اتخذت إدارة نادي القادسية برئاسة مساعد الزامل عدة خطوات تصحيحية للخروج بالفريق من دوامة الخسائر المتتالية منذ انطلاقة دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، والتي استمرت لست جولات أمام أندية النصر والفيحاء والوحدة والهلال والحزم والشباب، وأبرز تلك الخطوات إقالة مدرب الفريق الصربي الكسندر ستانوجيفتش وتعيين الوطني عبدالعزيز البيشي الذي كان على قدر التحدي والمسؤولية عندما قاد "بنو قادس" إلى فوز ثمين بهدفين مقابل لا شيء في اختبار صعب جداً أمام الأهلي في الجولة التاسعة من الدوري على ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة. وقبل انطلاق الجولة العاشرة أعلنت إدارة الزامل تعاقدها مع البلغاري ايفاييلو بيتفا الذي أعاد البسمة للجمهور الشرقاوي، وأحدث فارقاً فنياً كبيراً أشاد به الكثير من المحللين الفنيين من خلال إيقافه للنزيف النقطي ومحافظته على وتيرة الانتصارات لأربع جولات متتالية، إذ نجح في أول مهمة له عندما استطاع تحقيق الفوز أمام الرائد بثلاثية وبذات النتيجة أمام أحد والتعاون، كما كسب ديربي الشرقية أمام الاتفاق بثنائية وتعادل مع الفيصلي بهدف لمثله، وتحت إشرافه استطاع الهجوم القدساوي تسجيل 12 هدفاً خلال خمس جولات، كما استحق جائزة أفضل مدرب في الجولة 14 بعد تغلبه على "الحصان الأسود" هذا الموسم "سكري القصيم" بثلاثية، الأمر الذي جعل جماهير "بنو قادس" يلتفون مجدداً حول النادي ويعلقون الآمال على نجوم الفريق لحصد مزيد من النقاط خاصةً من الفرق المقاربة لمستويات فريقهم، ولكن سرعان ما عاد وضع الفريق كما كان في جولات الدوري الأولى رغم تحرك الإدارة كثيراً في فترة الانتقالات الشتوية، إذ أبرمت 10 تعاقدات مابين شراء عقد وإعارة لتدعيم صفوف "القلعة الحمراء"، لكنهم لم يسجلوا أي إضافة فنية تذكر خلال مشاركاتهم في الجولات الماضية. وعاد مسلسل الهزائم يظهر مجدداً من أمام الباطن والاتحاد والفتح، وما زاد الأمر سوءاً الخروج من دور ال 64 في بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين من فريق البكيرية درجة ثانية، وبالرغم من الفوز على الفيحاء بثنائية في ختام الجولة ال18، إلى أن الفريق خسر في ثلاث مواجهات أخرى من النصر والهلال والشباب وسجل تراجعاً كبيراً في المستويات الفنية مع بداية الدور الثاني، وكأن الكتيبة القدساوية تعيش أوضاعاً متذبذبة، فتارةٌ يظهر الفريق بصورة جيدة وانضباط تكتيكي عالٍ يستحق عليه الانتصار، وتارةٌ يكون ظهوره مخجلاً طوال مجريات المباراة. أصبح القادسية الذي يقبع في المركز ال 11 برصيد 24 نقطة لغزاً محيراً للخبراء الفنيين قبل الجماهير الرياضية، كون الفريق يملك لاعبين مميزين استطاعوا ترجيح الكفة في عدة لقاءات وغابوا غياباً تاماً في أخرى دون معرفة أسباب عدم ثبات النتائج، بدوره بدأ الشارع القدساوي يوجه اللوم والانتقاد لإدارة النادي التي لم توضح أسباب ما يتعرض له الفريق ولم تضع يدها على الجرح والتزمت الصمت أمام موجة الغضب الحادة من الجماهير التي بدأ الخوف يسكن قلوبها تجاه مصير ناديها الذي ما زال في منطقة الخطر خوفاً من تكرار صدمة مغادرة دوري الأضواء مجدداً والهبوط إلى دوري الدرجة الأولى كما حدث في عام 2012. وقد تباينت آراء المدرج القدساوي نحو الفريق فمنهم من حمّل اللاعبين مسؤولية ذلك ومنهم من طالب بإبعاد الجهاز الفني وإسناد الملف التدريبي لمساعده الوطني عبدالعزيز البيشي، والبعض الآخر فضّل عدم الاستعجال في اتخاذ قرار رحيل المدرب وسط ترقّب لما ستؤول إليه نتائج الفريق فيما تبقى من الموسم.