خطر ببالي هذا السؤال عندما كنت أشاهد برنامجاً عن تصادم الأجرام السماوية مع بعضها البعض. أعدت الجامعات العدة والمختبرات ذات الأجهزة المعقدة والمتطورة جداً لتسجيل وتصوير ومشاهدة هذه التصادمات. والسؤال قد يكون منطقياً عن أهمية البحث العلمي هل هو ترف علمي أم ضرورة؟ وهل كل البحوث العلمية على درجة عالية من الأهمية أو أن هناك تفاوتاً فيما بينها. قد يقول قائل ما الفائدة من مشاهدة وتدوين تصادم كواكب أو ثقوب سوداء مع بعضها البعض؟ وللمعلومية علماء تصادم هذه الثقوب هم يقيسون الموجات التى تصدر عن تصادم هذه الثقوب السوداء وهذه الموجات تسمى بالأمواج الثقلية Gravitational force وتشبه الأمواج أو التعرجات التي تطفوا على أسطح المياه الراكدة كمياه البرك عندما يرمى بها حصى. وهذه التموجات الثقيلة ضعيفة جداً وبالكاد تقاس. وبالعودة إلى السؤال أعلاه هل البحث العلمى ترف أم ضرورة؟ نقول قد تحدث مقارنات بين البحوث العلمية ومواضيعها ليقول لنا إنسان: إن البحث العلمى الطبي هو المهم وضرورة وليس هو بترف. وقد يقول آخر كلاماً ينحاز فيه إلى تخصصه ويرى أن البحث العلمى الفيزيائي على سبيل المثال هو مهم أيضاً. وآخر يرى أن أبحاث التقنية كالبرمجيات وتقنية الحاسوب والجوالات وكل ما يؤدي الى الثراء السريع هو الأهم وهكذا تستمر المقارنات. وقد نجد تحيزاً هنا وآخر هناك. وقد تتسع وتضيق دائرة المقارنات باتساع وضيق اأفق المقارنين. فالعالم الأول (الدول المتقدمة علمياً) ومنذ زمن ليس بالقريب أخذ على عاتقه الاهتمام بالبحوث العلمية وفي كل المجالات وحتى البحوث العلمية في المجالات الإنسانية كعلم أصول الإنسان وعلوم الاجتماع وعلوم اللغات (أو اللسانيات) وعلم النفس وما إلى ذلك من العلوم - كلها لم تهمل وما زالت هي على قدر كبير من الأهمية وتحتل مساحة ليست بالهينة على خراطة البحوث والدراسات. ولعل أحد أهم أسباب المقارنات يكون بسبب الموارد المادية وتقنين صرفها لأن البحوث كل البحوث تتطلب استثمارات ضخمة، وقد لا يأتي مردود لهذه الاستثمارات في المنظور القريب. ومما لاشك فيه في حال نجاح البحوث العلمية والتوصل إلى نتائج واستنتاجات أو اكتشافات فإن المردود المالي والاقتصادي والعلمي يكون بحجم الاستثمارات والجهود المبذولة وقد يكون ضخم وقد يؤدي الى السيطرة على مقدرات الكون وبالتالي تطويعه وإخضاعة لفائدة البشرية. لذا القائمون على البحوث وحكوماتهم لا يستعجلون نتائجها ولا يتحسرون على ما يفشل منها بعد محاولات عديدة.