لم يكن منظراً عاديّاً توافد أفواج من الزائرين على بوابات معرض الرياض الدولي للكتاب؛ فالاحتشاد كان كبيراً ومخالفاً لتوقّعات من كانوا يتبّؤون بوفاة الورق والكتاب الورقي، ازدحام شديد شهدته ردهات المعرض في منظر جاذب يعيد الثقة بأنّ للثقافة مكاناً محورياً في أجندات الزائرين؛ وكذلك الورق ورائحة الأحبار تعبق بها أرفف دور الناشرين. المعرض الذي جرى افتتاحه مساء أمس تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - وبحضور معالي نائب وزير الثقافة حامد بن محمد فايز، نيابة عن صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة، وكذلك عدد من المثقفين ومحبي الكتاب؛ كان تأكيداً جديداً على أن القراءة هي النشاط الإنساني الأكثر أهمية وفاعلية؛ فبها يرتقي الوعي وتنصقل الشخصيات وتتلاقح الرؤى والأفكار. المعرض الذي يضم 913 دار نشر، و500 ألف عنوان، شهد حالة من الصخب اللذيذ من الزائرين الذين يتطلعون من خلاله إثراء مكتباتهم العلمية وزيادة محصولهم الثقافي والمعرفي؛ وهو امتداد لما يشهده هذا العرس الثقافي كل عام من إقبال سنوي يتسابق القراء إلى شراء النسخ الجيدة، والكتب النفيسة، ويهيّئ المعرض البيئة المناسبة للمثقفين والقراء حيث يأتي المعرض تحت شعار «الكتاب.. بوابة المستقبل» وهو الشعار الخلاّق الذي يحمل من الدلالت الشيء الكبير، فالكتاب والمستقبل صنوان لا يفترقان. «الرياض» وقفت على المعرض والدور المشاركة فيقول أحمد الزهراني، إن المعرض فرصة عظيمة للتزود بالجديد في عالم الفكر والمعرفة، وهو حدث سنوي مهم للغاية نسعى من خلاله كقراء أن نظفر بالجديد من الكتب ذات الإصدار الحديث؛ ويتفق معه عبدالمجيد الغامدي الذي يعتبر أن هذا المعرض جاء في وقته سيما وأن المعرض بعيد نسبياً في إقامته؛ وهو ما يضاعف البهجة بانطلاقه؛ ويضيف: حضرت مع عدد من الأصدقاء بعد أن عقدنا العزم على شراء بعض الأسماء والعناوين للكتب والمراجع التي تم الاتفاق والتوصية عليها خلال لقاءاتنا القرائية. من جهتها تعتبر هيفاء الكبيري أن هذا الحضور للمعرض أعاد لنا الثقة في الكتاب وأن الوسائل والتقنية الحديثة والسوشل ميديا لم تنجح في وأد الورق والأحبار والمطابع، باعتبار أن الكتاب هو الأبقى في زمن لم يعد يحفل بالمعرفة والقراءة كالسابق. شغف المعرفة لم يمنعهما من الحضور جانب من المنظمين حديث الكُتب حضور شمل أغلب الشرائح