ارتدت المراكز الإعلامية بالأندية حُلة جديدة، تواكب الحراك الكبير الذي تشهده الرياضة السعودية، وحجم العمل في الأندية، وبات المحتوى الذي تقدمه حسابات الأندية في «تويتر» مختلفاً، إذ انتقل من التقليدية إلى الإبداع، وهو ما كنا نطالب به في وقت سابق، عندما نادينا مراراً وتكراراً بالاستفادة من تجارب الأندية العالمية، وتطبيقها لدينا خصوصاً وأنه لا يوجد عائق لذلك في ظل توفر الإمكانات لدى كثير من مسؤولي المراكز الاعلامية. حتى نهاية الموسم الماضي كان هنالك مركزان إعلاميان أو ثلاثة فقط يقدمون عملاً جيداً ويحاولون الابتكار وتقديم محتوى مختلف، أما البقية فكانت أدوارهم لا تتجاوز إرسال المواد الإعلامية والصور لوسائل الإعلام وأحياناً تصل تلك المواد بصياغة ركيكة ومملوءة بالأخطاء الإملائية، أما اليوم فالوضع أصبح مختلفاً، لأن جميع المراكز الإعلامية تمر بطفرة هائلة في عملها وباتت في مركب واحد عنوانه «الابتكار»، فإعلان التعاقدات على سبيل المثال لم يعد كالسابق مجرد رسالة مكتوبة ترسل بالإيميل أو تطرح في «تويتر»، بل أصبح بطريقة مشوّقة من خلال «الفيديو» وذلك بفكرة إبداعية ومونتاج احترافي يجعل المتلقي يترقب بحماس إعلان الصفقة، أيضاً الرسائل المطولة استبدلت ب»الانفوجرافيك» الذي يلخص كل شيء بصور مصممة وكلمات معدودة، لأن المتلقي اليوم لم يعد مستعداً لقراءة رسالة إعلامية مطولة، ولا يمكن تجاهل طرح الأخبار بلغات أخرى غير العربية، فالدوري السعودي للنجوم اليوم محط أنظار متابعين عالميين من مشجعين وإعلاميين يتتبعون أخبار نجومهم المفضلين الذين حطوا رحالهم في أنديتنا. كانت لي تجربة شخصية بالعمل في المراكز الإعلامية، عندما عملت في نادي الوحدة قبل ثمانية أعوام، في ذلك الوقت الأمور مختلفة كلياً، كان هدفنا لا يتجاوز إيصال المعلومة للمشجع عن طريق جوال النادي ولوسائل الإعلام بالإيميل، فالمهتمون بالأندية في ذلك الوقت لا يريدون أكثر من ذلك، أما اليوم فالوضع تغيّر، لأن ذائقة المتابع لم تعد كالسابق، كونه اليوم مطلعاً على عمل مذهل للأندية العالمية التي يحبها ويتابع أخبارها، ويفرق جيداً بين الغث والسمين، لذلك يجب أن تتجدد أفكار مسؤولي المراكز الإعلامية بأنديتنا، وأن يحرصوا على التطور والتجديد، وألا يقفوا عند المرحلة المتطورة التي وصلوا إليها اليوم، فالمشجع الذي ينتظر رسائلهم الإعلامية يمتلك من الوعي الشيء الكثير. بقي أن أقول إن ما نراه من تطور كبير في عمل المراكز الإعلامية لا يحسب للأندية وحدها، فالاتحاد السعودي للإعلام الرياضي شريك معها، نظراً لاهتمامه الكبير بعمل المراكز الإعلامية ومديريها وحرصه على تطويرهم، ونتذكر جيداً البرنامج التدريبي المكثف الذي خضعوا له في نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي قبل أشهر، صحيح أن عدداً منهم تغيروا، لكن مراكزهم استفادت، والفترة المقبلة ستشهد ما هو أجمل من هذا الاتحاد لإعلامنا الرياضي.