نظم نادي الأحساء الأدبي ضمن برنامجه الثقافي "الوطن أولاً" لقاءً تحدث فيه معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية سابقاً الدكتور نزار بن عبيد مدني متناولاً سيرته الذاتية، واختار التركيز على جانبين هما اتخاذ القرار وبعض الدروس والعبر التي مرت عليه في حياته، وفي اتخاذ القرار تساءل مدني عن الأسلوب الأمثل لاتخاذ القرارات المصيرية وكيفية اتخاذها وأنه أصبحت لديه نظرية في كيفية اتخاذ القرار تقوم على التوازن الذي يعد من سمات الكون، منوهاً أن الفشل يحدث نتيجة لاختلال التوازن وما يقال عن الأفراد يقال عن المجتمعات والدول، ثم تطرق للحديث عن تقسيم شخصية الإنسان إلى شخصية عميقة مستترة لا يعرفها أحد وشخصية ظاهرية يعرفها الناس، وفي كل منا مستودع من الأسرار قد يفصح عن بعضه والوحيد الذي يعرف ذلك هو الشخص الآخر في داخلك، وهذه الشخصية الخفية تبدو في أحاديثنا حين نقول بتأنيب الضمير أو الصراع مع النفس والتحدي الحقيقي في صراع الشخصية الظاهرة مع الخفية والسعادة الحقيقية هي أن تفعل ما تريد أنت أن تفعله؛ واتخاذ القرار بشكل سليم يكون من توافق الشخصية الخفية مع الشخصية الظاهرة، ولا نغفل عن طبيعة الحياة وما تقتضيه من مجاملات لكنها لا تصل إلى النفاق والكذب والخداع. ثم انتقل إلى أهم الدروس والعبر في سيرته وأولها الهدوء وعدم الانزعاج ثم الرضا بما قسم الله ودلل على ذلك من تجربته الشخصية في حياته حين حصل على الثانوية أولاً على المملكة، ويطمح للدراسة بالخارج ولكن وزارة المعارف ألغت البعثات للقسم الأدبي في ذلك العام، فدرس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بالقاهرة وجاءته، مكالمة من مكتب الملحق الثقافي تبلغه باختياره ضمن ستة طلاب لدراسة بالخارج ولكن الفرحة لم تكتمل لأن اتصالاً آخر جاء يبلغه برفع اسمه، ولم يعرف حتى الآن السبب لكنه أيقن أنه كان محظوظاً لأن البعثة فشلت وعاد بعض الطلاب وبعضهم حول إلى أماكن أخرى. وبينما التحق بعمله كان زملاؤه مازالوا في الدراسة، ويقول: هذه الحادثة علمتني ألا أنزعج ما دمت أضع ثقتي في الله. وتحدث عن عدم التسرع لأن صعود الجبل أشق من النزول لكنه ممتع، وذكر حكمة العربي لولده في أن يعيش حياة سعيدة بأن يتعب نفسه حتى يشعر بجمال الأشياء، معرجاً على أن رقي المجتمع لا يقاس بالماديات ولكن بسيادة القيم الإنسانية فالأخلاق هي حجر الزاوية والثروة البشرية هي أغلى ما تملكه الأمم.