اختتمت مساء أمس الأول بقصر المؤتمرات في العاصمة الموريتانية نواكشوط أعمال المؤتمر الدولي العلمي السادس الذي نظمته وزارة الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي برعاية كريمة من فخامة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز، ومشاركة المملكة العربية السعودية ممثلة بوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ووزراء وعلماء وباحثين من مختلف الدول العربية والإسلامية، والذي ناقش في دورته الحالية موضوع وحدة الأمة الإسلامية في مواجهة تيارات التطرف وخطاب الكراهية، على مدى يومين. واستهل الحفل الختامي لأعمال المؤتمر الذي حضره وزراء من الحكومة الموريتانية إلى جانب ضيوف المؤتمر، بكلمة لمعالي وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي الموريتاني السيد أحمد ولد أهل داوود أشاد في مستهلها بالمستوى العلمي المميز الذي أثرى محاوره العلماء والباحثون، مثمناً ما قدم من دراسات رصينة تعالج إشكالية خطاب الكراهية والتطرف، عبر وضع مقاربة شاملة تسعى إلى القضاء على هذا الداء العضال خلال مقارعة الفكر بالفكر، وتصحيح المفاهيم الخاطئة ونشر القيم الإسلامية الناصعة، المبنية على التسامح المحبة. وأكد «ولد أهل داوود» أن ما توصل إليه المشاركون من مقترحات وحلول وتوصيات بناءة تمثل إضافة نوعية إلى حقل المعرفة، وإسهاماً كبيراً في مجال محاربة التطرف. ونوّه وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي بموريتانيا بمشاركة المملكة العربية السعودية وكافة الدول العربية والإسلامية المشاركة بأعمال المؤتمر والتي كان لها بالغ الأثر في نجاح أعماله. واستعرض رئيس وفد المملكة العربية السعودية في المؤتمر نيابة عن معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ فضيلة وكيل الوزارة للشؤون الإسلامية الدكتور عبدالله بن محمد الصامل المضامين العلمية والفكرية التي تابعها المشاركون على مدى يومين، منوهاً بما قدمه الباحثون والمشاركون، من أبحاث علمية متميزة لتعزيز وحدة الأمة الإسلامية في مواجهة التطرف وخطابات الكراهية. وأشاد بدور حكومة جمهورية موريتانيا في تنظيم هذا المؤتمر العلمي المتميز، مؤكداً أن المؤتمر شدد على عدة نقاط من أهمها: وحدة الأمة الإسلامية في مواجهة التطرف، والإسلام والتسامح وقيم التكامل، والمؤسسات الحاضنة للإسلام ودورها في تحصين المجتمع من التطرف وخطاب الكراهية وآثاره السلبية على الأمة. وعبّر الدكتور عبدالله بن محمد الصامل في ختام كلمته باسم المشاركين في المؤتمر عن شكرهم وعرفناهم بالجميل للرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز وللوزارة الشؤون الإسلامية بموريتانيا على حسن التنظيم، سائلاً الله أن يديم على بلاد المسلمين الأمن والأمان وأن يعم السلام جميع بلدان العالم. وأصدر المؤتمر في ختام فعالياته التي دامت يومين، عشر توصيات، تضمنت العمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام بوصفه دين الوسطية والاعتدال والتسامح، والتوصية الثانية نهج نصوص الكتاب والسنة الموصلة للإجماع والمحذرة من التطرف والكراهية، والثالثة التحذير من التأويل الخاطئ للنصوص الشرعية، والرابعة دعوة العلماء والمثقفين والإعلاميين وأصحاب المنابر والرأي إلى تقديم رؤى وبرامج ناضجة مدعمة بالنصوص الشرعية والشواهد التاريخية حول أحكام الجهاد والولاء والبراء والجماعة وطاعة ولي الأمر. وجاءت التوصية الخامسة والسادسة بالتأكيد على تعزيز التعاون في المشتركات بين المذاهب السنية ورفض التعصب والتصدي لأسبابه، وتوظيف تكنولوجيا الاتصالات المعاصرة بإنشاء مواقع إعلامية إسلامية تدافع عن قيم الوسطية والاعتدال وتدعو إلى نبذ التطرف وخطاب الكراهية، أما التوصية السابعة فركزت على توظيف المناهج التربوية ومواءمتها مع ما يتوافق مع عقيدة الأمة، وشريعتها، وتعزيز قدرات المؤسسات التعليمية لتحصين الشباب من الفكر المتطرف والكراهية، فيما أكدت التوصية الثامنة على التصدي لكافة أنماط العنف والكراهية بالوسائل العلمية، وإبراز المفاهيم الإسلامية الصحيحة وصولاً إلى إيضاح حقيقة الإسلام المعتدل الذي ينسجم مع الفطرة السوية ويتعايش مع الآخر بأمن وسلم وعدل وإحسان. واختتمت التوصيات بالتاسعة والعاشرة اللتين نصتا على أهمية توعية الشباب ونصحهم بتعظيم الثوابت الشرعية وإلا التزام بآداب الاختلاف والحوار، إضافة إلى العمل الدائم على تشجيع حوار الحضارات والأديان. وأجمع المؤتمرون على إدانة ما تعرض له المصلون الأبرياء في مسجد بدولة نيوزيلاندا من هجمات بربرية دافعها العصبية والكراهية، مثمنين في نفس الوقت مستوى التعاطف الذي عبر عنه الآخرون في مختلف دول العالم.