تواصل تقارير اقتصادية دولية تتبع المنجزات المتلاحقة التي تحققها المملكة في تنفيذ التحول الوطني 2020 ورؤية المملكة 2030 مشيرة إلى المشروعات الضخمة التي أنجزت بشكل مذهل قبل حلول موعدها، في ظل الإشراف الشخصي المكثف لملهم وقائد هذا التحول صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع من خلال إتمام عدة صفات ضخمة في أهم قطاعات التحول للتكرير والبتروكيميائيات داخل المملكة وخارجها لتعزيز موارد جديدة لاقتصاد المملكة دون الاعتماد الكلي في الدخل على تصدير النفط حيث شملت أبرز الصفقات المشروعات المدمجة للمصافي والكيميائيات في موقع واحد منها مشروعات شراء لمجمعات خارجية بالكامل أو بالتحالف والمشاركة والتطوير أو شراء أسهم أكبر الشركات والتي أعلن عنها مؤخراً منها بدأ إنتاجها وأخرى وضع حجر أساسها لتدشن في أعوام 2019 - 2020 متزامنة مع موعد التحول بحجم إجمالي استثمارات تقدر بحوالي 500 مليار ريال للمشروعات المدمجة الجديدة في المملكة وعدة قارات رئيسة في العالم. وأشار تقرير وكالة الطاقة الدولية إلى أن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تتجه لخفض استخدام النفط بشكل حاد بسبب التحسينات في كفاءة الطاقة والسياسات التفضيلية والدعم للتقليل من الاعتماد على النفط، في حين أن كثيرا من البلدان النامية والاقتصادات الصاعدة مثل الصين والهند ودول جنوب شرقي آسيا، ستظل المنتجات النفطية المصدر الرئيس للطاقة الحديثة للطهي والتدفئة والصناعة والنقل، وتذهب وكالة الطاقة الدولية إلى أن نمو الطلب على البتروكيميائيات سيكون له الأثر الأكبر على مستقبل الطلب على النفط. الأمر الذي يؤكد حسن توجه المملكة وقراءتها لاستشراف مستقبل الاعتماد على النفط كمصدر للدخل والتركيز لتعظيم الفائدة من البرميل الواحد ليس تصديرا بل ليكون داعما للمشروعات المدمجة، ويتجسد ذلك من خلال النجاح الكبير الذي أنجزه الحليفان العملاقان العالميان للنفط والبتروكيميائيات شركة أرامكو السعودية وشركة «سابك» بالتقدم بتعزيز روابطهما القوية في أسواق البتروكيميائيات والسعي للاندماج في سلسلة القيمة البتروكيميائية من خلال التقدم الكبير المنجز في المشروع الاستراتيجي للتحويل المباشر للنفط الخام إلى مواد كيميائية وبتكلفة تقديرية 20 مليار دولار. ويعالج المشروع الذي أعلن عن ابتكار تقنيات جديدة واستنباط أخرى لمعالجة نحو 400 ألف برميل يوميا من النفط الذي تقدمه أرامكو لإنتاج نحو 9 ملايين طن من الكيميائيات والقدرة على تحويل ما بين 70 % - 80 % من الخام مباشرة إلى مواد كيميائية في أكبر نقلة نوعية للمملكة في الاستغلال الأمثل للنفط، ومن المتوقع أن يؤدي التنوع الذي تنتهجه شركة أرامكو إلى زيادة التنويع في المواد الكيميائية المتخصصة إلى زيادة العوائد من المستوى الحالي البالغ نحو 500 دولار للطن إلى ما يقارب 2000 دولار للطن بحلول العام 2040م. في وقت أنجزت شركة أرامكو في ظل سعيها لبلوغ طاقة التكرير إلى ما بين 8 إلى 10 ملايين برميل يوميا بحلول العام 2030 مشروعات سابقة لأوانها في الخطة منها البدء بأولى مشروعاتها المدمجة للتكرير والبتروكيميائيات في أحد أهم وأول إنجاز مع شركة «توتال» الفرنسية في مشروع «ساتورب» حيث يوفر المشروع اللقيم لمعامل بتروكيميائية وكيميائية متخصصة وصناعات تحويلية أخرى داخل مدينة الجبيل الصناعية وخارجها، باستثمار تصل قيمته الإجمالية نحو 9 مليارات دولار. وتوسعت أرامكو كثيراً وسريعاً في توجه استراتيجي لتنويع محفظة منتجاتها النهائية وتحقيق قيمة مضافة لمواردها الهيدروكربونية، حيث ركزت على التوسع في أعمال المصب وخاصة لتطوير الصناعات البتروكيميائية التي تفتح الفرص للتنويع الاقتصادي وخلق فرص جديدة للعمل وتمكين الابتكار والريادة في صناعات عالمية واعدة لتضيف المواد الكيميائية المتخصصة والصناعات التحويلية أبعاداً قوية لقطاع البتروكيميائيات السعودي والتوسع في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تنتج منتجات نهائية عالية الجودة في قطاع تحويل المواد البتروكيميائية وإنشاء صناعة رائدة على مستوى العالم. فيما عززت أرامكو تحالفاتها القوية في كوريا الجنوبية بنجاح شركة تكرير النفط الكورية الجنوبية «هيونداي أويل بانك» التابعة لمجموعة هيونداي للصناعات الثقيلة في جذب استثمارات من شركة «أرامكو السعودية» وفق صفقة بقيمة 1,6 مليار دولار تمثل استحواذ شركة «أرامكو» على حصة قصوى تبلغ 19.9 % في «هيونداي أويل بنك». في وقت نجحت أرامكو بتحقيق أعلى درجات التكامل والتلاحم بين مجمعاتها العملاقة التابعة للتكرير والبتروكيميائيات في جنوب شرق أسيا من حيث إمدادات النفط الخام الذي تقدمه «أرامكو» لمشروعاتها في ماليزيا وكوريا الجنوبية وإمدادات الغاز الطبيعي المسال بين مصافيها، حيث نجحت شركة «بتروناس» الماليزية حليفة «أرامكو» ومن خلال شركتها الفرعية «بتروناس للغاز الطبيعي المسال» في إبرام اتفاقية سلسلة توريد شحنات الغاز الطبيعي المسال إلى شركة تكرير النفط الكورية الجنوبية «إس أويل» والتي تمتلكها «ارامكو» بنسبة أغلبية 63.4 %، بعد تمكنها من الاستحواذ على حصص إضافية في الآونة الأخيرة بقيمة ملياري دولار وهي ثالث أكبر شركة لتكرير النفط في كوريا الجنوبية.