تعود العلاقات السعودية - التونسية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله -، والذي استقبل العام 1951 زعيم الحركة الوطنية التونسية الحبيب بورقيبة، وذلك من أجل دعم القضية التونسية، والتي لم تتوان المملكة عنها في أي يوم من الأيام، لتتواصل مسيرة العلاقات بين البلدين الشقيقين، والتي زارها العام 1943 م الملك خالد والملك فيصل - رحمهما الله - حينما كانا أميرين، وفي العامين 1953م، 1957 م زار تونس الملك سعود - رحمه الله - خلال هذين العامين، وفي العامين 1966م ،1973م زارها الملك فيصل - رحمة الله -، وكان الاستقبال حينها كبيراً جداً وقدم الرئيس التونسي خلال الحفل الكبير وسام الاستقلال التونسي، والذي يعد من الأوسمة الرفيعة التونسية، ثم العام 1979م زارها الملك فهد - رحمه الله - حينما كان ولياً للعهد، وفي العام 1988 زار الملك سلمان تونس حين كان أميراً للرياض، وفي العام 1999م زار تونس الملك عبدالله - رحمه الله - وكان حينها ولياً للعهد. وفي هذا اليوم تشهد تونس زيارة تاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -، سيتم خلالها بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في المجالات كافة، وبحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما سيرأس - رعاه الله - وفد المملكة في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته العادية - الثلاثين - التي ستعقد في الجمهورية التونسية بتاريخ 24 / 7 / 1440ه الموافق 31 / 3 / 2019م، حيث تشهد حضور وفد كبير من المملكة، وذلك لعمق العلاقات التاريخية والمميزة بين البلدين الشقيقين، التي شهدت تطوراً بين الجانبين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية وغيرها، ففي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز واصل ما سارت عليه المملكة من تعزيز علاقات وتعاون ودعم لكافة الدول العربية والإسلامية، ففي العام 1437ه استقبل - حفظه الله - الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، وشهدت الزيارة التي وصفها الرئيس التونسي بأنها تاريخية لما تعود العلاقات بين البلدين من قوة ومتانة، كما أن زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز قبل أربعة أشهر إلى تونس شهدت حفاوة واستقبالا كبيرا من الرئيس التونسي والشعب التونسي، أكدت على أن العلاقات بين البلدين أخوية مميزة، مما دفع ذلك لزيادة التعاون في المجال العسكري والأمني، إضافة إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين يقدر بحوالي 1،1 مليار ريال، تمثل الصادرات بقيمة 935 مليون ريال، ويأتي كل من «بولي إيثلين عالي الكثافة» و «بولي بروبلين» في مقدمة السلع المصدرة بقيمة تتجاوز 465 مليون ريال، في حين يتصدر زيت زيتون بكر، وفوسفات من كالسيوم، قيمة السلع المستوردة بأكثر من 70 مليون ريال، ويبلغ إجمالي المشروعات الممولة 19 مشروعاً برأسمال أكثر من 40 مليون ريال، حاز القطاع الخدمي على ما يتجاوز نسبة 75 % من القيمة الإجمالية للتمويل، كما أن الصندوق السعودي للتنمية ساهم في تمويل مشروعات تنموية بقيمة ثلاثة مليارات ريال لإنشاء مستشفيات وترميم مساجد وخدمات، في حين لا يزال الاقتصاد التونسي يحتاج لتعزيز لتشجيع النمو الاقتصادي لما مر على الجمهورية التونسية من ظروف، ووفقاً لمسؤولين تونسيين بأن الشعب التونسي يترقب زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى تونس، حيث إن الشوارع في العاصمة والطرقات تزينت بصور وعبارات الترحيب بالملك سلمان من الشعب التونسي. شوارع العاصمة التونسية تتزين بصور الملك سلمان