في الأسبوع الفائت، كانت تجربة الهلال الإعلامية عبر موقع التواصل الاجتماعي والتدوين القصير «تويتر» حاضرة في إحدى مناسبات الشركة الكبيرة، بعد أن نجح حساب النادي الكبير في تقديم نفسه واحداً من أكثر الحسابات الرياضية تأثيراً في العالم والشرق الأوسط تحديداً؛ إذ لم يكن ذلك بسبب الجماهيرية الكبيرة التي يتمتع بها «الزعيم» في العالم العربي وحسب، بل لأن الحساب يقدم محتوى مختلفاً. كان مدير المركز الإعلامي في الهلال هشام الكثيري حاضراً لاستعراض التجربة «الزرقاء» المثيرة واللافتة في سماء العالم الافتراضي، وكيف نجحت المنصة الإعلامية الرسمية للنادي في أن تكون قادرة على أن تخرج من النمط التقليدي للمراكز الإعلامية، وعدم الاكتفاء فقط بتغطية الأخبار والمناسبات بطريقة اعتيادية، إذ نجح القائمون على المركز باستخدام أدوات إعلامية تتسم بالابتكار والتجديد والتنوع في سبيل تقديم محتوى مختلف واستثنائي، يتفق مع تميز فرق النادي الكبير. كان لجودة مقاطع الفيديو من حيث المحتوى والابتكار في طريقة تقديم اللاعبين وتعاقدات الفريق دور كبير في لفت الأنظار للعمل المميز، الذي يقدمه الشبان العاملون في الذراع الإعلامية الرسمية، فضلاً عن تقديم الأخبار، من خلال سيناريوهات لافتة ومؤثرات صوتية وموسيقية، دوراً كبيراً في أن يكون التفاعل مع الحساب استثنائياً، علاوة على جودة محتوى الجرافيكس وكمية المعلومات غير التقليدية التي يحتويها كل عمل يظهر للمتلقي، الذي وجد نفسه مجبراً على التفاعل والإشادة بهذه الأعمال والأفكار المتجددة. يمكن للأندية أن تستفيد من حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، ليس فقط كمنصة رسمية لبث الأخبار ومتابعة الأخبار والنتائج، بل من خلال تطوير طريقة تقديم المحتوى الإعلامي، الذي يتواكب مع التجديد المستمر في طريقة تقديم المعلومة، وهو ما ميز كثيرا من الفرق العالمية عبر حساباتها في المنصات المختلفة، إذ يبدو الهلال متقدماً بكثير عن أقرانه من الأندية، التي تتفاوت كمية ونوعية المحتوى الإعلامي والإخباري الذي تقدمه، إذ يجد المتابع لحسابات الأندية أن بعضها يقدم بعض الأعمال المميزة، لكنها تفتقد الاستمرارية وتتأثر بالتفاوت وغياب الابتكار. وبالطبع فإن تميز هذه المنصات وقدرتها على الوصول إلى المتلقي وجذبه تعد عاملاً مهماً يساعد على تعزيز النواحي الاستثمارية؛ كونها إحدى الأدوات التي يمكن من خلالها للشركات الوصول إلى أكبر عدد من المستهلكين عبر حسابات الأندية، وهو الأمر الذي أسهم في النجاحات الاستثمارية الهلالية، فضلاً عن التميز على صعيد المنجزات والقاعدة الجماهيرية الكبيرة. أصبحت الحسابات الرسمية للأندية واحدة من أهم أدوات تقديمها ورسم صورة إعلامية ذهنية، وهو ما فعله الكثيري وزملاؤه هذا الموسم لينجحوا في تقديم عمل يتوازى مع النجاحات الكبيرة لمعظم فرق الهلال، وهي تجربة تستحق الدراسة والتعميم على بقية الأندية السعودية. هشام الكثيري