطرّق البرنامج إلى جديد الفن والثقافة، وفقرة "جديد الفن" نستضيف فيها عبر الهاتف شخصية إعلامية أو ناقداً أو منتجاً نسأله عن جديد الفن، أما فقرة "جديد الثقافة" فنستضيف فيها كاتب مقال أو مؤلف كتاب أو شخصية بنادٍ أدبي، نسأله عن جديده أو جديد الثقافة بشكل عام. ولاحقاً سأقدّم -بإذن الله- مجموعة من الأمسيات الإعلامية المتخصصة في الفن، كالتشكيل وفن النحت وغيرهما من الفنون اليدوية أو المهنية، ومن خلالها سيكون حواراً مع الضيوف، تحت رواق "جسفت" التابع لجمعية الثقافة والفنون. *لماذا انتقلتِ إلى الإذاعة رغم أنك برزت في الشاشة، آخرها البرنامج الشهير الذي يحمل اسمك "فوز"؟ * البرنامج بلا شك نجح بشكل مذهل، لكن شدة استغرابي إقحام البرنامج في انتقالي إلى الإذاعة، فأنا أعتبر الإذاعة بيتي الأول والمكان الذي عشت فيه مرحلة البداية، وحين عدت لها شعرت بالحنين، فقد تذكرت الإعلامية والأم الروحية سلوى شاكر، فلها دور في تشجيعي على دخول الإعلام المسموع، ثم انتقلت بعدها إلى المرئي وبرزت حينها في قناة الإخبارية أيام الأستاذ محمد التونسي. *كيف ترين الإعلام في الفترة الحالية؟ * لقد أصبح أكثر انفتاحاً وراحة، أصبح "فضفاضاً" أكثر من الزمن الأول، الأمور سهلة يستطيع الإعلامي أن يتطرق لأي موضوع بشكل مريح من دون أن يتلبسه الخوف أو التردد. *يقولون إن تجربة البداية هي الأفضل، قارنيها عن الوقت الحالي؟ * هناك فرق شاسع ما بين تجربة البداية والآن، بل حتى الإعلام في الفترة الحالية يعيش أجمل أيامه ويفسخ جلده للأفضل، لكن ما يفسد هذا أن بعض المنتسبين، ليسوا أكفاء هُم من يشوهون ألمعية وجمال الإعلام، وأقصد بذلك الذين يتعاملون معه حسب مصالحهم الشخصية أو لإثارة الفتنة. * هلا تصفين تجربة البداية في التلفزيون، هل ما زلتِ تتذكرينها؟ * بكل تأكيد أتذكر كل خطواتي في الإعلام، ومن المؤكد أنني شعرت بالخوف حينها، والإعلامي خلف الكاميرا إذا لم يشعر بدعم الأشخاص والخبرات في كنترول الأستديو "يضيع"، كنت أشعر وأنا في الأستديو بأنني أحلق في العالم، كانت أجمل أيامي عندما ظهرت أول مرّة على الشاشة. *إذن هناك فوارق بين المرئي والمسموع؟ * بالأصل بدايتي في الإذاعة عشت فيها سنين، عدت لها الآن وأشعر بالحنين، سنوات كثيرة عشتها في التلفزيون الذي يهتم بالشكل والتعابير ولغة الجسد والمحتوى أيضاً، حتى لو كانت ثقافة المقدم ضعيفة، هذه المواصفات قد تنقذه، وبلا شك هذه التفاصيل تختلف عن الإذاعة التي أراها بالنسبة لي أريح نفسياً، مع ذلك هي أصعب من التلفاز، فكيف يستطيع مقدم البرنامج توضيح شيء ما للمستمع، أو أن الخبر سعيد، أو يقرأ خبراً عكس ذلك، كيف تصل للمستمع بإحساسك ومشاعرك، إضافة إلى مخارج الحروف الصحيحة واللغة السليمة. * في رأيك ما أهم صفات الإعلامي الناجح؟ * سرعة البديهة وأن تكون ثقافته شاملة، إضافة إلى اللغة السليمة. * كيف تتعاملين مع الفن التشكيلي، إضافة للإعلام؟ * منذ الطفولة كان يستهويني الفن التشكيلي، أعشق الألوان، أحبّ أن أحاكي الطبيعة وأترجمها في لوحة، أفضل الرسم "السريالي" رسم الأحلام، وأتعامل مع الألوان بإحساس كبير، هذه الموهبة لا تؤثر في مسيرتي الإعلامية، بل العكس دافع لتقديم نفسي بشكل جيد، ولا أنسى أنني أول فنانة تشكيلية يحتفي بها مسؤولو هيئة الإذاعة والتلفزيون قبل سنوات في افتتاح أول معرض تشكيلي داخل أروقة التلفزيون. *بصراحة.. أي البرامج كنتِ تتمنين تقديمها على الشاشة؟ * دائما تشدّني البرامج السياسية الحوارية، وطالما تمنيت أن أقدّم برنامجاً "سياسي الأبعاد" للزميلة بتول الحسن، فهو يتطرق لعمق السياسة، وكذلك برنامج "بالمختصر" للزميل ياسر العمرو. * هل تتذكرين الإشاعات التي لاحقتك، وكيف تغلبتِ عليها؟ * حقيقة اليوم لا تعني لي شيئاً أبداً، بالكاد أتذكرها، لكنها في حقيقة الأمر تأثيرها كان سلبياً في بداية عملي، لكنها أسهمت في انتشار اسمي أكثر من المعقول، وقد يكون هذا عاملاً إيجابياً لم يتمناه الذي أطلق هذه الإشاعات.